الفنان العراقي طامي السامرائي.. تجربة تنطلق من التراث وتبحث عما بعد الحداثة- فيديو

دمشق -سانا

يمزج الفنان التشكيلي العراقي المقيم في سورية طامي السامرائي في لوحاته خليطا من حضارات بلاد الرافدين والحضارة العربية الإسلامية ضمن رؤيته الخاصة التي يسعى دائما لأن تكون متنوعة وبعيدة عن التكرار.

السامرائي الذي كرس حياته وساعات يومه كلها للفن يعتقد أن التفرغ من أسس تكوين الفنان الحقيقي حيث يقول في حديث لـ سانا “لدى الفنان دور محوري مطلوب منه يتمثل في صناعة الحضارات ومعالجة الفوضى التي يسببها الإنسان في المحيط ومواجهة تحديات الهوية وثقافات الغير”.

الفنان الحاصل على ماجستير في تاريخ الفن من جامعة بغداد يشير إلى أن دراسته للفن أكاديميا جعلته يبحث عن التنوع ولا سيما بعد أن اطلع على تجارب أساتذته الذين تأثر بهم ولمس أن معظمها ينحو باتجاه ما يسمى اللوحة الواحدة كما تفتقر للتنوع.

ويرجع السامرائي تنوع اسلوبه التشكيلي إلى اطلاعه الواسع على الإرث الإنساني في العراق من حضارات متنوعة وعوامل أخرى حيث يقول “لكل عمل فني مكان وزمان ما يمنح العمل الفني بحد ذاته صفة التنوع إضافة إلى البعدين الموضوعي والبيئي اللذين يتعلقان بفكرة العمل الأساسية والظرف الذي سيظهر فيه”.

ولادة ونشأة الفنان في مدينة سامراء العراقية كان لها أثر بالغ في تحديد مسيرة حياته وتنمية ميوله الفنية حيث كان يشاهد حوله الآثار القديمة متناثرة في كل مكان وعندما يزور شاطئ نهر دجلة كان يصنع تماثيلا رملية يستوحي شكلها مما يراه من حركة الفلاحين والطيور والحيوانات في المحيط لتستمر هذه المعالم في الظهور عبر أعماله حتى في معرضه الأخير عن التشكيل الحروفي الذي أقامه بثقافي أبو رمانة في تشرين الأول الفائت.

وعن دافعه قبيل البدء بأي عمل يذكر السامرائي أنه قبل الشروع بأي لوحة تستجد في ذهنه جملة أفكار ثم يبدأ يضيف لها تجربة مستقلة مصدرها اللاشعور وتتغذى من الثقافة البصرية والتربية الجمالية حتى عندما يعمل على مجموعة من اللوحات تطرح موضوعا واحدا وتحتاج رموزا وعناصر فنية متقاربة.

ويقول السامرائي.. “عندما أشتغل على اللوحة أبدأ بالعمل بشكل تلقائي وتتكامل لدي الفكرة تحت الريشة واثناء العمل ولا مرة فكرت باللوحة مسبقا فيصبح كل عمل تجربة بذاتها تتضمن الحالة والانفعال واللحظات التي تنتابني أثناء مزج اللون”.

ويسعى السامرائي لإغناء تجربته الفنية بصورة مستمرة لئلا يقع في مطب التكرار مازجا أي معطى جديد مع أسلوبه الخاص ليبقى مواكبا للزمن والبيئة والتطور الفني العالمي واتجاهات الحداثة بما لا يتعارض مع خصوصيته النابعة من التراث والبيئة.

ويعتقد السامرائي أن أي عمل فني لا ينبع من التراث لا يكون مؤثرا وهو غير حقيقي لأن الفن إبداع ينطلق من الصدق ويعكس تصالح الفنان مع ذاته المنتمية لبيئة حتى يستطيع التواصل مع الجمهور داخل محيطه وخارجه مشيرا إلى تأثره بأعمال يحيى بن محمود الواسطي من القرن الثالث عشر للميلاد الذي كان برأيه أعظم من جسد الطبيعة في العراق.

ويرى أن قدرة الفنانين العرب على مواكبة الحراك التشكيلي في العالم وبزوغ أسماء فنية عربية سطعت في كل مكان يعود للغنى الحضاري الذي تتمتع به هذه المنطقة منذ الأزل والذي توجته الحضارة العربية الإسلامية لتصبح من أرقى الفنون في العالم ولتغدو ملهمة للعديد من الفنانين العالميين ممن اشتغلوا على رموزنا التشكيلية بما تتضمنه من عناصر تجريدية ولا سيما الخط العربي.

وحول استخدامه في لوحاته للمدرستين الواقعية التعبيرية مقابل حضور أقل للتجريد يقول السامرائي.. “احتاجت المدرسة التجريدية إلى أكثر من مئة عام من المثابرة والإبداع لتصبح مفهومة ومطلوبة من جمهور الفن في أوروبا وما زال السواد الأعظم من متلقي الفن العرب لا يفهمون التجريد الفني بما فيه من رموز واشكال مجردة ويحتاجون إلى وقت ليهضموا الرسم التجريدي والمدارس التي نشأت عنه” مبينا أن التعبيرية تستعير بعض تفاصيل التجريدية كخلفيات اللوحات مثلا.

وحول إقامته في سورية التي اتخذها سكنا وفضاءها مرسما يقول السامرائي.. “أحببت هذه البلاد بما فيها من جمال وعندما أتجول في شوارع دمشق أشعر كأنني في متحف من العراقة والتاريخ كما لمست خلال تعاملي مع المجتمع السوري تقبله للآخر” مؤكدا أن الفن التشكيلي السوري منحه الشيء الكثير ووجد أنه يضم تجارب مهمة تضاهي مثيلاتها في العالم وخاصة لدى الشباب.

ويشغل بال السامرائي حاليا اتجاه الفن عالميا لما بعد الحداثة حيث يحاول الاطلاع على التجارب المختلفة في الوطن العربي وفي العالم ووضع ملامح لتجربته المستقبلية .

ويختم الفنان العراقي تصريحه بالقول.. “لا بد لنا لضمان تطور تجربتنا الفنية العربية أن نتصل بالعالم وأن نمد جسورا مع المبدعين في الأرض حتى نقدر على مواكبة الحركة العالمية لأن الثقافات ملك للكل وإيماني القاطع بالفن أنه يهب لحظات السعادة لكل البشر فهو يتخطى الحدود الجغرافية ويجعلنا نتصل بأقراننا من الفنانين وبعموم الناس”.

والفنان السامرائي يحمل بكالوريوس فنون جميلة وماجستير تاريخ الفن جامعة بغداد عام 1991 وعضو جمعية التشكيليين العراقيين ونقابة الفنانين وقدم 17 معرضا فرديا في العراق بين عامي 1990 و2012 إضافة لمعارض عدة في سورية.

سامر الشغري

تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعونا عبر تطبيق واتس أب :

عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).

تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:

http://vk.com/syrianarabnewsagency

انظر ايضاً

الفنان العراقي طامي السامرائي.. تجربة تنطلق من التراث وتبحث عما بعد الحداثة