الشريط الإخباري

مسؤولون روس: روسيا ستدخل تعديلات بعقيدتها العسكرية قبل نهاية العام الجاري

موسكو-سانا

أعلن ميخائيل بوبوف نائب سكرتير مجلس الأمن الروسي أن روسيا ستدخل تعديلات في عقيدتها العسكرية قبل نهاية العام الجاري بالنظر إلى التحديات الاستراتيجية الجديدة التي تواجهها البلاد.

وقال بوبوف في تصريح لوكالة نوفوستي الروسية “إن تطور الأوضاع العسكرية والسياسية في العالم خلال السنوات الأربع الأخيرة وأساليب القتال في المرحلة الراهنة يتطلب تدقيق بعض نقاط العقيدة العسكرية الوطنية” مضيفا “إن ضرورة ذلك تنجم في المقام الأول من ظهور مخاطر وتهديدات جديدة لأمن روسيا وجدت انعكاسا لها في أحداث ما يسمى بـ /الربيع العربي/ والأزمة في سورية وفي الوضع المتأزم في أوكرانيا وحولها”.

وتابع “إن الدول الكبرى أصبحت تستخدم وعلى نطاق واسع لتحقيق مصالحها عمليات غير مباشرة كالاعتماد على منظمات متطرفة وشركات عسكرية من القطاع الخاص والطاقات الكامنة في حركات احتجاجية جماهيرية وذلك إضافة إلى أشكال وطرق كلاسيكية من استخدام القوات المسلحة” مشيرا إلى وضوح سعي الولايات المتحدة ودول حلف شمال الأطلسي /الناتو/ لتعزيز قدراتها الاستراتيجية الهجومية من خلال تطوير منظومة الدرع الصاروخية العالمية وتبني مفاهيم استراتيجية جديدة لاستخدام القوات المسلحة واستحداث وسائل جديدة نوعيا لخوض القتال بما في ذلك الأسلحة المتقدمة فائقة السرعة.

من جانبه رأى يوري يعقوبوف منسق إدارة المفتشين في وزارة الدفاع الروسية أن العقيدة العسكرية الروسية بحاجة إلى تعديلات تخص قبل كل شيء الإشارة إلى أن الولايات المتحدة خصم رئيسي محتمل لروسيا.

وقال يعقوبوف.. إن العقيدة العسكرية الروسية الجديدة يجب أن تتضمن شروطا بشأن توجيه ضربة استباقية من قبل قوات الردع النووي مشيرا إلى أن هذه الوثيقة الاستراتيجية يجب أن تشير بدرجة أولى وبشكل دقيق وواضح إلى خصم رئيسي محتمل بالنسبة إلى روسيا الأمر الذي ينعدم في العقيدة العسكرية التي تم تبنيها عام 2010.

واعتبر يعقوبوف أن الولايات المتحدة وحلف الناتو هما خصمانا الرئيسيان علما أن قواعدهما تقترب من الحدود الروسية ويجب أن تنعكس هذه التغيرات والتحديات الشاملة بصورة دقيقة في العقيدة العسكرية المعدلة.

من جهته وصف الأكاديمي الروسي أليكسي أرباتوف التعديلات المرتقبة على العقيدة العسكرية التي تبنتها روسيا عام 2010 بالخطوة المنطقية نظرا لما شهدته العلاقات بين روسيا والغرب من تغيير خلال الفترة الماضية.

وقال أرباتوف “إن العقيدة الحالية لا تذكر الناتو كقوة معادية لروسيا إنما الحديث يدور فيها فقط عن توسع تحالفات عسكرية أخرى باتجاه الحدود الروسية أما الآن فسيتم ذكر الناتو والولايات المتحدة في العقيدة علنا على أنهما تهديدان رئيسيان”.

من جانبه اعتبر فرانتس كلينتسيفيتش نائب رئيس لجنة الدفاع في مجلس النواب الروسي أن العقيدة العسكرية الحالية تفتقد إلى تحديد أعداء روسيا بشكل دقيق أما الآن فسيتم تحديدهم بكل وضوح “مع الأخذ بعين الاعتبار أقوالهم وأفعالهم وخطواتهم”.

ورأى كلينتسيفيتش أن حلف الناتو يعتبر عدوا حقيقيا لروسيا في الوقت الحالي وقال “لكننا نفهم أن الاستخبارات تمارس نشاطاتها ويمكن أن تحدث تطلعات عدوانية من جوانب مختلفة والأهم من ذلك إمكانية استخدام دول مستفزة”.

وكانت وسائل الإعلام الروسية أفادت في وقت سابق أن روسيا تعتزم قبل انتهاء العام الجاري إدخال تعديلات في عقيدتها العسكرية لوجود خطط توسيع الناتو نحو الشرق واحتمال نشر عناصر الدرع الصاروخية في أوروبا ناهيك عن التطورات الأخيرة في أوكرانيا.

يذكر أن أندرس فوغ راسموسن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أكد يوم الإثنين الماضي أن الاف الجنود الأطلسيين من أسلحة الجو والبر والبحر معززين بقوات خاصة يمكن أن ينتشروا “في غضون أيام” في أوروبا الشرقية مشيرا إلى أن الحلف سيعزز وجوده في الدول الأعضاء الواقعة في أوروبا الشرقية عبر تطوير قوة “أمامية” يمكن أن ترد سريعا على التهديدات “في وقت قصير للغاية”.