اللاذقية-سانا
لن تغيب عنك رائحة الخشب الطبيعي وبقايا أوراق الأشجار المجففة التي تعتبر مادة رئيسية لمشغولات الحرفي أحمد مز الذي احترف التطعيم بالخشب منذ أكثر من خمسة عشر عاما مستخدما قشور جذوع الأشجار كمادة أساسيةلتكون مشغولاته التي يصنعها يدويا دليلا على ارتباط الإنسان بالطبيعة الأم ومحاولة ترجمة هذا الرابط بطريقة فنية مبتكرة.
معالم من المحافظات السورية إضافة الى منمنمات صغيرة فيها الكثير من نفحات التراث السوري تعتبر أبرز مشغولات الحرفي “مز” الذي يشير الى حبه للتاريخ والتراث السوري الذي يتبدى من خلال اعماله كقوس النصر والسيف الدمشقي والناعورة الحموية ومدخل كل من اوغاريت وسوق الحميدية وغيرها من المجسمات التي تجول بنا في رحلة سورية خاطفة تتخللها مشاهد لعربات الخيل القديمة و البيوت الريفية واللوحات الفنية النافرة التي تضم إلى جانب القشور مكونات من الورق والأغصان.
ويقول الحرفي “مز” في حديث لنشرة سانا (سياحة ومجتمع) إن “الحرفيين المشتغلين في هذا المجال باللاذقية يمكن تعدادهم على أصابع اليد الواحدة وهو يعتمد في اعماله على إعادة تدوير المكونات الطبيعية لإنتاج قطع متميزة.
السير ضمن الغابات وجولاته في الريف الساحلي تعتبر ملهما أساسيا للحرفي مز لاستنباط أفكار ومكونات جديدة لمشغولاته والتي شارك بها في المعارض الفنية ومنها مجسم لسد بلوران نفذه من الخشب المطعم.
المشرط والمنشار الناعم ومطرقة ومثقب صغير تعتبر أدوات عمله الرئيسية التي يرفض إدخال تقنيات حديثة اليها نظرا لإيمانه بأن العمل اليدوي البسيط تكمن فيه كل الجماليات لذلك تراه منهمكا بشكل يومي ضمن مشغله الكائن في بيته بمدينة اللاذقية لابتكار قطع فنية جديدة تعتمد على نشارة الخشب وبقايا الجذوع وغيرها .
وشارك الحرفي “مز” في الكثير من المعارض والمهرجانات ويتمنى المشاركة بمعارض دولية تعرف المهتمين ببراعة الحرفيين السوريين وقدرتهم على التجدد والعطاء مهما كانت الظروف.
ياسمين كروم