سياحة الطيور لم تتوقف فوق سماء سورية

دمشق-سانا

لم تلتفت طيور اللقلق المهاجرة لما يحدث في سورية فهي غير معنية بقرارات الحظر الأوروبي والمقاطعة المفروضة على هذا البلد المحوري في الشرق الأوسط والذي يشكل المعبر الأساسي لها أثناء رحلتها من شمال أوروبا ووسطها عبر تركيا لتتوقف في سورية في أكثر من ثمانين موقعا متنوعا من شمالها وشرقها وغربها وجنوبها لتعبر بعدها فلسطين متجهة إلى صحراء النقب فأفريقيا حيث تقضي شتاءها بدفء قبل أن تعود أدراجها إلى مواقع تفريخها في شمال أوروبا.3

وشوهدت طلائع أسراب اللقلق فوق سماء دمشق من منطقة مشروع دمر في 28 آب الماضي كما يقول الدكتور دارم طباع مدير مشروع حماية الحيوان في سورية سبانا كما سجل وجود بعض الطيور التي تستطيع أن ترسل إحداثيات مواقعها جنوب حمص في 23 منه.

ويوضح الطباع أن اللقلق الأبيض من الطيور المهمة بيئيا حيث تشكل هجرته فرصة كبيرة لإعادة التوازن الطبيعي للمناطق التي يمر فيها وتضم المجموعة الأوروبية من اللقالق البيضاء التي تعد من أكبر المجموعات في العالم نحو 180 إلى 220 ألف زوج وفقا للجمعية الدولية لحياة الطيور يهاجر معظمها عبر سوريةوقسم صغير يعبر عبر مضيق جبل طارق.

والجدير ذكره أن هجرة الطيور تشهد في السنوات الأخيرة تغيرات كبيرة في الزمن والأعداد وقد رصدت إحدى الدراسات الحديثة تغير أنماط هجرة طيور اللقلق فمنذ منتصف عام 1980 توقفت أعداد متزايدة من اللقالق عن هجرتها السنوية من شمال أوروبا إلى أفريقيا في فصل الشتاء وأصبحت بدلا من ذلك تعيش في اسبانيا والبرتغال على مدار العام كله حيث تتغذى على وجبات سريعة من مقالب القمامة فأعداد هذه الطيور المستقرة في البرتغال لم تكن تتجاوز 1180/ ألفا ومئة وثمانين/ طائرا عام 1995 لكنها وصلت إلى 10000 “عشرة آلف” طائر عام 2008.

عماد الدغلي

1