دمشق- سانا
خصص ملتقى ريمني الثقافي /الموسم الخامس والثلاثون/ الذي أقيم مؤخرا تحت عنوان /إلى نهاية الأرض والوجود لن يترك القدر الإنسان بحاله.. ملتقى من اجل الصداقة بين البشر/ عدة جلسات حوارية خاصة بتسليط الضوء على المخاطر التي يتعرض لها التراث الثقافي السوري.
وأشار الدكتور مأمون عبد الكريم مدير المديرية العامة للآثار والمتاحف في تصريح ل/سانا/ الى ان الكلمة المتلفزة التي ألقاها تناولت المخاطر التي تعرض لها التراث الثقافي في سورية خلال الأزمة وروءية مديرية الآثار خلال هذه الفترة والتي تمثلت برفع الوعي وحماية ذاكرة السوريين بغض النظر عن أي اختلافات وحرص المديرية على ضمان تماسك المعنيين على كل المستويات والحرفية في التعامل بالإضافة إلى الانفتاح على المنظمات الدولية وتعزيز التعاون معها ولا سيما منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة /اليونسكو/ والايكوموس ومركز التراث العالمي في البحرين ومنظمة تمويل الأوابد العالمية بالإضافة إلى الأيكوم والإيكروم وغيرهم من المنظمات المعنية.
كما أوضح عبد الكريم خلال كلمته الإجراءات الاستثنائية التي اتبعتها المديرية العامة للآثار والمتاحف والتي تمثلت بنقل المقتنيات المتحفية إلى أماكن آمنة وتوثيق الأضرار وتطوير الموقع الالكتروني للمديرية باللغتين العربية والانكليزية بالإضافة إلى الحد من الضرر من خلال التواصل مع المجتمع المحلي لحماية المواقع الأثرية واقتراح تشريعات جديدة لاسترجاع الآثار المنهوبة أو المهربة.
ولفت عبد الكريم الى ان الوفد السوري ركز من خلال محاضرة مدير آثار ادلب غازي علولو على التعديات التي طالت التراث الثقافي السوري من مخالفات وتنقيب سري وتهريب للمتلكات الثقافية وحرص أبناء المجتمع المحلي على الوقوف بقوة والحيلولة دون استباحة تراثهم لقناعتهم بان الآثار ملك لجميع الشعب السوري.
واوضح حرص المديرية على شرح عمل السلطات الأثرية في المناطق التي تشهد أحداثا لحماية التراث الثقافي كما تطرق إلى الصعوبات والتهديدات التي تتعرض لها فرق العمل التابعة لمديرية الآثار أثناء تأديتها عملها من المتطرفين وحث المنظمات الدولية على ضرورة موءازرة السلطات الأثرية في مجال مكافحة تهريب الآثار وتجريم العصابات المنظمة.
وأشار عبد الكريم الى المشاركة القيمة للبروفسور باولو ماتييه مكتشف موقع ايبلا ومدير الجانب الإيطالي في بعثة التنقيب المشتركة في ايبلا خلال الملتقى حيث حث المجتمع الدولي على بذل اهتمام كبير وعاجل بالأضرار التي تقع على أغنى تراث في العالم بسبب تعرضه للدمار جراء الأحداث والتنقيب السري الذي انتشر على نطاق كبير كما في أفاميا وتدمر وغيرها من المواقع.
وبين ان ماتييه أشاد بجهود العاملين في المديرية العامة للآثار والمتاحف الذين يعملون برغم كل الظروف على حصر الأضرار بالرغم من الأخطار التي يتعرضون لها وهم يقومون بالتعاون مع المجتمع المحلي بتكوين مجموعات من المتطوعين لمراقبة وحماية المواقع كما حصل في تدمر ومعرة النعمان مؤءكدا على أن التراث الثقافي السوري هو ضحية خطر التدمير وشدد على ضرورة تضافر الجهود لأن سورية هي تراث الإنسانية.
كما تحدث عبد الكريم عن مداخلة البروفيسور جورجيو بوتشيلاتي الذي عمل مديرا لبعثة تل موزان /مملكة أوركيش/ لاكثر من 30 سنة والتي بين فيها أن الآثار هي الرابط بين الماضي والمستقبل وأن الفترة التي تمر بها سورية عصيبة جدا على الجميع مشيرا الى الإجراءات التي اتخذتها المديرية العامة للآثار والمتاحف للتعامل مع الأزمة وتعاون جميع العاملين منذ أكثر من ثلاث سنوات معتبرا ان سورية هي موزاييك من الهويات المختلفة.
يذكر انه افتتح ضمن أعمال الملتقى معرض صور ضوئية حول محمية تل موزان في القامشلي.