طهران-سانا
جدد الرئيس الإيراني حسن روحاني وقوف بلاده حكومة وشعبا وقيادة إلى جانب الشعب السورى في مواجهة الإرهابيين والاستمرار في ذلك مشيرا إلى أن تحرير مدينة حلب ووقف الأعمال القتالية خطوتان مهمتان لإحلال السلام والاستقرار في سورية.
وهنأ الرئيس روحاني خلال استقباله في طهران اليوم المهندس عماد خميس رئيس مجلس الوزراء بحضور السفير السوري في طهران الدكتور عدنان محمود الشعب السوري على الإنجازات الأخيرة في مكافحة الإرهاب وقال “إن رسالة تحرير مدينة حلب تتمثل في قوة الشعب السوري في الدفاع عن بلده” مضيفا “إن الإرهابيين وحماتهم لن ينجحوا في التوصل إلى أهدافهم”.
وأكد روحاني أنه يجب استغلال الفرصة المتاحة لمكافحة الإرهابيين موضحا أن أصدقاء سورية يؤكدون أن الشعب السوري هو من يقرر مستقبله.
وأعرب روحاني عن أمله في أن تؤدي محادثات أستانا إلى نتائج حقيقية بين السوريين وتحقيق تطلعاتهم.
وشدد روحاني على ضرورة استخدام الفرص المتاحة والإمكانيات الراهنة لتعزيز الشراكة الشاملة بين البلدين.
من جانبه نقل المهندس خميس تحيات السيد الرئيس بشار الأسد إلى الرئيس روحاني متمنيا دوام التقدم والازدهار للشعب الإيراني ومؤكدا أن صمود الشعب السوري إلى جانب تضحيات الجيش العربي السوري ودعم إيران لسورية أثمر عن تحرير حلب وإن سورية حكومة وشعبا عازمة على التصدي للإرهابيين لإعادة الأمن إلى الوطن.
وأعرب المهندس خميس عن تعازيه لإيران حكومة وشعبا بوفاة الرئيس الإيراني الأسبق رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام “على أكبر هاشمي رفسنجاني”.
وشدد المهندس خميس على ترحيب سورية بكل المبادرات لإعادة الأمن والاستقرار إلى أراضيها معربا عن أمله بأن يتمخض الحوار السوري السوري عن حل يسهم في إعادة الأمن إلى سورية ويقضي على الإرهابيين ويمهد لتحقيق النصر الحقيقي.
وأشار رئيس مجلس الوزراء إلى دور الجمهورية الإسلامية الإيرانية البارز في إرساء الأمن والسلام في المنطقة مؤكدا ضرورة توطيد العلاقات الاستراتيجية بين البلدين في شتى المجالات وداعيا إلى تفعيل لجنة التعاون المشتركة بينهما ووجود القطاع الخاص الإيراني في مختلف المشاريع السورية.
ولايتي: إيران لن تدخر جهدا في تنفيذ الاتفاقات المبرمة مع سورية.. خميس: نبحث عن وضع استراتيجية طويلة الأمد للتعاون مع إيران
وخلال لقائه اليوم مستشار قائد الثورة الإسلامية في إيران للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي بحضور السفير السوري لدى طهران أكد المهندس خميس أن القيادة السورية عاقدة العزم على مكافحة الإرهاب وإنجاح العملية السياسية وإعادة إعمار ما دمرته الحرب الظالمة على سورية.
وأشار المهندس خميس إلى الانتصارات التي يحققها الجيش العربي السوري والحلفاء على الإرهاب في سورية وتحرير مدينة حلب وقال: “نحن مستمرون في محاربة الإرهاب حتى تحرير كل سورية منه ولا يوجد أمامنا خيار إلا النصر على الإرهاب”.
ولفت المهندس خميس إلى التحديات التي تواجه الوضع الاقتصادي في سورية مبينا أن سورية “تبحث عن وضع استراتيجية طويلة الأمد للتعاون مع إيران التي تربطنا بها علاقات قوية ومتجذرة” وقال: إن”زيارته لإيران تضمنت توقيع خمسة عقود تعاون اقتصادي”.
وأوضح المهندس خميس أن العديد من البنى التحتية في سورية تعرضت للتدمير والتخريب بفعل الارهاب والحرب الظالمة عليها وقال: “إن سياسة الحكومة حالياً هي ترميم هذه البنى ضمن أولويات حاجات المواطنين” داعيا إلى الاستثمار في مشاريع إعادة الإعمار.
وثمن المهندس خميس موقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية الداعم لسورية خلال الأزمة فيها مؤكداً أن سورية ترغب باستمرار هذا التعاون الثنائي ولا سيما في المجال الاقتصادي.
بدوره أكد ولايتي أن محادثات أستانا الأسبوع المقبل بشأن تسوية الأزمة في سورية هي ثمرة انتصارات سورية وحلفائها في الحرب على الإرهاب “لكنها يجب ألا تتحول إلى فرصة تستثمر سياسيا من قبل أولئك الذين دعموا الإرهابيين وتلقوا الهزيمة في ساحة الحرب”.
وهنأ ولايتي سورية وحلفاءها بالانتصارات التي تحققت على الإرهاب مشيرا إلى أن وقف الأعمال القتالية خطوة جيدة وإيجابية شرط ألا تمنح الفرصة للإرهابيين لاستعادة قواهم مرة أخرى.
وأعرب ولايتي عن أمله في أن يساعد اجتماع أستانا في تحقيق إعادة الأمن والاستقرار إلى سورية مجددا تأكيده استمرار وقوف إيران إلى جانب سورية وقال: “كما وقفت إيران حتى الآن إلى جانب سورية ستقف إلى جانبها في المستقبل في إطار الاتفاقيات الثنائية ولن تدخر جهدا من أجل تنفيذ الاتفاقيات المبرمة”.
وشدد ولايتي على ضرورة الحفاظ على وحدة وسيادة الأراضي السورية وأن الشعب السوري وحده فقط من يقرر مستقبل بلاده معربا عن أمله بأن يعم الأمن والاستقرار كامل الأراضي السورية.
وأوضح ولايتي أن العلاقة المتجذرة بين إيران وسورية كان لها دور رئيسي في المحافظة على محور المقاومة وقال: “لهذا السبب فإن الكيان الصهيوني عندما يشعر بأن عملاءه داخل سورية في حالة ضعف فإنه يتدخل بشكل مباشر من خلال الاعتداء على الأراضي السورية”.
من جانب آخر عبر ولايتي عن رفض بلاده مشاركة الولايات المتحدة في اجتماع أستانا لافتا إلى أن واشنطن “كانت تصر منذ الوهلة الأولى على إسقاط الحكومة السورية الشرعية وإيجاد حكومة عميلة.. واليوم يرى الأمريكيون أنهم خسروا عسكريا”.
وقال ولايتي: إن “الأمريكيين يحاولون بطريقة أو بأخرى المشاركة في اجتماع أستانا إلا أن إيران ترفض ذلك بقوة لأنه إذا أصبح الأمر على هذا المنوال فإن ذلك قد ينسحب على دول أخرى مثل السعودية وقطر اللتين قامتا بدور أساسي في تجهيز وإرسال الإرهابيين إلى سورية”.
لاريجاني: سورية وإيران في خندق واحد والنصر على الإرهاب حتمي
وخلال لقائه رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني بحضور السفير السوري في طهران والوفد المرافق أكد المهندس خميس أن الانتصارات التي حققتها سورية على الإرهاب تمثل نصرا للشعبين في سورية وإيران مشيرا إلى أن التنسيق سيستمر بين البلدين لمكافحة الإرهاب ومواجهة التحديات.
وقال المهندس خميس إن “إيران دعمت دوما الشعب والحكومة السورية وهذا الدعم ليس أمرا مستغربا في ظل الأصالة والحضارة الدينية والثقافة والعلاقات التاريخية بين البلدين”.
وأضاف المهندس خميس إن “الانتصارات الأخيرة في حلب تعود لصمود الشعب والجيش العربي السوري ودعم اخوتنا الإيرانيين ونحن نفتخر بأن نكون في خندق واحد في مكافحة الإرهاب”.
وأكد المهندس خميس أن التنسيق المشترك بين سورية وإيران سيبقى نقطة مضيئة في تاريخ العلاقات بين البلدين موضحا أن التنسيق سيستمر لمكافحة الإرهاب ومواجهة التحديات.
وشدد المهندس خميس على أن التعاون مع إيران شكل دائما أولوية بالنسبة لسورية مبينا أن هذه الرؤية لا تتعلق بالأيام الصعبة الراهنة فحسب حيث يوجد سعي دائم لتطوير العلاقات بين الجانبين.
وحول اتفاق وقف الأعمال القتالية في سورية قال المهندس خميس إنه “أظهر قوة الحكومة السورية” معربا عن أمله في أن تسهم القرارات التي ستتخذ خلال محادثات أستانا حول الأزمة في إرساء الاستقرار والأمن في كل الأراضي السورية.
بدوره أكد لاريجاني أن إيران مستمرة في دعمها لسورية لأنهما في خندق واحد ولديهما استراتيجية واحدة مشتركة لافتا إلى أن النصر على الإرهاب أمر حتمي.
وبشأن محادثات أستانا أكد لاريجاني أن مصالح الشعب السوري وحفظ وحدة سورية يجب أن تحظى بالأولوية خلال المحادثات.
وكان المهندس خميس أجرى أمس مباحثات مكثفة مع كل من النائب الأول للرئيس الإيراني اسحاق جهانغيري ووزير الطاقة الإيراني حميد جيت جيان ومحافظ البنك المركزي الإيراني ولي الله سيف والمهندس غلام حسين شافعي رئيس غرفة الصناعة والمناجم والزراعة في إيران وأمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني لتعزيز وتطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين ومتابعة الاتفاقات المبرمة في المجالات الاقتصادية والتنموية والاستراتيجية.