الشريط الإخباري

سورية عند الحدود…

كل القوى الفاعلة في المنطقة لا تستطيع حسم شيء دون تخط للحدود التي رسمتها في الماضي، ورغم كثرة التحليلات والتوقعات والاستنتاجات تبدو الحالة العامة على الصعيدين الإقليمي والدولي مرتبكة!، فمن الذي يجرؤ على تخطي الحدود التي تلزمه بها سياسته المعلنة؟

الدبلوماسية السورية التي طالما اشتهرت بالكتمان والتحسب لكل صغيرة وكبيرة، والتي قد تلزمها حالة البلاد والازمة فيها بمزيد من التحفظ، لجأت إلى دبلوماسية الوضوح النسبي والمباشرة، مستفيدة من أن سورية هي الفاعل العملي الأول في المنطقة اليوم فيما يخص القضية المطروحة على العالم اليوم و هي الارهاب أو مكافحة الارهاب.‏

بوضوح أعلنت سورية أنها تقبل بقرار مجلس الأمن الأخير بخصوص داعش والنصرة، وتعمل على تطبيقه ومستعدة للتعاون اقليمياً ودولياً لتنفيذه، واشتراطها على ذلك هو الجدية فقط في التعاون التي تفترض صدق النيات والفعل الصحيح المنطقي بين أطراف التعاون المزعوم .. أو… المفترض… أو المنتظر.‏

مقابل ذلك شهدنا ونشهد ارتباكات لا منطقية وضبابية تقود حتماً إلى الفشل، وعوضاً عن الاستجابة الواضحة رفضاً أو قبولاً وجد العالم نفسه أمام سيل من المعلومات الاستخباراتية وشبه الاستخباراتية الملأى بالتناقضات والتساؤلات عن مواقف الأطراف الأخرى من الوضوح السوري.‏

سورية نبهت، وهم يعلمون، أن أي محاولة لفعل داخل سورية من غير التعاون مع الحكومة السورية كلياً وبشكل حصري لن يفضي إلى فشله وحسب، بل سيؤدي إلى تداعيات خطيرة جداً. لقد حاولت الولايات المتحدة و معها أطراف وأتباع خلال سنوات الأزمة، ثلاث سنوات أو أكثر، إيجاد بديل من الحكومة للعمل مع سورية فلم تجد معتدلاً ولا متطرفاً بإمكانه التصدي للمهمة، حتى على صعيد تأمين أجواء مناسبة لها، ذلك ما عبرت عنه الولايات المتحدة أكثر من مرة من حيث لا جدوى من توقع مقدرة المعارضة على اسقاط النظام «فانتازيا»، ومن حيث التحسب للدخول العدواني على سورية «مقدرة الجيش السوري».‏

لقد خاضوا حربهم على سورية بالمال والاعلام وتجنيد الارهابيين، وهي أدوات لن تنفع في قتال ارهابيي النصرة وداعش وغيرهما إن كانوا جادين في الإقدام على ذلك.‏

أما حرجهم في البحث عن الخط الفاصل بين مقاتلة الارهاب، والتعاون مع سورية، ليسيروا عليه، فذلك مهزلة تتناقض مع الجدية المفترضة وتبتعد عنها. سورية مقاتل حقيقي كبير وفعال، وهي تحت السلاح من الآن، وأي جدية في مقاتلة الارهاب في المنطقة تقتضي بالضرورة التعاون معها، أو تحويل المعركة – معركتهم المزعومة – إلى زمن طويل للدمار و التخريب.‏

على قاعدة ذلك عرفت سورية الحد الفاصل بين ضرورة التعاون دولياً واقليمياً لمحاربة الارهاب، وبين أي عمل عسكري يمس بسيادتها.‏

بقلم: أسعد عبود

انظر ايضاً

ما وراء طرح دولة منزوعة السلاح ..؟ بقلم: ديب حسن

أخفق العدوان الصهيوني في غزة وعرى الكيان العنصري أمام العالم كله، ومعه الغرب الذي يضخ …