غاب ما سمي بالائتلاف السوري عن السمع والحضور والمشاهدة، صار ذكرى على ما يبدو، وثيقة للتاريخ ومن التاريخ، كان عدوانا على بلاده متمتعا بالدعم الإقليمي والعالمي، حتى أنه غدا مرجعية يعود إليها دول الإقليم.
نتساءل الآن: أين هو هذا الائتلاف؟ وأين هم أعضاؤه؟ أين يسكنون؟ وأين يتحركون؟ كيف يمضون أيامهم وقد سبق لهم عز عاشوها شهورا؟ .. لعلهم كانوا على علم قبل غيرهم أن صاحب الرأسمال هو الرابح، وهو من يمنح ومن يغيّب.
صحيح أننا نسأل أسئلة باهتة عن أناس فقدوا وجوههم وضمائرهم وأخلاقهم، لكن القصة من باب السؤال ليس إلا. فسورية اليوم دولة حاربت وما زالت، منعت وما زالت كل أشكال التعدي على ترابها الوطني وعلى واقعها السياسي وعلى إنسانها الذي هو خاصة إيمانية بحتمية الانتصار. سورية الأن عالم له حسابات التعاطي معه .. إنه محل احترام الدنيا، أصدقاء وأعداء، قدم بسخاء ما تحتاجه المصلحة الوطنية ولم يتراجع، تابع بدقة أصول الميدان بلا تأخير عن قاعدته المعروفة، ظل وحيدا في ساعات الصعاب، لكنه كان يعرف من هي الشام ومن تكون ومن كانت من عرين صادق على مر التاريخ.
يسألونك عن هذا الائتلاف إذن، بعضهم من قبيل السخرية والبعض شماتة أو استهزاء .. حول أولئك الذين زرعوا بعض العواصم كلاما وتهديدا ووعيدا .. صار أكثرهم يتمنى ويحاول أن يجد له مخرجا إلى سورية، نعرف أن بعضهم يتأمل العودة ويسعى لذلك، يتطلع إلى العفو الذي تصدره الرئاسة السورية عن بعض من شذوا عن القاعدة الوطنية في الداخل على أمل أن يلحق بهم ذاك القرار.
منذ رصاصات الغدر الأولى التي أطلقت على الجيش العربي السوري، ومنذ الكلمات الطاغية التي قيلت بحق الدولة وسيد البلاد من قبلهم، قلنا إن غد سورية نهار ساطع، سيكون أنموذجا للقريب والبعيد. وأنها سوف تخرج من أزماتها دولة مصانة، وشعبا موحدا وجيشا عرمرما ورئيسا يحمل على أكتافه أعباء المرحلة القادمة كما حملها خلال الأحداث الداهمة وقدم خلالها عرضا قياديا قل نظيره.
ويسألونك عن الائتلاف الذي مضى، كان صوت نشاز في مرحلته، عبر عن واقعه خير تعبير، أثرى بعضه إن لم يكن أكثره مما تدفق عليه من أموال سوداء ظنوا أنها تصنع أوطانا خيالية. هم الآن أشبه بصمت القبور، مشغلهم استغنى عنهم، ولا ندري أي توهان هم فيه.
سورية تقوم اليوم بتنظيف بقايا ما علق بها من إرهاب، استفاق العالم أخيرا على ما كانت تنادي به منذ الساعات الأولى التي تعرضت لها من هذا الإرهاب، وهي مصممة على أن لا تترك مترا واحدا بيد إرهابي أو عدو للبلاد .. ومن مفهومها القومي وحرصها على الأمة جمعاء، فهي أيضا مستعدة للمنازلة في أمكنة عربية أخرى تتطلب حضورها لطرد الإرهاب الهمجي البشع من المنطقة كلها.
نضال سورية إذن أسقط الخونة والخيانات، حربها المقدسة ضد الإرهابيين أعاد للعالم أحقيتها في ما تفعله. لقد أرادت وفعلت، صممت وتقدمت، عرفت أنها ستنتصر وانتصرت.
بقلم: زهير ماجد