دمشق-سانا
ناقشت الندوة الوطنية “الثقافة في مواجهة الإرهاب” التي أقامتها وزارة الثقافة بمناسبة يوم الثقافة السورية في ثاني أيامها مرتكزات المواجهة الثقافية للإرهاب وذلك في قاعة الدراما بدار الأسد للثقافة والفنون.
وتطرق المشاركون في الندوة للعلاقة بين المواجهة الثقافية والمواجهة المسلحة ودور وسائل الإعلام في صناعة الرأي العام ومواجهة الإرهاب ومهام الدولة الوطنية التعددية والديمقراطية وسيادة القانون.
ورأت الاعلامية فيرا يمين من لبنان في محورها أن المنظومة الإعلامية العربية تمتلك طاقات ولا تمتلك إدارات وخاصة عند أدعياء الديمقراطية الذين سعوا إلى إضعاف الإعلام العربي أمام الإعلام المتآمر بمختلف أنواعه.
ودعت يمين إلى توحيد المصطلحات الإعلامية في وجه الإعلام المتآمر ولا سيما المصطلحات التي يستخدمها محور المقاومة حتى تثبت المصداقية لافتة إلى ضرورة السعي لإطلاق قمر صناعي خاص لإعلام هذا المحور حتى لا يحجبه المتآمرون بأي وقت يشاؤون.
وفى بحثه الذى جاء بعنوان “المواجهة الثقافية والمواجهة المسلحة” رأى رئيس اتحاد الكتاب العرب الدكتور نضال الصالح أن أهمية الفعل الثقافي تكمن في مقاومة ثقافية تسعى لمواجهة مستمرة للفكر الإرهابي وتستمر في الزمان والمكان لافتا إلى أن الأداء الثقافي الماضي لم يتمكن من سد الثغرات التي أدت إلى تسرب وتغلغل الافكار المسمومة وتشظي الثقافة.
وتحدث رئيس اتحاد الكتاب عن تأثر بعض المثقفين العرب بالربيع العربي المزيف بعد أن استطاع النفط الخليجي أن يأخذه إلى اتجاهات تناقض المصلحة الوطنية والقومية حيث ميز محوره بين أنواع المثقفين مؤكدا ضرورة اقتلاع ما سماها “الطحالب الثقافية” من الساحة التي تسعى لتخريب البنية الثقافية الأصيلة وطرح أفكار مشوهة وغريبة عن مجتمعنا.
بدوره بين الدكتور عبد الله الشاهر في محوره أن مهام الدولة الوطنية تقوم في القدرة على تحويل قيمة المواطنة وجعلها تعلو على ثقافة فئوية سعيا لانطلاقة نحو بناء الدولة الوطنية الحديثة والإقلاع عن ثقافة الانتظار وأخذ المبادرة عبر تصور جديد يتلاءم مع التحديات الماثلة من أجل بناء الدولة القائمة على المؤسسات الديمقراطية والتشريعية والقضائية والتنفيذية ومنظمات المجتمع المدني.
وأكد الشاهر ضرورة تبنى المواطنة كقيمة أساسية لا تعلو عليها قيمة والتخلص من ثقافة اللامبالاة وعدم الاكتراث لإنهاض المجتمع ومواجهة التحديات والأزمات وإيجاد مستقبل أفضل معافى من الظلم والأحقاد والحروب والدماء.
وتضمنت الجلسة الثانية بحثا للدكتور عاطف البطرس بعنوان “تنمية شعور الانتماء للوطن” حيث أكد أن الوطن أصبح اللغة التي نتكلمها والثقافة التي تصوغ وجداننا وتحدد نمط حياتنا وطريقة تفكيرنا وأن العلاقة مع الوطن لا تستكمل إلا بالحديث عن المواطن والمواطنة في علاقة تبادلية في إطار المجتمع.
وأشار إلى أن الدفاع عن الوطن وحمايته يشترطان المحافظة على نسيجه الاجتماعي وصيانة وحدة ترابه والدفاع عن مؤسساته مؤكدا أن الدفاع عن الوطن وأمنه يعني الدفاع عن الدولة الوطنية بكل مكوناتها.
وفي بحث بعنوان “تعزيز مفهوم المواطنة وترسيخه في الوعي الاجتماعي” أشار الدكتور عبد اللطيف عمران إلى أن النجاح في تعزيز المواطنة والوعي الجمعي وتكريس حضورهما كفيل بمواجهة مشروع القوى المضادة للتحالف “الصهيو أطلسي الرجعي العربي”.
ولفت إلى أن مفهوم المواطنة يتعرض من هذه القوى إلى هجوم شرس يستهدف الوعي الجمعي الوطني والعربي والإسلامي والتأثير على العيش المشترك والوحدة الوطنية والحط من شأن الوطن وتدمير حدوده الجيوسياسية بالإرهاب العابر والاستعاضة عن الوطنية بالجهاد التكفيري والتدمير المعولم إضافة إلى استلاب مصادر تعزيز الهوية الوطنية والعروبية بوسائل عديدة من أهمها الثقافة والإعلام.
وأشار الدكتور حسين جمعة في بحثه بعنوان “تعزيز ثقافة الحوار وقبول الاختلاف مبدأ في الحياة” إلى ضرورة الحوار الوطني المستمر حول أي اختلاف يقع بين أبناء الوطن وجعله أداة من أدوات التفاهم والتعاون ثم التغيير والنهوض وتبني منهج ثقافة الحوار لإدارة مبدأ الاختلاف بأسلوب حداثي حضاري ينطلق من قبول الآخر واحترامه للوصول إلى قواسم مشتركة نتوافق عليها وننفذها.
وأكد أهمية رسم حدود الاختلاف في صميم سيادة القانون ومبدأ الحقوق والواجبات التي تقوم عليها المواطنة المحققة للمساواة والعدالة على اعتبار أن المواطنين شركاء في حب الوطن والانتماء له داعيا إلى عدم تجاهل أي مطلب وطني للمعارضة الوطنية غير المشبوهة أو المرتبطة بالدوائر “الصهيو أمريكية” ما دام يؤطر في صميم الحوار الوطني وفي إطار ثقافة الاختلاف.
وأشار الأرقم الزعبي في بحثه بعنوان “نحو خطة ثقافية لمواجهة الفكر الإرهابي” إلى ضرورة نقل الأفكار النظرية من فعل للمطلق إلى فعل للواقع عن طريق التفكير والتحريض للشروع في إعداد ثقافة لمواجهة الإرهاب والتأكيد على أن التخطيط الثقافي هو عمل هيئات وليس عمل أفراد وهو استراتيجية على مستوى الدولة.
وبين الزعبي أن أهداف الخطة الثقافية تكمن في تغيير الاتجاهات الفكرية والتركيز على المشترك والتناغم بين مكونات العمل الثقافي وخلق ثقافة تحافظ على الذات الثقافية ومنفتحة على الآخر اضافة إلى الاستثمار الأمثل للإمكانيات مستعرضا نقاط القوة والضعف في وضع الاستراتيجية الثقافية ودعم الجهات المعنية بهذا الشأن.
وفي مداخلتها رأت مديرة ثقافة ريف دمشق ليلى الصعب أنه من الضروري أن يواكب الإعلام الفعاليات الثقافية ولا سيما في الأرياف نظرا لقيام كثير من الفعاليات الثقافية والتي تتضمن ثقافة مقاومة في مراكز الأرياف الثقافية.
وفي الوقت عينه أشار ديب حسن أمين تحرير الشؤون الثقافية في جريدة الثورة إلى ضرورة أخذ الأدب دوره الذي يجب أن يكون على أكمل وجه في مواجهة الحرب وخاصة هناك من الكتاب والأدباء من لم يدرك أهمية دور المثقف إضافة إلى ضرورة تكريم الأدباء الذين يستحقون وأغلبهم في الظل.
تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :
https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency
تابعونا عبر تطبيق واتس أب :
عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).
تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط: