اللاذقية-سانا
يبرر العديد من الشباب تقصيرهم لإنجاز الأعمال المنوطة بهم بعدم توفر الوقت الكافي للقيام بهذه الأعمال بينما يرى آخرون أن طريقة استثمار الوقت هي المشكلة التي يجب معالجتها مع دخول أنماط حياة جديدة ومختلفة على حياة هؤلاء الشباب.
وفي هذا الإطار تقول الدكتورة سوسن حكيم عضو الهيئة التدريسية بجامعة تشرين وعضو البورد الامريكي للبرمجة اللغوية العصبية أن إدارة الوقت هي عملية الإستفادة من الوقت المتاح والمواهب الشخصية المتوفرة لدينا لتحقيق الأهداف المهمة التي نسعى إليها في حياتنا، مع المحافظة على تحقيق التوازن بين متطلبات العمل والحياة الخاصة وبين حاجات الجسد والروح والعقل.
وأشارت حكيم في حديث لنشرة سانا الشبابية إلى أن إدارة الوقت هي قضية ذاتية تتغير تبعا لطبيعة الشخص وظروفه وقالت أن الوقت في حياتنا نوعان هما وقت يصعب تنظيمه أو إدارته أو الإستفادة منه في غير ما خصص له فهو الوقت الذي نقضيه في حاجتنا الأساسية، مثل النوم والأكل وهذا النوع مهم لحفظ توازننا في الحياة أما النوع الثاني فهو وقت يمكن تنظيمه وإدارته وهو الوقت الذي نخصصه للعمل ولحياتنا .
وأضافت حكيم أن الوقت الذي يمكن تنظيمه ينقسم أيضا إلى نوعين هما وقت الذروة والذي نكون فيه في كامل نشاطنا وحضورنا الذهني ووقت الخمول ونكون فيه في أقل حالات تركيزنا وحضورنا الذهني وأنه إذا ما أردنا أن ننظم وقتنا فإنه يجب علينا أن نبحث عن الوقت الذي يمكن تنظيمه ثم نتعرف على الجزء الذي نكون فيه في كامل نشاطنا وقت الذروة ونستغله باعتباره وقت الإنتاج والعطاء والعمل الجاد بالنسبة لنا.
وللإدارة الناجحة للوقت خطوات ومبادئء تتلخص حسب حكيم في النقاط التالية أولا مراجعة الأهداف والخطط والأولويات فوضوح الأهداف يوفر الوقت والجهد والتكلفة كما أن الخطط المدروسة تساعد على تحقيق الأهداف بأسرع وقت وأفضل النتائج.
أما الخطوة الثانية فهي تحديد برنامج عمل زمني مفكرة لتحقيق الأهداف توضح فيه الأعمال والمهام والمسؤوليات التي سننجزها،وتواريخ إنجازها.
والخطوة الثالثة كما تقول حكيم هي وضع قائمة إنجاز يومية تفرض نفسها علينا كلما نسينا أو شعرنا بالكسل نراعي فيها عدم المبالغة بالأشياء المطلوب انجازها.
وتضيف حكيم أن الخطوة الرابعة هي سد منافذ الهروب وهي المنافذ التي نهرب بواسطتها من مسؤولياتنا التي خططنا لإنجازها مثل الكسل والتردد والتأجيل والتسويف والترويح الزائد عن النفس أما الخطوة الخامسة فهي أن تستغل الأوقات الهامشية والمقصود بها الأوقات الضائعة بين الالتزامات وبين الأعمال مثل استخدام السيارة والانتظار لدى الطبيب والسفر وانتظار الوجبات وهي تزيد كلما قل تنظيم الإنسان لوقته وحياته لذلك لا بد من خطة عملية للإستفادة منها قدر الإمكان كالاستماع إلى الأشرطة المفيدة، والاسترخاء، والنوم الخفيف، والتأمل، والقراءة.
والخطوة السادسة هي فن التنظيم فتقول حكيم في ذلك دع البساطة تجتاح خزانتك ومكتبك تبرع أو تخلص مما لا تريد لأنه فقط يقف في طريق القرارات السريعة.
وأخر الخطوات هي قانون باريتو الذي يقول أن معظم الأسباب تعطي نتائج قليلة بينما القليل منها قد يغير مجرى الحياة لذلك تنصح حكيم بأن يركز الشاب على أفضل 20 بالمئة مما لديه فالتركيز هو سر الطاقة الشخصية والسعادة والنجاح وهو يحقق الكثير من القليل فاذا قمنا بعملنا على نحو ممتاز فسوف ننجز على الأقل 80 بالمئة من هذا العمل في غضون 20 بالمئة من الوقت المخصص له، فقيمة الوقت وكيفية استخدامنا له تعتمد على كيفية تعاملنا معه.
وختمت حكيم بالقول أن القضية لا تتمثل في مقدار الوقت الذي ننفقه ولكن فيما نفعله خلاله فمن الممكن أن نحصل على عائد من هذا الوقت يقدر ب 25 بالمئة وقد نحصل على ما يصل إلى 400 بالمئة لذلك ادرس أرضك حدد أهدافك خطط بهدوء رتب أولوياتك ركز ثم نفذ فإدارة الوقت تعني إدارة الحياة.
هبه علي