هيومن رايتس ووتش تنتقد ممارسات الشرطة الأمريكية القمعية

نيويورك-سانا

انتقدت منظمة هيومن رايتس ووتش ممارسات الشرطة الأمريكية المتمثلة باستخدام تدابير تهديدية غير ضرورية في قمع الاحتجاجات التي اندلعت في ضاحية فيرغسون التي يغلب على سكانها الأمريكيون من أصل أفريقي وذلك في أعقاب قيام ضابط شرطة إطلاق النار وقتل الشاب الاعزل مايكل براون البالغ 18 عاماً وطالبتها بالتوقف عن اللجوء لأساليب الترهيب ضد المتظاهرين السلميين وضد الصحفيين.

ونقلت المنظمة عن ألبا موراليس وهي باحثة امريكية في المنظمة قولها ” إن شرطة فيرغسون تفاقم من المشكلات بقيامها بالتهديد واستخدام القوة غير الضرورية ضد أناس يحتجون سلمياً على مقتل براون على يد الشرطة داعية الشرطة لدعم الحقوق الأساسية في التجمع السلمي وحرية التعبير وليس تقويضها”.

وأضافت موراليس تعقيبا على اعتقال الشرطة الصحفيين ريان ريلي الذي يعمل في صحيفة هافنغتون بوست وويسلي لوري الذي يعمل في صحيفة واشنطن بوست لمجرد تغطيتهما الاحداث الجارية قائلة “لا يوجد مبرر لقيام الشرطة باحتجاز صحفيين أو إلقاء قنابل الغاز المسيل للدموع على العاملين بالصحافة الذين يقومون ببساطة بأداء عملهم”.

وأوضحت موراليس” أن التحقيق الجاد في قضية براون سوف يكون حاسماً في التعامل مع المخاوف المشروعة تماماً لدى سكان مدينة فيرغسون وفي الوقت نفسه يحتاج أفراد الشرطة في الضاحية إلى التأكد من ألا يتسببوا في زيادة الوضع سوءا بمنعهم المحتجين ووسائل الإعلام من ممارسة حقوقهم الأساسية”.

وتابعت هيومن رايتس ووتش …”إن مقتل براون يثير مخاوف جدية حول قيام شرطة فيرغسون بممارسات عنصرية ولاسيما أن المريكيين من أصل افريقي يمثلون 69 بالمئة من السكان هناك” لافتة إلى أن ” المدعي العام في ميزوري أفاد العام الماضي أن السود معرضون لأن يتم القبض عليهم بنسبة تبلغ الضعف مقارنة بالبيض خلال الكمائن المرورية في فيرغسون”.

وأضافت ان التحقيقات التي تجريها سلطات الولاية والتحقيقات الفيدرالية يجب أن تتم على وجه السرعة وأن تتسم بالشمول والشفافية وتزويد الرأي العام بأكبر قدر ممكن من المعلومات.

وأشارت المنظمة إلى أنه على الرغم من أن “العهد الدولي” الخاص بالحقوق المدنية والسياسية الذي صدقت عليه الولايات المتحدة في 1992 يحمي الحق في التجمع السلمي وحرية التعبير إلا ان الشرطة وبممارساتها العنيفة المتمثلة بتوجيه البنادق نحو المتظاهرين السلميين وإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي على المحتجين انتهكت هذا العهد .

وذكرت المنظمة أن من بين الممارسات التي انتهجتها الشرطة نشر ناقلات جنود عسكرية مدرعة واستخدام القوة المفرطة وقنابل الغاز المسيل للدموع وإطلاق رصاص مطاطي على الحشود واحتجاز صحفيين يقومون بتغطية الأحداث.

وتثبت اعتداءات الشرطة الأمريكية والجرائم المتكررة التي ترتكبها بحق الأمريكيين ولاسيما المتحدرين من أصول إفريقية أو لاتينية أن مظاهر التمييز العنصري ما زالت منتشرة إلى حد بعيد في الولايات المتحدة رغم جميع المزاعم التى تطلقها السلطات الأمريكية.