الشريط الإخباري

الشاعر علي الحموي: المستقبل سيكون لقصيدة النثر نتيجة قدرتها على ولوج الأعماق الإنسانية

دمشق-سانا

يرفض شعراء النثر الاعتقاد السائد عند شريحة من قراء وأنصار الشعر التقليدي بسهولة كتابة شعر النثر مؤكدين أنه بحاجة إلى شاعرية كبيرة تعوض غياب العناصر التي اعتاد القارئ العربي على وجودها في ديوان العرب.

ويقول الشاعر علي الحموي وهو أحد رموز شعر النثر السوري المعاصر في حديث لـ سانا:إن “القصيدة النثرية امتحان صعب وعسير للشاعرية لأن الوزن وموسيقا التفعيلة قد يخفيان ضعفها أما إذا جردنا الشاعر من مفاصل الدعم المتمثلة بالوزن والقافية فنصبح على تماس مباشر مع شاعريته وهنا يسقط كل غير القادرين على هذا العطاء”.

ويفضل الحموي الحداثة الشعرية على الشعر التقليدي مع شرط اكتمال الموهبة والأرضية الفكرية ولكنه يرفض وجود منافسة بين النوعين رغم تفوق الشعر الحديث لجهة تحويل الكلمة إلى طاقة جديدة تحمل قدرة تغييرية للمجتمع والإنسان.

ورغم قول الحموي أن الشعر التقليدي سيظل موازيا للحداثة لكنه امتداد تاريخي لظاهرة شعرية كانت متقدمة في زمانها كشأن أي  ظاهرة تاريخية ظهرت ضمن الشروط الموضوعية في زمان ومكان محددين لكنه يرى أن “المستقبل سيكون لقصيدة النثر دون إلغاء حضور القصيدة  لكلاسيكية وقصيدة التفعيلة نتيجة لقدرة قصيدة النثر على ولوج الأعماق الإنسانية بصدقها وعفويتها نتيجة لتنامي حركة الترجمة الأدبية والشعرية بين الأمم خصوصاً مع الثورة المعلوماتية والتواصلية التي نعيشها.

أما عن مفهومه لماهية الشعر فيرى صاحب مجموعة الأرض أن الشعر رد فعل إبداعي على الواقع الشخصي والموضوعي والقهري الذي يعيشه الإنسان العربي مؤكدا أن هذا النمط الأدبي بالتحديد لا يحظى بالنجاح ولا يصل القلوب إلا إذا كان نابعاً وبصدق من حقيقة الشعور ومن فيض المشاعر الإنسانية المعززة بفكر الشاعر وفلسفته في الحياة.

ولم يخف الشاعر  تأثره بمدرسة ابيه الشاعر حسين الحموي الذي وصفه أحد النقاد بأنه شاعر عضوي مرتبط بأرضه وشعبه مشيرا إلى أن والده  كان يقرأ عليه وعلى أخوته بين الحين والآخر أشعاره وكتاباته وخواطره فكانت كالبذار التي تزرع في النفس الإنسانية ونتاجها الأدب والفكر لافتا إلى تأثره بالشاعرين الراحلين معين بسيسو ومحمود درويش وبمسرحيات الأديب الإسباني لوركا.

ويعتبر الحموي أن “الوقت الأنسب لكتابة الشعر هو عندما تكون دموعنا على وشك الانهمار حزناً أو فرحاً مع ضرورة التحكم بالتدفق الشعري حتى لا نقع في المبالغة أو الإفراط ليكون الشعر أكثر قدرة على التغيير الثقافي والأخلاقي كونه رسالته الحقيقة”.

وحول رأيه بالحراك الشعري الحالي في سورية والوطن العربي قال: “ما يطفو على السطح لا يعبر عن الواقع الشعري الحقيقي للوطن السوري والمنطقة العربية” معتبرا أن “المؤسسات الإعلامية مقصرة في احتضان الخامات الإبداعية الحقيقية” مشيرا الى أن الموضوع لا يتعلق بمساعدته على الظهور والانتشار وإنما “بإعانته على التنمية الإبداعية عبر العملية النقدية التي يجب أن تصبح جزءاً اساسياً من المشروع الثقافي الوطني كونه يعاني من انهيارات بفعل الحرب التي تتعرض لها المنطقة برمتها”.

وعلى صعيد المسرح يبين الحموي الذي ألف العديد من المسرحيات أن أبا الفنون يعاني من تراجع عام ليس على المستوى المحلي والعربي فقط بل حتى عالميا فالمسرح يرتبط كثيرا بالجمهور المثقف وعندما تتراجع هذه الشريحة من حيث الكم والنوع فطبيعي أن يتراجع معها المسرح حسب رأيه.

ويشير الحموي إلى أن القوالب النمطية التي تستخدم في العروض التي تشهدها خشبات مسارحنا تبعده عن الابتكار وتؤدي إلى تشابه المسرحيات المقدمة فالبعض يرغب بالكوميديا الشعبية الساخرة الملقاة باللهجة العامية وآخرون يفضلونها مترجمة عن الأدب العالمي وآخرون يقتصرون على أسماء معينة.

يشار إلى أن الأديب والشاعر علي الحموي حاصل على إجازة في قسم التاريخ من جامعة دمشق وعضو اتحاد الكتاب العرب نشر العديد من المقالات وقصص الأطفال من أعماله مسلسل “ألوان تحترق” وعدد من المسرحيات منها “قلوب لا تعرف الانعتاق” و”قبل الانتحار” صدر له مجموعتان شعريتان هما “الأرض” و”نسغ الحقول النازف”.


تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعونا عبر تطبيق واتس أب :

عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).

تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:

http://vk.com/syrianarabnewsagency