طرابلس-سانا
تواصلت الاشتباكات بين الميليشيات الليبية المسلحة في العاصمة طرابلس ومدينة بنغازي الواقعة شرق البلاد وسمع دوي انفجارات قوية ناتجة عن قصف بصواريخ غراد ومدفعية في عدد من المناطق السكنية بمدينة طرابلس الليلة الماضية وصباح اليوم.
وذكرت مصادر عسكرية ليبية أن ميليشيات ما يسمى بـ”غرفة ثوار ليبيا” و”دروع الوسطى من مصراته” المحسوبة على جماعة “الاخوان المسلمين” تواصل قصفها من الجهات الجنوبية والشرقية لمدينة طرابلس في الوقت الذي ترد على هذا القصف قوات متحالفة من المدن والقبائل الليبية.
وتستمر هذه المعارك في طرابلس على الرغم من الوساطة التي يقوم بها مكتب الأمم المتحدة لدعم ليبيا “يونسميل” والنداءات إلى وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار الصادرة عن البرلمان الجديد والذي قرر التماس تدخل دولي لحماية المدنيين ومؤسسات الدولة الليبية.
وفي بنغازي شرق ليبيا تجددت الليلة الماضية المواجهات المسلحة في منطقتي “بوعطني” ومعسكر “2-آذار” حيث سمع دوي انفجارات وسقوط قذائف صاروخية في هاتين المنطقتين.
وتدور مواجهات عنيفة في مناطق مختلفة بمدينة بنغازي منذ منتصف أيار الماضي بين قوات تابعة للواء المتقاعد “خليفة حفتر” قائد عملية الكرامة وميليشيات ما يسمى “أنصار الشريعة” و”مجلس شورى ثوار بنغازي” المتطرفة الذين يقفون وراء أعمال العنف التي تشهدها المدينة.
من جهة ثانية أعلن مكتب الأمم المتحدة لدعم ليبيا “يونسميل” أن رئيس البعثة الأممية الجديد “بيرناردينو ليون” يعتزم القدوم إلى ليبيا مطلع الأسبوع المقبل سعيا لضمان هدنة بين الفصائل المسلحة التي حولت أحياء العاصمة الليبية منذ أكثر من شهر إلى ميدان للمعارك.
ونقلت وسائل إعلام محلية عن المصدر قوله إن الإسباني ليون الذي تم مؤخرا تعيينه ممثلا خاصا للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا سيسعى لوضع نهاية للاقتتال بين المجموعات المسلحة القادمة من مصراته وغريمتها المنحدرة من الزنتان حول السيطرة على مطار طرابلس الدولي.
إلى ذلك قال وزير الخارجية الإسباني “خوسيه مانويل غارثيا مارغايو” إن “بلاده ستدعو لاجتماع حول ليبيا في 17 أيلول المقبل بمدريد ستحضره دول من ضفتي البحر المتوسط”.
وذكر “مارغايو” في تصريحات له عقب ختام اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي ببروكسل ان الاجتماع سيركز على النزاع الليبي وتأثيره على الدول الأخرى بالمنطقة مشددا على أن ليبيا تمثل قضية مقلقة للغاية وتشكل خطرا كبيرا على استقرار المنطقة وأوروبا وخاصة على الحدود الجنوبية وفي حال تدهور الوضع في ليبيا يمكن أن تتحول إلى أفغانستان أخرى.
يشار إلى أن ليبيا تشهد حالة من الفوضى والفلتان الأمني منذ عدوان حلف شمال الأطلسي “الناتو” عليها عام 2011 الذي أدى إلى سقوط آلاف القتلى والمصابين وتدمير وشلل كامل في مختلف مناحي الحياة في ليبيا.