دمشق-سانا
بات من الطبيعي جدا أن تقرأ خبرا في صحافة كيان الاحتلال الإسرائيلي عن معالجة مصابي التنظيمات الإرهابية في سورية فالعلاقة الوطيدة والعضوية بين كيان العدو ومتزعمي تلك التنظيمات أضحت بوضوح لا يخفى على أحد مؤكدة يوما تلو الآخر أن ما تقوم به سلطات الاحتلال من معالجة للإرهابيين في مشافيها هو أقل ما يتم فعله وتقديمه وذلك بالاستناد إلى أفعال مسؤولي كيان الاحتلال بهذا الخصوص وتصريحات متزعمي التنظيمات الإرهابية التي دائما ما تشكره وتدعوه للتدخل المباشر لمساعدتها.
وتتكشف بين الحين والآخر علاقة التنظيمات الإرهابية بكيان العدو وتظهر إلى العلن حيث يصعد هذا الأخير في الفترة الماضية من تقديم الدعم اللوجستي والعسكري لتلك التنظيمات محاولا في الوقت ذاته تزوير الحقائق عبر الادعاء بأن ما يقدمه هو مساعدات إنسانية تكشف كل الوقائع والتقارير زيفها وتفضح بأنها أسلحة وذخائر تقتل بها شعوب المنطقة.
وبينت عمليات الجيش العربي السوري وضبطه للعديد من أوكار الإرهابيين على امتداد مساحة الوطن بأن الأسلحة التي يستخدمها الإرهابيون ومن بينها أسلحة رشاشة وقذائف وقنابل هجومية هي أسلحة إسرائيلية الصنع تم مدهم بها لتنفيذ عملياتهم الإجرامية ضد الشعب السوري.
وأقر قبل أيام متزعم ما يسمى تنظيم “لواء الحرمين الشريفين” الإرهابي في درعا شريف الصفوري في تسجيل نشر له على الانترنت بدخوله أكثر من مرة إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة واجتماعه بضباط إسرائيليين معترفا بتلقي تنظيمه الارهابي وغيره من التنظيمات أسلحة من بينها بنادق وذخيرة وقذائف آر بي جي من “إسرائيل” وينسق مع ضباطها بمختلف المجالات مشيرا في الوقت ذاته إلى أن كيان الاحتلال يقدم العلاج المناسب للارهابيين بعد نقلهم إلى داخل الأراضي المحتلة.
وبخصوص تقديم كيان الاحتلال المعالجة اللازمة للإرهابيين في مشافيه يؤكد متابعون أن كيان الاحتلال الذي يمد التنظيمات الإرهابية في سورية بجميع أنواع الأسلحة وتربطه بمتزعميها علاقات وروابط وثيقة منذ بدء العدوان على سورية بات يزيد في الفترة الأخيرة من نشر أخبار معالجته لمصابي تلك التنظيمات والتي كان اخرها نقله اليوم ثلاثة منهم إلى مشفى “بوريا” في طبريا وذلك لتلميع صورته أمام المجتمع الدولي وتصوير نفسه بالمظهر الإنساني الذي تفضحه جرائمه المستمرة منذ إنشائه واغتصابه لأرض فلسطين.
ويرى محللون متابعون للشأن الإسرائيلي أن زيادة كيان الاحتلال نشر أخبار معالجته للمسلحين المتواجدين في سورية والادعاء بأنهم مدنيون عبر صحافته هي محاولة للتغطية على الصورة الحقيقية له ككيان مجرم يمارس الإرهاب بكل أشكاله وأنواعه والتي أعادها لكل العالم مع بدء العدوان على غزة في حين يعتبر محللون سياسيون أن فشل كيان الاحتلال في غزة دفعه للمسارعة بمد الإرهابيين في المنطقة بالمزيد من الأسلحة ودفعهم للقيام باعتداءات قد تشغل العالم والمنطقة عن الإخفاق الإسرائيلي في تحقيق أي هدف من عدوانه على غزة.
وتحت هذا التحليل يشير العديد من الكتاب الصحفيين إلى أن كيان الاحتلال يحاول الاستفادة من توجيه الانظار العالمية إلى ما يقوم به الإرهابيون في المنطقة ليغوص عميقا في إجرامه ويستفحل في مجازره في فلسطين والتي ظهر اخرها جليا في عدوانه الأخير على غزة والذي فاق التصور من قتل للأطفال والنساء والأبرياء وتدمير للبنى التحتية الفلسطينية.
ونقلت سلطات الاحتلال الاسرائيلي منذ بدء العدوان الإرهابي المدعوم من قبلها ومن قبل الولايات المتحدة وجوقة دول الاستعمار الجديد القديم وتمويل مشيخات الإرهاب الوهابي المئات من الارهابيين الذين أصيبوا خلال ملاحقة الجيش العربي السوري لهم الى العديد من مشافيها من بينها أحدث وأهم المشافي بالأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 والمخصصة لكبار المسؤولين الإسرائيليين الأمر الذى يدل بوضوح على مدى الاهتمام الكبير والرعاية الكاملة التي يوليها هذا الكيان للإرهابيين ومتزعميهم في سورية.
ورغم انتشار العديد من الأرقام التي تصل إلى معالجة مئات الإرهابيين إلا أنه لا يمكن إيجاد إحصائية حقيقية لأعدادهم في حين تقوم وسائل إعلام العدو بين الحين والآخر بتسريب بعض الأرقام لغايات إعلامية سياسية وخاصة بعد زيارة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو المشفى الميداني في شباط الماضي الذي أنشأته سلطات الاحتلال في الجولان السوري المحتل لاستقبال الإرهابيين المصابين استكمالا لدعمها اللا محدود بمختلف المجالات لهم.