الشريط الإخباري

كلينتون تعتمد: أنا شريرة!

خلال تبوئها لمنصب وزير الخارجية الأميركية وكذا خلال منافستها باراك أوباما على ترشيح الحزب الديمقراطي لرئاسة الولايات المتحدة الأميركية، لم تظهر السيدة كلينتون أنيابها!؟ على العكس من ذلك، ربما أعطت بعض الانطباع بشيء من المسالمة. حتى في الشأن السوري عندما بدأت الأحداث لم تخف رؤيتها أن الوضع في سورية يختلف عنه في بقية الدول العربية التي تشهد ثورات «الربيع العربي». وغادرت موقعها وهي على الرغم من مواقفها المتدرجة سوءاً من سورية حفظت ملامح عقل يعمل بالدبلوماسية أكثر من السلاح.‏

فجأة تتحدث السيدة كلينتون معلنة عن أنياب لها يمكن أن تمزق أجساداً لشعوب ودول أخرى. تتهم الرئيس أوباما، معيبة عليه «تساهله»، بأنه وبسبب تردده في استخدام السلاح في سورية ساعد على انتشار الإرهاب في المنطقة … ؟!‏

أن يكون الرئيس أوباما ساعد على انتشار الارهاب في المنطقة، فهذا بالتأكيد صحيح … أما أن يكون ذلك لأنه لم يستخدم السلاح ضد سورية؟! فهذا استنتاج غريب ومستهجن من قبلنا على الأقل!!‏

يا سيدة كلينتون، أنا صحفي متواضع في بلد صابر على البلوى صامد في وجهها، وأنت استاذة في الدبلوماسية، حتى عندما وضعك زوجك «الرئيس كلينتون» بموضع «الزوجة المخدوعة» عالجت الموضوع بالدبلوماسية، وقبل أن أقدم أي استنتاج بديل لما تفضلت به أسألك:‏

ألم تستخدموا السلاح في ليبيا حتى طرحتموها أرضاً ؟! هل منع ذلك تفشي الارهاب فيها وصولا إلى جيرانها وكانت أبعدهم عنه، أم أوجده فيها وطوره ليقضي على الدولة و يرعب كل من فيها وصولاً إلى رعاياكم وعناصر سفارتكم وما تعرضت إليه بما في ذلك قتل سفيركم..؟! وقبل ذلك ألم تتدخلوا في العراق وافغانستان بشكل سافر بغيض وبالقوة الغليظة الفـــتاكة… ثم تركتم الشـــــعبين والدولتــــــــــــــين مرتعــــاً للإرهــــــاب.‏

وهو في الحقيقة ما سبب حالة تفشي الارهاب الراهنة في المنطقة الذي لا يجد من يقاتله بجد إلا سورية والعراق. وكذا تفشيه في العالم. أما ضرباتكم الجوية لداعش في شمال العراق، فأنتم قلتم أن ذلك ليس اعلان حرب على داعش إنما هو مساعدة لأصدقائكم في أربيل … وحسب !.‏

طبعاً ليست مهمتي الدفاع عن رئيسكم، وهو دون شك متخاذل أمام الإرهاب وانتشاره الذي يتم عبر أذنابكم في المنطقة، لكنني أراك تسوقين باتجاه آخر أبعد ما يكون عن مكافحة الارهاب. كأن في هبتك هذه ضد اوباما أوراق اعتماد مقدمة لأحد و لغرض؟! أما الغرض، فلعله محاولة جديدة لك باتجاه البيت الأبيض، وأما الأحد فهو إسرائيل واللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة. هذا إضافة إلى أنك اليوم تبدين كمن يسعى لرد اللكمات لاوباما عن مرحلة التحدي بينكما، وكأنك لم ترضي بالخارجية مكافأة لك؟!‏

بقلم: أسعد عبود