اللاذقية -سانا
رسومات ملونة تعج بالحياة وتفاصيل الطبيعة ينفذها شباب وشابات فريق “قطرات ملونة” على جدران غرف وممر قسم معالجة الأطفال في مشفى تشرين الجامعي المختص بعلاج أمراض السرطان في اللاذقية لزرع نسائم الفرح والبهجة في نفوس الأطفال المصابين وتسليط الضوء على هذه الشريحة التي تحتاج دعم ورعاية جميع أفراد المجتمع دون استثناء.
ويعتبر هذا المشروع الذي تنفذه بطريركية انطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس واحدا من مجموعة مشاريع تقع في إطار برنامج “المال مقابل العمل” الذي يهدف إلى تنفيذ مشروع معين يقوم على تشغيل أياد عاملة من المتضررين الوافدين من محافظات أخرى أو من أبناء المنطقة نفسها لمساعدتهم في تأمين احتياجاتهم اليومية بمجهودهم الشخصي على اعتبار ان العمل هو حق مقدس للجميع يجب توفيره.
وشرح معتز الجابر متطوع في البطريركية في حديث لنشرة سانا الشبابية تفاصيل العمل وخطوات التنفيذ قائلا “نريد خلق فرص عمل لهؤلاء المتضررين في الوقت الذي نعمل به على تحقيق الغاية الاساسية للمشروع وهو تأهيل وتجهيز عدة أقسام من مشفى تشرين الجامعي كقاعات الانتظار المخصصة للأشعة وقاعات الانتظار العامة وعدة غرف في المشفى إضافة الى المكان المخصص للجرعات رغبة منا في ترجمة هدفنا كجهة أهلية يجب أن تأخذ دورها إلى جانب القطاعات الحكومية المختلفة التي تعمل بطاقتها القصوى فالظرف العام الذي تمر به البلاد يحتم على الجميع أن يتحمل مسؤولياته كل حسب طاقته وإمكاناته”.
وتابع “كان هناك تجاوب كبير من قبل إدارة مشفى تشرين الجامعي الذين سخروا كل الامكانات المتاحة من قبلهم في خدمة القائمين على المشروع منذ انطلاق العمل به بداية الشهر الحالي سواء من ناحية وضع المواد الأولية المتوفرة لديهم في خدمتنا أو توجيه المهنيين التابعين للمشفى لمساعدتنا”.
ويعتبر هذا التعاون الأول من نوعه ما بين البطريركية وفريق “قطرات ملونة” الذي نفذ العديد من المشاريع التي كان لها وقعها الإيجابي على الناس مشيرا إلى أن البطريركية قررت التعاون مع الفريق في الجانب الجمالي الخاص بالمشروع بعد تأمين جميع المواد الأولية اللازمة من دهانات وألوان ليقع على الفريق مسؤولية اختيار الرسومات وتنفيذها ليكون المشروع منتهيا وجاهزا بكامل أركانه في العشرين من الشهر الحالي كما هو متوقع.
من جهتها قالت نهلة حيدر عضو في فريق “قطرات ملونة” إنها المرة الأولى التي تعمل بها المجموعة ضمن مشفى تشرين الجامعي مما يعد إضافة حقيقية للفريق الذي يسعى دائما لوضع بصمته الجمالية في جميع المرافق الخدمية المتاحة”.
وتابعت “سنعمل على تجميل ثلاث غرف وممشى بالإضافة لغرفة الممرضات وستتضمن الرسومات عناوين متعلقة بالبيئة البحرية والغابة وأشياء تجعل الطفل يفكر ويتأمل قليلا ويربط الأفكار ببعضها البعض اي أننا نسعى لجعله ينسى ولو قليلا أجواء المرض والعلاج ويذهب بخياله الى عالم الألوان التي اخترناها بحيث تكون محببة للأطفال وتدل على اهتمام المحيط بهم”.
وأوضحت نهلة أن تمويل المشروع أتى بشكل كامل من البطريركية التي تركت للفريق حرية اختيار العناوين والألوان وآليات تنفيذ العمل الخاص بهم، لافتة الى ان المجموعة أرادت من خلال انخراطها بهذا المشروع ارسال رسالة الى المجتمع تؤكد على ضرورة الاضاءة على هوءلاء الأطفال ولفت نظر الناس إليهم لمساعدتهم على تجاوز محنتهم كي لا يبقوا مجرد مرضى عاديين يعانون من الألم وهنا يأتي الدور الأهلي المدعوم إعلاميا واجتماعيا لمنحهم كل الرعاية والاهتمام لأن العامل النفسي له دور كبير في تجاوز هذا المرض والشفاء منه.
أما فادي جزعة عضو فريق قطرات ملونة فأشار إلى أن اختيار التصاميم الفنية استند بشكل كبير على البيئة المحيطة والتي كانت المادة الأساسية للرسومات المنتقاة.
وأضاف “استعنا بالانترنت لانتقاء عدد من النماذج المنفذة في كثير من المشافي المختصة بعلاج السرطان حول العالم بالإضافة لاقتراحات من الأعضاء أنفسهم وحاولنا اضافة ملامح لطيفة على الحيوانات التي اخترنا رسمها بحيث تكون محببة لنفوس الأطفال وترسم الابتسامة على وجوههم كما سعينا الى الخروج بعمل متكامل في كل غرفة ينسجم مع المشهد العام للمشروع فكل نموذج يحمل عددا من الرسومات المرتبطة ببعضها البعض بحيث تفسح المجال أمام الطفل ليفكر بأبعادها وينسى طبيعة المكان الموجود ضمنه”.
ياسمين كروم