محافظات-سانا
في حدث متجدد عبر التاريخ تنتصر الحضارة الإنسانية وتاريخها في مدينة تدمر.. فعلى أرضها اندحر غير مرة الطغاة وهي اليوم تنتصر على قوى الظلام والتكفير التي شرعت تحت جنح الظلام والجهل في محاولة لطمس معالم الحضارة في العراق واليمن وصولا إلى تدمر عروس الصحراء.
وبتحرير مدينة تدمر سطر رجال الجيش والقوات المسلحة ملحمة في سفر التاريخ المضاءة حروفه بدماء الشهداء حيث طهروها من رجس الإرهاب المدعوم من قوى الرجعية العربية وربيبتها الصهيونية العالمية وغيرها من الأنظمة الإقليمية المعادية للسوريين ودولتهم وحضارتهم العريقة.
مدينة تدمر الأثرية أو “بالميرا” كما يحب أن يسميها علماء الآثار المفتونون بعظمة حضارتها وتاريخها تؤكد اليوم رغم كل ما أصابها من تدمير وتخريب وسرقة لآثارها على يد تنظيم “داعش” الإرهابي أنها قادرة على النهوض مجددا بالخبرات الوطنية وبالدعم من مدينة سان بطرسبورغ في روسيا الاتحادية التي يدعوها علماء الآثار “بالميرا الشمال” والتي أخذت على عاتقها مع المهتمين بالآثار في المنظمات الدولية “اليونيسكو” إعادة ترميم تدمر لتكون كما كانت “درة الشرق”.
وفي سياق متصل قام وزيرا الثقافة الروسي فلاديمير مادينسكي والسوري عصام خليل ومحافظ حمص طلال البرازي أمس بجولة على المدينة الأثرية في تدمر المدرجة على قائمة التراث العالمي برفقة المندوبين الدائمين لمنظمة اليونيسكو للاطلاع على حجم الأضرار التي خلفها تنظيم “داعش” الإرهابي تمهيدا لتقديم الدعم المطلوب لأعمال اعادة تأهيل الأوابد الأثرية المتضررة ضمن خارطة طريق بالتعاون مع المنظمات الدولية المعنية.
وفي جولة لهم في مدينة تدمر يؤرخ نحو 150 إعلاميا وصحفيا من الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا والدانمارك وسويسرا والصين وروسيا وغيرها العمل البطولي للجيش والقوات المسلحة والقوى المؤازرة والصديقة لتحرير تدمر ومدينتها الأثرية.
وتؤكد جميع مشاهدات الصحفيين وآرائهم حجم إرهاب تنظيم “داعش” وحقده على آثار تدمر والبطولات التي سطرها رجال الجيش والقوات المسلحة لإعادة الأمن والاستقرار إليها والاستمرار في مكافحة الإرهاب الذي يرقى إلى الخيار الاستراتيجي لدى جميع القوى التي شاركت بصنع النصر إضافة إلى تشجيع وتكريس المصالحات الوطنية على امتداد مساحة الوطن.
وفي هذا الإطار يقول العقيد في الجيش السوري حسام معلا أن المشاركة الفاعلة لسلاح الجو الروسي بالحرب على الإرهاب في سورية رسالة لجميع المشككين بإرادة روسيا الاتحادية والدولة السورية وقوى المقاومة في استمرار حربهم على الإرهاب لافتا إلى دور المركز الروسي لتنسيق ومراقبة وقف الأعمال القتالية في قاعدة حميميم بالتعاون مع الحكومة السورية في تسريع وانتشار المصالحة الوطنية وكان آخرها في قرية كوكب بريف محافظة حماة.
وفي تصريحات لمراسل سانا يؤكد أحد الضباط الروس خلال الجولة “إن جميع الأهداف التي وضعت من قبل القيادتين السورية والروسية بشأن مدينة تدمر تم تحقيقها ويجري استكمال نزع الألغام التي زرعها تنظيم “داعش” في المدينة ومحيطها الأثري” مبينا وجود “تنسيق تام مع خبراء نزع الألغام في الجيش العربي السوري حيث يجري نقل الخبرات الروسية لهم من خلال تدريبات عملية بإشراف من الخبراء الروس” مشيرا في الوقت نفسه إلى أن الإرهابيين “استخدموا أساليب وطرقا جديدة ومتطورة ومعقدة في التفخيخ وزرع الألغام”.
وقد عكست جولة الوفد الإعلامي العالمي الاطلاعية إلى سورية التي شملت مدينة تدمر والقاعدة الجوية في حميميم إضافة إلى قرية كوكب بريف حماة آراء وتأكيدات أجمعت على فظاعة الجرائم التي ترتكبها التنظيمات الإرهابية بحق السوريين ومقدار الإرادتين السورية والروسية في مواجهة الإرهاب ونجاعة الجهود المشتركة في المصالحة الوطنية لتعزيز الخيار السلمي في تسوية الأزمة في سورية.
وشهدت أمس الأول قرية كوكب الواقعة على بعد 20 كيلومترا شمال مدينة حماة عودة أكثر من 2000 مهجر جراء اعتداءات التنظيمات الإرهابية إلى منازلهم بعد توقيع مصالحة محلية في القرية سلم على إثرها عدد من المسلحين اسلحتهم وتعهدوا بالدفاع عن القرية ومحاربة التنظيمات الإرهابية.
وتؤكد مراسلة تلفزيون الدانمارك الصحفية ماتيلدا كيمير في تصريحات لسانا أنها “ستقوم بنقل حقيقة ما شاهدته من دمار في مدينة تدمر على يد تنظيم “داعش” مشيرة إلى أنها أضرار كبيرة ليس فقط بالنسبة لسورية بل للتراث الحضاري العالمي لافتة في الوقت نفسه إلى أنها ستنقل مشاهداتها للرأي العام في بلادها حول الدور الروسي في جهود المصالحة الوطنية في سورية.
المراسل الصحفي وانغ من الصين الشعبية يعبر عن ذهوله لبشاعة إجرام التنظيمات الارهابية وحجم الدمار الذي لحق بالمواقع الأثرية في تدمر مشيرا إلى أنه رصد فرحة السوريين بعمليات المصالحة الوطنية التي تؤكد أن الناس يريدون العيش بسلام متمنيا ان يتحسن وضع السوريين بعد إتمام المصالحات ويعودوا إلى ممارسة حياتهم الطبيعية.
ويشير الصحفي الفرنسي مانويل إلى أن جبين الانسانية يندى للدمار الكبير في مدينة تدمر جراء الأعمال الإرهابية لتنظيم “داعش” لافتا إلى أنها ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية لأن آثار تدمر هي إرث عالمي ملك للبشرية.
وأعادت وحدات الجيش بالتعاون مع القوى المؤازرة في 27 آذار الماضي الأمن والاستقرار إلى مدينة تدمر بالكامل.
وارتكب تنظيم “داعش” منذ تسلل مجموعاته التكفيرية الى مدينة تدمر في أيار من العام الماضي مجزرة بحق الأهالي راح ضحيتها أكثر من 500 شخص أغلبهم من النساء والأطفال والشيوخ وقتل في تموز الماضي العشرات على المسرح الروماني في جريمة يندى لها جبين الإنسانية ولم تسلم اثار مدينة تدمر من جرائم تنظيم “داعش” الإرهابي الذي فجر خلال الأشهر الماضية عشرات الأوابد والمعالم التاريخية وفي مقدمتها قوس النصر والمدافن البرجية ومعبد بل ومعبد بعل شمين إضافة إلى قيامه بتخريب المتحف الوطني وقتل عالم الآثار السوري خالد الأسعد.
تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :
https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency
تابعونا عبر تطبيق واتس أب :
عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).
تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط: