دمشق-سانا
عرف الناقد التشكيلي أديب مخزوم في المحاضرة التي القاها بعنوان “إشكالية واقعية الكم-فن عمليات الطبيعة” في صالة الرواق العربي بدمشق واقعية الكم بأنها فن يرسم الظواهر الطبيعية بطريقة تختلف عن جميع الفنون السابقة.
وقال إنها فرضية أو دراسة في شكل جديد من أشكال الفن نشأت فصولها وتطورت منذ عام 1967 وقبل أن يصدر بيان يوضح معالمها في براغ باللغة الإنكليزية عام 1971 على شكل “بيان الفن الجديد لواقعية الكم”.
ونقل مخزوم عن الفنان والباحث الراحل محمود صبري صاحب مدرسة واقعية الكم قوله إن “الفن الحديث عاجز عن الإسهام بشكل فعال في النظرة العلمية للإنسان الحديث فهو بنقضه للجانب المادي يقوض الوظيفة الأساسية للفن.. ويضع الوظيفة الفنية في غير محلها”.
وتابع لأن الفن في كل مراحله تعبير عن الانشغال الفكري نجد المؤرخين يطلقون اسم الفنان العالم على كثير من الفنانين الذين مارسوا الفن والعلم معا وأفضل مثال هنا “ليوناردو دافنشي وسوارا” الذي كان الأكثر تأثرا بالعلم بين فناني الربع الأخير من القرن التاسع عشر.
وتتألف ألوان وتراكيب واقعية الكم حسب مخزوم من عدة عناصر أولها “الكم” وهو العنصر الأساسي فيها والوحدة الأولية للطاقة “اللون” لذا فإن هناك اتجاهاً لازدياد درجة الوحدة اللونية إذا ما ابتعدنا من النهاية الحمراء إلى النهاية البنفسجية في الطيف الضوئي نظراً لأن الخطوط الدنيا تقترب من النهاية الحمراء وهذا مبدأ أساسي في الطبيعة.
وأضاف إن العنصر الثاني هو الذرة التي تعتبر وحدة التركيب الأساسية في واقعية الكم ووحدة من الطاقة “ظاهرة تموجية” أي أنها تركيب مكون من مجموعة من “الكمات” فواقعية الكم تتعامل بشكل أساسي مع المادة كوحدات من الطاقة الضوئية ولهذا فالرسم ببعدين هو الصحيح.
وأشار إلى أن العنصر الثالث هو العمليات التركيبية لواقعية الكم إذ نجد في الطبيعة 92 نوعاً من الوحدات الذرية ورسم مثل هذه الوحدات الملونة في تفاعلاتها هو المطلوب في واقعية الكم فالماء مثلاَ يرسم كنتيجة طبيعية وحتمية لتفاعل جزيئين من الهيدروجين وواحد من الأوكسجين أو حسب العملية الكيميائية التي تحدد تكوينه وهكذا نصل الى تراكيب وعلاقات لونية مغايرة ومثيرة.
وتطرق المحاضر إلى واقعية الكم والفنان موندريان ونقاط الالتقاء والانقطاع بينهما فقال أنه بالنسبة للوحات واقعية الكم هناك تشابه بينها وبين لوحات “موندريان” ولكن بدلا من اعتبار الكون مكونا من ثلاثة ألوان اعتبر الكون ماديا مكوناً من مجالات كهرومغناطيسية وبالتالي من ألوان لا نهاية لها.. قسم منها منظور وقسم منها غير منظور.
يذكر أن مؤسس مدرسة واقعية الكم محمود صبري أنهى دراسته في لندن أواخر الأربعينيات من القرن الماضي وتميزت لوحاته في مراحله السابقة بالتشكيل التعبيري الملتزم والمرتبط بالمواضيع الاجتماعية والإنسانية ورحل في عاصمة الضباب عام 2012.
سلوى صالح
تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :
https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency
تابعونا عبر تطبيق واتس أب :
عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).
تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط: