دمشق-سانا
قدمت التشكيلية شمس درويش في معرضها الفردي الثاني بعنوان صخب الذي افتتح مساء اليوم في ثقافي أبو رمانة تجربتها الفنية لأول مرة في مدينة دمشق وهي القادمة من محافظة اللاذقية حاملة معها حبها الكبير للطبيعة بفطريتها وغناها اللوني.
استطاعت درويش رغم عدم دراستها للفن التشكيلي بشكل أكاديمي أن تقدم لوحة تحمل الكثير من الاجتهاد على صعيد الكتلة واللون والخط بأسلوبية فطرية فيها من روح الطفولة وعفويتها الكثير مع محاولة لإيجاد بعد فكري تاركة للمتلقي أن يسرح بخياله مع خطوطها ومنمنماتها الدقيقة والتي تتطلب الكثير من الصبر والشغف.
ومن خلال ثلاثين عملاً بأحجام مختلفة قدمت درويش تقنية الإكريليك مع الأحبار على الورق في احتفالية لونية بالطبيعة التي تنتمي إليها لوحتها مع بعض الإيحاءات الآدمية في بعض الأعمال مما جعل اللوحات المعروضة متفاوتة من حيث الحالة الانفعالية واللونية.
وقالت التشكيلية درويش في تصريح لـ سانا “جاءت بدايتي مع الفن التشكيلي مبكرة وبشكل فطري فتعاملت مع الخط بقلم الحبر على الورق ومن ثم تلقيت دروسا في مرسمي الفنانين مازن غانم وسالم سلمان لتتطور قدرتي على التعامل مع اللون وبعدها أدخلت الأحبار مع الألوان للوحتي في محاولات وتجارب للوصول إلى أسلوبية خاصة بي”.
وتابعت التشكيلية الدارسة لهندسة الالكترون “تأتي بعض التجارب التي أقدمها للناس لرصد ردة فعلهم تجاهها وهناك تجارب افتخر بما وصلت إليه من شكل فني” لافتة إلى أن أسلوبيتها تبتعد عن الأكاديمية والمدارس الفنية وتعتمد على التجريب والتجديد مما ينتج عنه أحيانا اعتراضات من الأكاديميين على ما تقدمه من أعمال فنية.
وأوضحت درويش أن شغفها الفني ينطلق من حبها الكبير للطبيعة البكر وتحاول تقديمها بعيداً عن النمط الفني الكلاسيكي من خلال الاهتمام بتفاصيلها وعناصرها وعلاقة مكوناتها ببعضها والضوء والظل من خلال الاعتماد على ثنائية البعد وتسطيح المنظور رغم اقترابها أحيانا من الغرافيك مبينة أنها تحاول الابتعاد عن حرفة الرسم لصالح الاحتفال به كفن.
وأشارت ابنة محافظة اللاذقية إلى أن الألوان التي تقدمها تحمل طاقة للمتلقي رغم أنها ليست من الألوان الطبيعية ما يجعل ألوانها لا تقدم الراحة والاسترخاء للمشاهد بل الفرح وإنعاش الروح وتحفيزها.
وأعربت درويش عن تقبلها للنقد الفني الإيجابي الذي يدفع الفنان إلى تقويم عمله الفني حيث أنها صححت الكثير من الأعمال بفضل النقد الذي يحمل معلومة ويفيد في بعض النواحي الفنية بعيدا عن الشخصنة.
وتعهدت الفنانة الشابة أن تحتوي تجربتها الفنية القادمة عناصر بشرية ما سيتطلب منها تغييرا في اسلوبيتها الفنية من خلال الاقتراب أكثر من الواقعية والتشريح الجسدي والظل والنور وعلاقة الكتل ببعضها موضحة أنها لا تضع نهايات مسبقة لأي تجربة فنية تخوضها في البدايات بانتظار ما يمكن أن تؤول له.
بدورها قالت الفنانة التشكيلية رباب أحمد مديرة ثقافة دمشق تكليفا “أعمال التشكيلية شمس تظهر مدى الاجتهاد الذي بذلته لتطور أسلوبيتها الفنية رغم أنها لم تختص بالفن التشكيلي بطريقة أكاديمية وهي تقدم حالة من الرمزية في اللوحة وتوليفة من الألوان المدروسة مما يعكس موهبتها الكبيرة” مضيفة إن الفنانة ابتعدت عن المباشرة في لوحاتها قدر الامكان مع الاعتماد على الإيحاء لتكوينات بشرية وحالة من التعبيرية اللونية.
من جهته الشاعر الأردني أكرم صبيحي المقيم في دمشق قال “هذا المعرض وغيره من الفعاليات الثقافية والفنية والأدبية تظهر قوة الشعب السوري رغم كل ما يتعرض له و الأعمال المعروضة اليوم تعكس الموهبة الكبيرة للفنانة وقدرتها على تقديم أعمال فنية جميلة”.
محمد سمير طحان
تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :
https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency
تابعونا عبر تطبيق واتس أب :
عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).
تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط: