لم يفصح الرئيس الأميركي باراك أوباما في مقابلته الأخيرة مع صحيفة «أتلانتيك» الأميركية إلا عن القليل.. القليل مما كانت تخطط له الحكومات الطائفية الوهابية التي تسير في الركب الأميركي الصهيوني الغربي التي تدعم التنظيمات الإرهابية في سورية وتذكي نار الفتنة في المنطقة.
من المؤكد أن لدى أوباما الكثير عن هذه الدول الأجيرة, ولكن لم يحن الوقت بعد للإفصاح الكامل عما تمتلكه الإدارة الأميركية الحالية من خطط وأوهام لدى كل من مشيخات الخليج ومن سال لعابه على دولاراتها القذرة وفي مقدمتها حكومة الإخوان المسلمين التركية.
إن ما ذكره أوباما عن محاولات جرّ هذه الدول الرجعية الولايات المتحدة للدخول في حروب طائفية في المنطقة لا يترك مجالاً عن انغماس هذه الدول في المشروع الصهيوني القديم الجديد الذي بدأ بتغيير وجهة العدو من إسرائيل إلى إيران والمخطط له أن ينتهي بعد طواحين الحرب الطائفية بتسيّد «إسرائيل» المنطقة.
إنه من السذاجة بمكان اعتبار كلام أوباما الأخير عن الحروب الطائفية والقوى الإقليمية الجامحة التي تتهيأ لاستخدام قوة واشنطن العسكرية في مواجهة حاسمة ضد إيران من باب جردة حساب, وإنما من قبيل تحذير هذه القوى الطائفية من أبعاد السير في هذا المشروع التدميري في ظل انشغال الولايات المتحدة بالانتخابات الرئاسية وتأثيره على المصالح الأميركية في المنطقة.
قد يقول البعض: ما فائدة ما قاله أوباما بعد كل ما حصل؟ والجواب بغض النظر عن مرامي أوباما، هو تصعيد عوامل الممانعة لهذا المشروع الطائفي الذي يحظى بدفع صهيوني غير مسبوق عبر العلاقات الوثيقة بين طرفيه إسرائيل ومشيخات النفط.
لا شك أن إدارة أوباما التي تورطت إلى حدود كبيرة في توفير مقومات المشروع السعودي الإسرائيلي الطائفي مسؤولة إلى حدٍّ كبيرٍ عن فرملة هذا المخطط الخبيث, ولكن المسؤولية الأولى تقع على شعوب المنطقة والدول القائدة فيها, وعلى رأسها سورية والعراق ولبنان والجزائر, إضافة إلى مسؤولية شعوب الدول التي تسير حكوماتها في ركب المشروع الإسرائيلي.
إنّ كلّ ما يصدر عن أسرة آل سعود ونظام أردوغان الإخواني ومن يمشي في ظلهما أو يجاريهما يؤكد عدم وصول هؤلاء إلى نقطة اليأس في مشروعهم الطائفي وأفعالهم في سورية والعراق ولبنان واليمن وتونس وغيرها، ويدل على الاستمرار في هذا المشروع الهدَّام للعروبة والإسلام رغم الأخطار التي تحيق بمستقبل وجودهم واستمراريتهم, الأمر الذي يستدعي تحركاً جماهيرياً عربياً داخل هذه الدول الرجعية ينتهي بزوالها وضمان انتهاء شرورها وتسلّطها.
حتى الآن التفاعل الجماهيري العربي مع التحديات الطائفية التي تغذيها أسرة آل سعود غير مطمئنة على الإطلاق, وهذا مؤشرٌ خطيرٌ على مصاعب وضع حدٍّ لأدوات إسرائيل في المنطقة إذا لم تتكاتف كل قوى الأمة بمواجهة مشروع الفتنة الصهيوسعودي الذي «بَق» أوباما بحصته الأولى حوله.
بقلم: أحمد ضوا
تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :
https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency
تابعونا عبر تطبيق واتس أب :
عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).
تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط: