الشريط الإخباري

الغرب المأزوم.. ماذا سيفعل؟-صحيفة تشرين

يبدو أن الغرب يعيش حالةً من التخبّط السياسي، بسبب سياساته المنافقة والداعمة للإرهاب والتطرف التي مارسها ضد سورية والمنطقة، والتفّ حبل نتائجها الكارثية حول عنقه، وبات في وضعٍ لا يحسد عليه، وخاصة بعد أن جرّب وجهاً آخر من وجوه مؤامرته وحربه على سورية التي يحاول أن يدير, دفة النصر فيها باتجاهه مع كل أعوانه، وحلفائه، وأدواته في سورية والمنطقة، وأنه ما زال يعيش حالةً من النقاش السياسي العقيم التي لا يدرك إلى أيّ مدى قد تصل به بعد المستنقع الموحل الذي وضع نفسه فيه.

ومن هنا، يبرز العديد من الأسئلة المطروحة.. إذ كيف يفكر الغرب في المساومات الرخيصة التي يضعه فيها العثماني الجديد أردوغان، مستغلاً أزمة اللاجئين السوريين التي تشكّل في العرف السياسي مؤامرةً موصوفةً على سورية، لمصلحة الإرهاب الذي أرادوا له التمدّد والانتشار، طمعاً في تجسيد مشروع التقسيم الصهيو ـ غربي ـ إسرائيلي ـ عربي، واقعاً معيشاً في سورية والمنطقة..؟

وتالياً، كيف يمكن رؤية المأزق الذي وضع الغرب بين فكي كماشة الأهداف الاستعمارية التي ارتآها لسورية، وفشل من خلالها في تحقيق مراده منها بالضغط على الدولة السورية، من خلال الحصار الاقتصادي والتجويع الذي مارسه على شعبها وأبنائها بسبب سياساته الخاطئة ودعمه للإرهاب، من دون النظر إلى أن أي سعي أو حلول لرفع هذه العقوبات قد توقف في جانب منها الهجرة القسرية للشعب السوري بسبب الإرهاب باتجاه بلدان الغرب الذي يشكو ويئن منها الآن. ترى ألم يكن أجدى لو أن الغرب المأزوم حالياً، فكر ولو قليلاً، في أن يستر عورته من المساومات الرخيصة, ويترك ورقة الضغط تلك في مناحيها المتعددة، وبخاصة أنه مَنْ افتعلها، وفتح البحار، والحدود، على نحو غير مسبوق، إلا في لغة المؤامرة، لإغراق الدولة السورية، وإفراغها وتدميرها، تحقيقاً للأهداف السياسية التي رسم الغرب نفسه معالمها، ووضع خطوطها العريضة والضيقة، والتفصيلية.. ليعلن الدولة السورية فيما بعد «دولةً فاشلةً»..؟

بين السجالات والاتهامات والأهداف التي لم تتحقّق، ثمة أزمة حقيقية يعيشها الغرب مع حلفائه وأعوانه، وأدواته، تركته عرضةً للابتزاز السياسي والمالي، وعرضةً للإرهاب المتمدّد، ونار الخيبات بعد فشل مشروع التقسيم، في غمرة الصمود الأسطوري الذي أظهره الجيش العربي السوري وشعب سورية وقيادتها، بالتعاون مع الحلفاء الذين يحترمون ـ كما سورية ـ المجتمع الدولي، وقراراته السائرة في إطار المسار السياسي المؤدي إلى حلّ سياسي يخرج الدولة السورية من دائرة خطر المشروع الاستعماري الذي كان مبيّتاً لها.

وما فعلته الدولة السورية، من حيث وقوفها كالطود الشامخ في وجه المؤامرة التي تعرضت لها، يقدم الدليل تلو الدليل، على مدى صوابية رؤيتها وتحليلاتها، ومواقفها، تجاه ما أحاق بها من إرهاب وما أريد لها من تدمير لبنيتها كاملةً، وتشريد لأبنائها، ومحوٍ لهويتها وخطّها المقاوم والممانع.. وأعطاها القدرة الإضافية على التمسك بحلفائها، ومقاومتها لصدّ الهجمة الشرسة التي طالتها، وأثبتت للعالم أجمع قوة صمود فائقة في وجه العدوان، على الرغم من كل محاولات الغرب اليائسة وأعوانه وأدواته التي استمرت خمس سنوات, قتلاً, وتدميراً, وإرهاباً.

والغرب الذي خطّط لكل السيناريوهات التي طبقها في مؤامرة التقسيم، لم يعد قادراً الآن على ضبط المسار والانفلات الذي حصل، بسبب ما أقدم على صنعه وتبنّيه في هذه المنطقة.. من تونس.. إلى ليبيا.. إلى اليمن.. إلى سورية.. الخ، فغاص في تفصيلات ذيول الأهداف في حسبة المقدمات والنتائج، ودخل معترك التخبط في معالجتها والخلاص منها, وبدأ دفع الثمن الباهظ, بسبب لعبه مع الإرهاب الذي لا دين له .. وكان على الغرب أن يعي تلك الحقيقة وعياً كاملاً، وأن يعرف تالياً، كيف، ولماذا، فشلت كل مساعيه وأهدافه عندما بدأت الأدوات التحكّم بمحرّكها!!.

سورية الذاهبة إلى جنيف، بسيادتها وخطوطها وأهدافها الرافعة للدولة السورية بعد خمس سنوات من المؤامرة، تؤكد أن قرارها المنبثق عن الشعب السوري هو الأساس وهو القاعدة التي عليها تسير كل المقدّمات والنتائج.

بقلم: رغداء مارديني

تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعونا عبر تطبيق واتس أب :

عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).

تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:

http://vk.com/syrianarabnewsagency