واشنطن-سانا
كشف مسؤولون أمريكيون ان وزارة الخارجية الأمريكية تعمل على تعزيز الإجراءات الأمنية في بعض سفارات الولايات المتحدة وذلك قبيل نشر تقرير منتظر لمجلس الشيوخ يتضمن تفاصيل استخدام وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية “سي آي ايه” لأساليب استجواب قاسية بحق معتقلين ترقى إلى عمليات تعذيب.
ونقلت رويترز عن المسؤولين الذين طلبوا عدم الكشف عن أسمائهم قولهم ان “إجراءات الأمن الإضافية تعكس قلقا من ان التقرير قد يثير احتجاجات في دول قامت فيها وكالة الاستخبارات الأمريكية بتشغيل سجون سرية استخدمت لإجراء عمليات الاستجواب”.
وامتنع المسؤولون الأمريكيون عن تحديد عدد أو أماكن السفارات الأمريكية التي يجري فيها تعزيز الإجراءات الأمنية استعدادا لنشر تقرير لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ الأمريكي فيما قال مسؤول أمريكي ان إدارة الرئيس باراك أوباما تشعر بقلق كبير من نشر هذا التقرير الذي قد يشعل احتجاجات عنيفة ويدفع بعض
الوكالات الأمنية الاجنبية إلى تقليص تعاونها مع نظيراتها الأمريكية وذلك في دليل على حجم الانتهاكات التي تمارسها وكالة الاستخبارات الأمريكية بحق من تعتقلهم وتقوم باستجوابهم في سجونها السرية المنتشرة في أنحاء العالم.
ووصف سياسيون أمريكيون وناشطون حقوقيون بعض أساليب الاستجواب التي تتبعها وكالة “سي آي ايه” الأمريكية بانها عمليات تعذيب إذ انها تنطوي على إجهاد نفسي وبدني كبيرين مثل أسلوب “محاكاة الغرق” الذي يتم فيه إيهام المعتقل بانه يغرق تحت الماء وهو معصوب العينين وموثق اليدين.
ووفقا لوثائق وتقارير إخبارية فإن السجون الأمريكية السرية التي تديرها وكالة الاستخبارات “سي اي ايه:” والمعروفة باسم السجون السوداء تنتشر في عدد من الدول بما فيها بولندا ورومانيا وأفغانستان وتأتي في إطار برنامج سري لنقل السجناء المعتقلين على متن طائرات إلى جهات غير معروفة وحبسهم دون معرفة أحد بوجودهم.
وكان مسؤولون أمريكيون أشاروا في وقت سابق إلى ان التقرير الذى أعدته لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الأمريكي يظهر ان لجوء وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية لاساليب تحقيق قاسية عقب هجمات الحادي عشر من أيلول لم يحقق النتائج المرجوة والمتمثلة بالحصول على معلومات استخباراتية مهمة عن “مؤامرات إرهابية” مزعومة تستهدف الولايات المتحدة.
يذكر ان هيئات حقوقية عديدة انتقدت لجوء الإدارة الأمريكية إلى ممارسات التحقيق القاسية ومنها اللجنة الدولية للصليب الأحمر التي أعربت في تموز الماضي عن قلقها بشأن ازدياد عدد الأشخاص الذين تم اعتقالهم في إطار ما يسمى “الحرب على الإرهاب” ومن ثم احتجازهم في أماكن سرية وطلبت تقديم معلومات عن هؤلاء المعتقلين ومقابلتهم لكن الإدارة الأمريكية لم تكترث بتلك المطالب.