موسكو-سانا
اقترحت روسيا إرسال المساعدات الإنسانية الروسية إلى دونيتسك ولوغانسك شرق أوكرانيا وغيرهما من المدن التي تشهد حاليا زيادة بأعداد النازحين تحت رعاية الصليب الأحمر.
وقال فيتالي تشوركين مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة خلال اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي الليلة الماضية: “نقترح إرسال القافلات بالمساعدات الإنسانية الروسية تحت رعاية وبمرافقة ممثلي الصليب الأحمر إلى دونيتسك ولوغانسك والتجمعات السكنية الأوكرانية الأخرى التي يتمركز فيها عدد كبير من النازحين من شرق أوكرانيا” مشيرا إلى استعداد موسكو لجعل قافلاتها شفافة بشكل كامل.
ولفت تشوركين إلى أن سكان شرق أوكرانيا يحتاجون حاليا بالدرجة الأولى إلى المواد الغذائية والأدوات والمعدات الطبية ومنظومات لتنقية المياه ومولدات الكهرباء واصفا الوضع في لوغانسك ودونيتسك بالكارثي.
وبين تشوركين أن حصيلة ضحايا العملية العسكرية الأوكرانية في شرق أوكرانيا بلغت 1367 شخصا وفق التقييمات الحذرة لوكالات الإغاثة الدولية مشيرا إلى أن عدد الجرحى يقدر بعدة آلاف بينهم عشرات الأطفال.
كما أعرب تشوركين عن أسفه لتوسيع السلطات في كييف أعمالها العسكرية حيث اصبحت الغارات الجوية على المدن يومية وكذلك استخدام المدفعية والدبابات وصواريخ غراد والقنابل الفوسفورية والعنقودية محذرا من أن قمع قوات الدفاع الشعبي بالقوة سيؤدي إلى “أصعب التداعيات بالنسبة للشعب الأوكراني كله”.
وأكد تشوركين أن المناطق التي تطالها العملية العسكرية الاوكرانية يقطنها نحو اربعة ملايين نسمة يعيشون في أوضاع شبه كارثية بسبب غياب الكهرباء والمياه والاتصال وتراكم القمامة لافتا إلى أن السلطات في كييف ترفض بالكامل الدعوات الروسية لإنشاء ممرات إنسانية لخروج المدنيين وإجلاء الأطفال وبالدرجة الأولى المرضى والأيتام من شرق أوكرانيا ونقل المساعدات الإنسانية الروسية إلى المنطقة موضحا أن الوضع الحالي يدفع المواطنين الأوكرانيين لمغادرة بلادهم حبث عبر نحو 800 ألف شخص الحدود الروسية منذ بداية الأزمة.
بدورها دعت الأمم المتحدة السلطات الأوكرانية إلى وقف اقتطاع ضرائب من الشحنات الإنسانية التي تصل إلى البلاد وكذلك تسهيل وصول موظفي المنظمة إلى أوكرانيا.
وقال جون غينغ مدير العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة: إن “هيئته أرسلت مجموعة من الخبراء إلى أوكرانيا لتحليل الوضع الإنساني وتنسيق الجهود الهادفة لتلبية احتياجات الناس” مشيرا إلى أن العنصر المركزي لخطط الأمم المتحدة في مجال تقديم المساعدات الإنسانية لأوكرانيا هو الاستعداد للشتاء المقبل وجعل النازحين مستعدين له ايضا.
من جهتها حذرت المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين من تدهور الأوضاع في شرق أوكرانيا وتزايد الاحتياجات الإنسانية لنحو 730 ألف أوكراني فروا من بلادهم إلى روسيا بسبب العمليات العسكرية التي تقوم بها سلطات كييف في الأجزاء الشرقية والجنوبية من البلاد.
ولفت فنسنت كوشيتيل رئيس مكتب المفوضية في الاتحاد الأوروبي إلى ارتفاع مستوى التشرد بين المواطنين الاوكرانيين وخطورة هذا الوضع وخاصة مع اقتراب فصل الشتاء والمخاوف المستمرة من حدوث هجرة جماعية في بعض المناطق التي تشهد عمليات عسكرية شرق أوكرانيا.
وأوضح كوشيتيل أن نحو 169 ألف أوكراني معظمهم من النساء والأطفال حاولوا اضفاء طابع رسمي على إقامتهم في روسيا وتقدموا بطلب للحصول على حق اللجوء أو منحهم ملجأ مؤقتا أو تصاريح عمل مشيرا إلى أن روسيا أنشأت 600 مرفق تقريبا للإقامة المؤقتة من أجل استقبال اللاجئين الأوكرانيين وتستضيف هذه المراكز أكثر من 42 ألف شخص.
من جهتها اقترحت الولايات المتحدة على السلطات الأوكرانية إنشاء نظام موحد لتسجيل النازحين الأوكرانيين لضمان تقديم مساعدات لهم بشكل أكثر فعالية.
وقالت روزماري ديكارلو نائب مندوب الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة في اجتماع مجلس الأمن الدولي..”إنه يتوجب على السلطات الأوكرانية والمجتمع الإنساني الدولي تنسيق الجهود لتقديم المساعدات السريعة للناس الذين لم يتمكنوا من العودة إلى منازلهم حتى الآن”.
وكان قسطنطين رومودانوفسكي رئيس دائرة الهجرة الاتحادية الروسية أكد أن نحو 60 ألف أوكراني تقدموا بطلبات لمنحهم صفة لاجىء أو الحصول على ملجأ مؤقت فى روسيا وذلك بعد فرارهم من بلادهم جراء العمليات العسكرية التى تشنها سلطات كييف في المناطق الجنوبية والشرقية من أوكرانيا.
الخارجية الروسية: وسائل الإعلام الأمريكية رفضت لقاء العسكريين الأوكرانيين اللاجئين في روسيا
من جهتها أكدت ماريا زاخاروفا نائب مدير دائرة الإعلام في الخارجية الروسية أن صحفيي وسائل الإعلام الأمريكية رفضوا دعوة روسيا لزيارة مقاطعة روستوف شمال العاصمة موسكو وعقد لقاء مع العسكريين الأوكرانيين هناك.
وقالت زاخاروفا في بيان لها نقله موقع روسيا اليوم: “إنه كان بإمكان طائرة وزارة الدفاع الروسية التي توجهت إلى مقاطعة روستوف أن تحمل ما بين 30 و40 صحفيا” موضحة أن الوزارة التي تفهم أهمية معاملة الصحفيين وخصوصا الأجانب مع ممثلي القوات المسلحة الأوكرانية اقترحت على المراسلين الأجانب زيارة مقاطعة روستوف.
وكان 438 عسكريا أوكرانيا توجهوا يوم الاثنين الماضي بنداء إلى حراسة الحدود الروسية طلبا للجوء وتمكنوا من عبور الحدود مع روسيا عبر الممر الإنساني الخاص وتم توزيعهم في أحد المخيمات المؤقتة لاستقبال اللاجئين.