بلاد الشام أوطاني

لست بصدد بديل من نشيد بلاد العرب أوطاني, إنما هي مقدمة النشيد «من الشام لبغدان». فإذ مصر تستمر نائمة عن ثعالبها, ونجد غارقة في النفاق بين تصنيع الارهاب ومهاجمته كلامياً, واليمن تعاني بهمومها, وتبتعد تطوان, لا يبقى إلا بلاد الشام في معركة واحدة يجب أن تكون موحدة مع الارهاب.
سورية والعراق ولبنان والنار تكوي الجوانب والعواصم, وليس بعيداً عن نارها الاردن الذي يلوذ بوعود الغرب وكذب السعودية.‏
الجبهة الموحدة لقتال الارهاب عسكرياً وفكرياً واجتماعياً وسياسياً, لست أنا الذي أكتب ميثاقها الآن, بل هي الأحداث والوقائع. وسيجد نفسه الخاسر الأكيد من يتأخر.‏
مع تطور الوقائع والأحداث لتوضح أن الارهابيين الاسلاميين لا يوجهون تحدياً لإسرائيل, وليست في وارد حساباتهم, بل هما الطرفان, أي الارهاب الاسلامي وإسرائيل أظهرا استعداداً للتحالف, قدموا بوادر صورة له في تحالفهما ضد سورية, وليست سورية وحدها التي يمكن أن تواجه مثل هذا التحالف رغم خصوصية وضعها الذي كان – وما زال – بالنسبة للعداء لكلا الطرفين. ولا تغير معارك مقاتلي المقاومة الفلسطينية مع العدو الصهيوني كثيراً من هذه الحقيقة ؟!.‏
لقد كتب الرئيس المصري الاخواني المخلوع محمد مرسي «اسلام معتدل» إلى الرئيس الإسرائيلي يخاطبه بعبارة «سيدي العظيم»!!! وليس في الأعراف الدبلوماسية وما يتطلبه إظهار حسن النيات تجاه الاتفاقيات الموقعة بين طرفين, استخدام مثل هذه العبارة! هذا في الوقت الذي أعلن فيه انحيازه الكامل في المسألة السورية مما أفقده امكانية وساطة سلمية كانت مصر أفضل المرشحين لها. ضرب مرسي بعرض الحائط ما نادت به ثورة الشعب المصري «يناير» حول اتفاقية كامب ديفيد, فاستحقت ثورة «يونيو» ليتحول الاسلام المعتدل الذي وافق عليه الغرب «الاخوان» إلى ممارسة أعمال الارهاب في مصر بهذا الحجم أو ذاك, وحسب بيانات السلطات المصرية.‏
لكن مصر ليست الآن بوارد اقامة الجبهة العربية الموحدة لمكافحة الارهاب والحرب عليه, حيث للسعودية دور نفاق آخر تمارسه اليوم عبر دعمها للحكومة المصرية, لتبقيها خارج احتمالات لتعديل مواقفها, التي أسس لها نظام الاخوان.‏
اليوم ورغم «الزيطة والزمبليطة» التي أحيط بها خطاب «الوشيش» غير المفهوم للملك عبد الله بن عبد العزيز حول الارهاب ومحاربته, يبدو أن قتال الارهابيين يرتسم حقيقة لا مهرب منها في بلاد الشام أولاً. بما في ذلك مقاتلة العدو الصهيوني في فلسطين حيث المقاومة ليست أبداً حماس وفقط… ولا خالد مشعل عرابها يقودها من الدوحة!!. حماس ومشعلها يعرفان الدور الكبير لمحاربي الارهاب في مقاتلة اسرائيل. المقاومة التي تواجه اسرائيل كانت وستبقى في الصف الأول لمقاتلة الارهاب.‏
المشرقيون في بلاد الشام, تتعدد مشاربهم وانتماءاتهم… اسلام ومسيحيون… عرب وكرد… يلتقون بالضبط عند نقطة محاربة الارهاب… لأنها «قضية وجود».‏
بقلم: أسعد عبود