اللاذقية-سانا
انطلقت مساء اليوم أولى فعاليات مبادرة “سورية مهد الأرجوان” لتكريم المبدعين السوريين بمختلف المجالات وذلك في فندق “أفاميا “في اللاذقية وكانت أولى الخطوات مع النحات العالمي مصطفى علي الذي اختير للتكريم من قبل مؤسسة “عشتروت” القائمة بالمبادرة نظرا لدوره الكبير في تطوير فن النحت السوري ونشره عالميا من خلال مشاركاته المتميزة بمختلف الفعاليات العالمية والعربية.
وبين زياد مصطفى مدير مؤسسة “عشتروت” لتنظيم المعارض والمؤتمرات أن إطلاق مبادرات المؤسسة في الميادين الثقافية المختلفة جاء للتعبير عن ارتباط السوريين بوطنهم عبر فعاليات ثقافية تلقي الضوء على شخصيات سورية فنية وإعلامية وعلمية لافتا إلى أن اسم مصطفى علي فرض نفسه على القائمين بالمبادرة نظرا لعطائه الفني الكبير الذي امتد لأكثر من عشرين عاما في مجال النحت ليصبح مدرسة فنية قائمة بحد ذاتها مشيرا إلى أنه سيتم تكريم مبدعين سوريين تركوا بصمة متميزة في تاريخ سورية وحاضرها ومستقبلها.
وزارة السياحة كان لها دور بالمشاركة في دعم هذا الحدث عبر عنه مدير سياحة اللاذقية الدكتور وائل منصور بتأكيده على ضرورة تكريم المبدعين السوريين ودفعهم لإعطاء المزيد وتثمين ما يقومون به لأجل السوريين معتبرا أن الاستمرار بالعطاء والعمل رغم الظروف والهجمات الإرهابية التي تطول تاريخ سورية دليل على حيوية ابناء هذا الشعب وتقديرهم لمبدعيهم.
وأشار مدير السياحة إلى أن المؤتمرات والفعاليات المماثلة تعتبر داعما للحركة السياحية في المكان الذي تقام به نظرا للجولات السياحية التي ترافقها إضافة لتنشيط الحركة الثقافية من خلال المعارض التي تقام فيها وتستقطب عددا كبيرا من التشكيليين والمهتمين لتكون نقطة تلاق وتبادل معرفي مثمر.
الفنان مصطفى علي عبر بدوره عن عميق امتنانه لتكريمه لأول مرة في مسقط رأسه اللاذقية التي احتضنته في مراحل صباه وشبابه وكانت بيئة خصبة لأفكار استقاها من أوغاريت الأم التي يعتبرها مصدرا مهما لإبداع تعود أصوله لأكثر من ثلاثة آلاف عام.
وأضاف علي “أعتقد إن تكريم الفنان من أبناء بلده ومن المؤسسات الخاصة والعامة سيترك عميق الأثر في نفسه ويعتبر مفضلا لديه على الرغم من عشرات التكريمات التي ينالها في الخارج لأن تقديره ضمن وطنه يبقى الأعظم بالنسبة له”.
ويتابع علي قائلا “إن اختياره للبرونز نتيجة علاقته الجمالية بالأرض وامكانية المزاوجة بينه وبين علاقته الشخصية بالفراغ والضوء ومعظم المنحوتات المعروضة جديدة تعرض للمرة الاولى وفيها الكثير من التعابير التكعيبية والشظايا المستقاة من جو الحرب الذي نعيشه والذي شوه أجسادنا بشكل كبير وحاولت إسقاطه بوضوح في اجساد الشخوص الظاهرة بمعظم الأعمال لكنها تؤكد على الأنسان الصامد بوجه الأعاصير والمتحدي لكل العوائق والقادر على الانتصار”.
رافق حفل التكريم معرض فني لمنحوتات متميزة انجزها الفنان علي خلال الأزمة تجاوز عددها الاثنتي عشرة منحوتة ركزت على تصوير الجوانب النفسية للإنسان السوري المنطلق الذي يجنح للصعود والانطلاق فاستطاع بصبره وعطائه الصمود حتى الآن في وجه العواصف الشرسة التي تستهدف وجوده وكيانه.
وأطلق الفنان علي على أعماله أسماء مختلفة استقاها من واقع الحرب على سورية كمنحوتة الطموح جسد وقلب ويدين وعمل “لا أرى” حيث يوضح علي أنه يعمل بمواد مختلفة بشكل عام لكنه يعود من خلال هذه المنحوتات إلى روح اوغاريت التي عرفت العالم على الزجاج والذهب والمعادن الاخرى فوظف هذا الإرث الحضاري في أعماله المختارة والتي اعتمدت على البرونز كمادة أولية ليجسد عنصر الزمن والمعاصرة الذي يحاول اظهاره للمتلقي في كل عمل.
ويبقى التركيز على خلق حالة تواصل بين العمل الفني والمتلقي هو شغل الفنان علي الشاغل ولاسيما أنه يؤكد على شغفه بالانسان وتفاصيل حياته ويهمه أن يشعر المتلقي بالمنحوتة الموجودة امامه فهي ليست مجرد جماد بل كتلة من الأحاسيس يمكن ملاحظة ما فيها من حياة وقوة وعنفوان مستقى من الإنسان الأساس لهذه الحياة.
يذكر أن النحات مصطفى علي من مواليد اللاذقية 1956 وتخرج في كلية الفنون الجميلة بدمشق عام 1979 وله العديد من المعارض الفردية والجماعية داخل وخارج سورية وحصد العديد من الجوائز في مهرجانات محلية وعربية.
تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :
https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency
تابعونا عبر تطبيق واتس أب :
عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).
تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط: