الدولة السورية حاملة المشروع الحقيقي في مفاوضات جنيف«3» التي ما كانت لتنطلق لولا صمود الشعب السوري وتضحياته وانتصارات جيشه، تضع الحلّ السياسي المرتقب نصب عينيها مسنودةً بدعم الشعب السوري الذي تستمدّ مشروعية بقائها منه، وتسعى جادة إلى عملية سياسية يرسم السوريون الذين دفعوا دماً في مكافحة الإرهاب خطوطها وليس للخارج أي يد فيها، ومن هنا، فهي ترحّب بكل حديث، أو اتفاق، أو مناقشات أو سعي جاد يفضي إلى إنهاء الحرب العدوانية الإرهابية عليها منذ سنوات خمسٍ أذاقت شعبها الأمرّين، مع الاحتفاظ بالشفافية المطلقة التي تتناول فيها مجريات الحرب ومخرجاتها بعد هجمة الإرهاب التكفيري الظالمة والصادمة على بنيتها الجغرافية والبشرية، من كل قوى الشيطنة الكبرى في العالم الغربي – الأمريكي الصهيوني عبر غدر وتآمر الأدوات الإقليمية والعربية الذين توهموا أن سورية «لقمة سائغة»، ففشلوا فشلاً ذريعاً، إذ أظهرت سورية أنها عصية على المضغ والبلع والتقسيم الذي كان يراد لها، وأثبتت مقدرة هائلة على الصمود وجدارةً بالحياة بعزة وكرامة، من دون أن تستطيع التنظيمات الإرهابية الوهابية تدنيس أو تلويث شيء من كبريائها، أو إضعاف قدرتها على الوقوف في وجه المحن التي انتفضت في وجهها، وما أخطرها من حرب، وما أقساها من محنة، عاشتها وما زالت تعيشها اليوم بسبب الإرهاب التكفيري على أراضيها، طبخة أمريكا والغرب الفاسدة كرمى «عيون إسرائيل».
الدولة السورية في بوصلة مسارها الشعبية والحكومية والقيادية تذهب مدججةً بكل براهينها وحججها ومشروعاتها وبما يريده السوريون لإنهاء الدموية الممتدة على أراضيها من غرف السواد والتكفير والطمع باقتصادها وجغرافيتها، وتعي جيداً أن عليها أن تحقق لأبنائها أقصى ما تستطيع، رداً على بعض من جاؤوا مدفوعين بأجندات خارجية، وضعوها تحت إبطهم ليناوروا عن ممولّيهم ومشغليهم من دون أن يهتم، أو يكترث بعضهم بما آلت إليه حال البلاد من أنهار الدم، والوضع المتردّي الذي أعطوا فيه إشارة التمكّن للقوى الاستعمارية المتجدّدة التي تناور بهم ومعهم من أجل خلق واقع مرير ومصير أسود أرادوه لهذه المنطقة، وسورية تحديداً، يخدم مصالحهم، ومصلحة «إسرائيل» في المقدمة.
السعي إلى امتلاك الحل ينتظر هذا التقارب والتكاتف، وبسط الأوراق والآراء على طاولة الحوار السوري – السوري بتلك الرعاية الأممية، ولو أن المأمول أن يكون البسط أعمق، أي داخل الجغرافيا السورية، لكن لا ضير فالنتيجة هي الأهم، على نحو تتشابك فيه الأوراق باتجاه إيجاد الحل السياسي الذي بات يؤكده اللاعبون بالخيوط الدولية والذي كان بعضهم منذ البداية يسعى إلى تحقيق مصالحه على حساب سفك الدم السوري وتفكيك بنيته المجتمعية ونسيجه الذي توافق على المحبة والتسامح والحياة المشتركة منذ بدء تاريخ المنطقة.
اللعب بالنار لا يقبل به الشعب السوري الذي يرفض العبث بمصيره وبأمن واستقرار وسيادة بلده تحت أي مسمّى كان، والدولة السورية تفتح ذراعيها مرحَبةً، بكل فرد من أبنائها، وبكل تيار، وبكل حوار جاد يسعى إلى بناء الدولة المؤسساتي والقيمي والمعرفي… ومن هنا، تدعو لتكون اليد باليد في ظل مصالحات مهمة، يجري فيها هذا التبادل المعرفي والسياسي في نسج خيوط الحل السياسي القادم، ولكن من دون أن تكون للأيادي الملوثة بدم الشعب السوري أي دور فيه.. الشعب السوري الذي أشبعته قتلاً وذبحاً وتشريداً.
ذراعا الدولة المفتوحتان بمشروعها المحكم، الحامل للحل السياسي، والذي يقدم المجريات مبندةً، على أرضية الانتصارات المهمة لأبطال الجيش العربي السوري وقرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن، واحترام الدول الراعية ودعم الحلفاء تضع جملةً غير مشروطة، ولكنها منطقية تنسجم وواقع الدولة وبنيتها، على بساط البحث الذي يفترض أن يحمل الخير والأمن والسلام ودحر التكفير الوهابي الإرهابي عن هذه الأرض وتالياً، حماية العالم الذي بات مهدداً بشكل أو بآخر من تمدّده، وإرهاب خلاياه النائمة.
السوريون الذين يمثلّهم، ويحمل رؤاهم وفد الجمهورية العربية السورية المفاوض في جنيف «3» متمسكون بوحدة تراب بلدهم وسيادته واستقلالية قراره وحرية ووحدة شعبه، ومؤمنون بأن من يفتح ذراعيه للجهات الراعية والداعمة للكيانات الإرهابية، ويعمل على تنفيذ أجنداتها، ويقتات على تمويلها ليس له مكان بينهم، لأن مكانه في أجندة الإرهاب العالمي عائماً في مستنقعاته فقط.
بقلم: رغداء مارديني
تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :
https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency
تابعونا عبر تطبيق واتس أب :
عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).
تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط: