وندرفل وورد.. أولى عروض مبادرة المسرح التفاعلي في مدينة حلب

حلب-سانا

تنطلق مبادرة المسرح التفاعلي من واقع العمل المجتمعي الذي تعيشه مدينة حلب الآن ولكون هذا الفن إداة للوصول إلى جميع شرائح المجتمع عبر الاستماع اليهم وخلق مساحة تفاعلية للنقاش وتبادل الآراء.

وفي حديثه لنشرة سانا الشبابية قال أنس عنجريني منسق المبادرة إن “اختيار المسرح التفاعلي كأداة للوصول الى المجتمع بجميع شرائحه يأتي نظرا لكون هذا النوع من الفنون على قدر من الالتزام ويستخدم لتفعيل الحوار داخل المجتمعات ويهدف إلى تأسيس علاقة جديدة بين الجمهور والعرض لتطوير المسرح والإنسان وتسخيرهما لإحداث التغيير الإيجابي من خلال فتح نقاش مباشر يبحث في بدائل موضوعية لمعالجة المشاكل في المجتمع”.06

الخطوة الأولى للمبادرة كانت مع العرض المسرحي التفاعلي وندرفل وورد الذي قدم على مسرح نقابة الفنانين في حلب لثلاثة أيام متتالية خلال الأسبوع الأخير من عام 2015 وهو عمل يحاكي واقع الشباب في المجتمع الحلبي ويسلط الضوء على موضوع تقبل الآخر ضمن العادات والتقاليد السائدة من خلال تناول قصة حب بين شاب وفتاة من بيئتين مختلفتين يحاولان إيجاد حلول للعوائق التي تقف في طريق ارتباطهما كما يعرض النص شخصيات ذات طباع مختلفة تشترك بالكثير من الأفكار بالرغم من ذلك الاختلاف.

وأوضح عنجريني أن العرض الذي يعتمد على مشهد واحد طويل نسبيا قد سخر العديد من الأساليب المسرحية لإنجاحه فهو يبدأ بأسلوب ما بعد الحداثة وينتهي بأسلوب كلاسيكي منوها بأن العرض يناقش مع الجمهور في مرحلته الختامية الحلول الممكنة للمشاكل المطروحة.

وأضاف إحدى أهم مزايا المبادرة هي التشاركية والتشبيك الموجود بين جهات حكومية ممثلة بوزارة الثقافة / مديرية الثقافة في حلب وأخرى أهلية تجسدت بتعاون الجمعية الخيرية للتنمية المستدامة ومجموعة من أهم المتطوعين الفاعلين في المجتمع المحلي .

كذلك فإن تشكيل فريق العمل المسرحي اعتمد حسب عنجريني على معايير أولها “اعتماد مواهب مهتمة بالمسرح التفاعلي ولها خبرة في العمل المجتمعي بحيث يمكن أن يترك الفريق أثرا إيجابيا ملموسا والتركيز على الإيمان برسالة المبادرة في نشر ثقافة الحياة والتطوع والتنمية لتحقيق الهدف الأساسي للمبادرة في تسليط الضوء على أهمية الاختلاف والتنوع المجتمعي والحفاظ عليه” .

ورأى عنجريني أن المبادرة قد نجحت في تحقيق أثر إيجابي بمجرد اطلاقها أذ تجلى ذلك في تحقيق تشاركية فاعلة بين جهات حكومية واهلية بهدف تفعيل دور مبادرات المسرح التفاعلي في المجتمع المحلي إضافة إلى خلق ساحة مشتركة للنقاش والحوار الذي دار بين أبناء محافظة حلب حول ثقافة العادات والتقاليد وتقبل الآخر فإنجاز هذه المبادرة في مثل هذه الظروف يعبر عن نبض الحياة المستمر من قلب المدينة التي شهدت الكثير من اعتداءات التنظيمات الإرهابية المسلحة.

وتابع بعد النجاح والصدى الطيب الذي حققته تلك المبادرة بدأت الطلبات لتكرار العرض داخل وخارج حلب ما شجعنا على السير قدما نحو الخطوة التالية لطرح مواضيع جديدة تلامس الواقع السوري بصدق وشفافية.

من جهتها قالت هيا شنن أحدى المشاركات في العرض أن تدريبات مكثفة خاضها فريق المبادرة ليكون العمل على مستوى توقعات الجمهور لافتة إلى أن التدريبات استمرت لمدة 11 يوما بمعدل ست ساعات يوميا ومؤكدة أن “لدينا اصرارا كبيرا على النجاح لذلك استطعنا تجاوز معظم الصعوبات اللوجستية من خلال تأمين مسرح للعرض في فترة الاعياد التي تنشغل بها مسارح حلب للاحتفال بهذه المناسبة و قد كانت إدارة مسرح نقابة الفنانين متعاونة معنا بشكل كبير وقدموا لنا المكان المناسب لعرض فكرتنا بأبهى صورة”.

أما المشارك اسماعيل عزيزي فقد أشار إلى التفاعل الجماهيري الكبير مع العمل الذي نجح في جذب ما لا يقل عن 1200 شخص من ابناء حلب الأمر الذي يثبت تعطش المجتمع لمثل هذه الفعاليات الفنية والمبادرات المجتمعية.

ونوه عزيزي بدعم المؤسسات الحكومية والأهلية للمبادرة ما ساهم في جذب جمهور كبير نأمل أن يستمر معنا في الأعمال التالية التي سنقدمها.

يذكر أن وندرفل وورد تضم فريقا شبابيا متكاملا حيث قامت غنوة العطيبي ومهند سمان بالدراماتورجيا وإخراج العرض وتولت مريانا الحنش عمليات التنسيق الذي قدم أنس عنجريني فكرته وأشرف على انجازه أما الأداء فكان للمتطوعين اسماعيل عزيزي رافي ميناس سنا هنداوي محمد كاتبة محمود كوسه/نور سواس/ هيا شنن/.

ياسمين كروم

تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :

 https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعونا عبر تطبيق واتس أب :

عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).