مسقط-سانا
اعتبرت صحيفة الوطن العمانية أن قرار مجلس الأمن الأخير بشأن تسوية الأزمة في سورية يمكن اعتباره تعبيرا عن نوايا حسنة ولكن مسارعة بعض أعضائه الدائمين وبعض الأوروبيين وغيرهم من المحسوبين عليهم بإطلاق تصريحات فضحت نواياهم وتناقضاتهم تدفع إلى التشكك في إمكانية تنفيذ هذا القرار.
وقالت الصحيفة في افتتاحيتها اليوم إنه في حين طرح هؤلاء أن السوريين وحدهم عليهم تقرير مصير بلدهم واختيار قيادتهم دون أي تدخل خارجي ناقضوا طرحهم حين كرروا الاسطوانة المشروخة حول دور القيادة السورية في مستقبل سورية متسائلة “كيف يمكن الوثوق بمصداقية هؤلاء من أنهم فعلا سوف يعملون على مساعدة السوريين على الخروج من أزمتهم وتحرير بلدهم من الإرهاب الذي يدعمه بعض هوءلاء وأصدقائهم الإقليميين وكيف يمكن أن يثق السوريون بأن قرار مجلس الأمن العتيد هذا سوف يرى طريقه إلى التنفيذ الحقيقي والصادق لبنوده”.
وأكدت الصحيفة أنه وفي مقابل هذا الحراك فإن سورية ماضية في خيار معاركها المصيرية وهي تستعد بالمقابل لمعارك أخرى لافتة إلى أنه في المرحلة الأولى لا بد من اجتثاث الارهاب واذا استجاب الجميع إلى تجفيف منابع هذا الإرهاب على اكثر من صعيد كما طالب مجلس الأمن الدولي نكون أمام تطور مفيد جدا للجيش العربي السوري في معاركه المقبلة.
وتابعت الصحيفة إن المرحلة الثانية هي إعادة إعمار ما تهدم ويبدو أن الخطط وضعت وخصوصا في المناطق التي خرجت من المعاناة إلى السلم النهائي في بعض أرياف دمشق وحمص وغيرها الأمر الذي يعني أن سورية جاهزة لأن تتحول إلى ورشة عمل مقابل انها لن تحتاج لأكثر من عام لإنهاء أزمتها إذا جرى قتال الإرهاب بالطريقة الصحيحة كما قال الرئيس بشار الأسد مؤخرا.
وأوضحت الصحيفة أن ما نشهده يمثل معادلة بسيطة غير معقدة سيقدم عليها السوريون ان خدمهم هذا العالم بخطوات ذات مصداقية اعتمادا على ما جاء في قرار مجلس الأمن الأخير من بنود تصب كلها تقريبا في إنهاء الأزمة بكل اشكالها مضيفة إنه وبالاعتقاد فإن هذا العالم الذي وجهت له طعنات مباشرة من قبل هذا الإرهاب الذي حذر منه الرئيس الأسد منذ اربع سنوات وتلك الدول التي ترزح تحت فكرة الاعتداء عليها من قبل الارهاب ايضا سوف يعجل في تنفيذ القرارات التي ان طبقت في سورية فسوف يكون لها صدى عميق على هذا العالم بإشعاره بالأمن والطمأنينة لأن نهاية الإرهاب في سورية تعني زواله من كل مكان.
وختمت الصحيفة بالقول إن إزالة هذا الارهاب يعني ايضا العودة بالبشرية إلى ما سبق من عهود الاستقرار التي عاشتها قبل ان يخاطر البعض منها في دعم الارهاب على قاعدة تغيير معالم سورية بتغيير دولتها ونظامها وتحطيم جيشها وتفتيت شعبها ولذلك فمن الاولى ان يبدأ العالم على الفور بتنفيذ قرارات مجلس الأمن الخاصة بتجفيف منابع الارهاب وتسوية الأزمة في سورية وأن يتخلى البعض عن مراهناته العقيمة لأنها مراهنات خاسرة وبالتالي مساعدة السوريين في اتجاهات مختلفة لتحقيق السلم في بلادهم.