بودابست-سانا
قال مايور بالاج الخبير الهنغاري في الشؤون العربية وباحث الآثار إن مواصلة عمله في سورية التزام أخلاقي بالدرجة الأولى ويجب علي دعم أصدقائي وزملائي وطلابي السوريين في الأوقات الصعبة مثلما كان في أيام السلم.
وأضاف بالاج الذي ساهم في تاسيس البعثة السورية الهنغارية للتنقيب عن الآثار عام 2000 وينقب عن الآثار حاليا في قلعة المرقب.. لقد جئت إلى سورية لأول مرة قبل عقدين من الزمن حيث انهيت جزءا من دراستي وأسسنا في عام 2000 البعثة السورية الهنغارية للتنقيب عن الآثار موضحا ان الأزمة في سورية دمرت لعدة أجيال قادمة هذا البلد الواعد والمتطور بسرعة كبيرة حتى فترة ليست ببعيدة.
وأوضح بالاج انه قام سابقا بالتنقيب عن الآثار في قلعة الحصن التي سيطرت عليها التنظيمات الارهابية قبل سنتين وتم تطهيرها قبل نصف عام مشيرا الى ان هذه التنظيمات الارهابية كانت تطلق القذائف خلال سيطرتها على القلعة على سكان القرى في الوادي المجاور كي يسببوا لهم المصاعب في حياتهم وليستفزوا الجيش السوري لأنه عند ذلك يمكن وضع أشرطة فيديو على اليوتيوب تظهر بأن الجيش العربي السوري يشن حربا ضد التراث الثقافي للبلد.
وقال بالاج.. رغم ان كثيرين ولمرات عديدة تنبؤوا بسقوط الحكومة السورية بيد ان من فكر بشكل سليم وعرف الميدان عن كثب أمكنه ان يرى أن هذا لن يحصل رغم جميع انواع الضغوط الدولية والتلاعب الخارجي.. ما زالت هناك كتل شعبية ساحقة تقف خلف الدولة وحياة هؤلاء الناس تتوقف على ألا يسيطر المتطرفون على السلطة لافتا الى ان الارهابيين اذا اخترقوا خطوط السكان لن يجدوا ملاذا يذهبون إليه لذلك فان الجنود في الجيش العربي السوري يدافعون عن انفسهم وعائلاتهم.
وأضاف بالاج أن الشعب السوري يشكل خط الدفاع الأخير عن أوروبا واذا سقط فإن تنظيم “داعش” الإرهابي سيصل إلى السواحل الشرقية للبحر المتوسط أيضا مشيرا إلى وجود هذا التنظيم الإرهابي على السواحل الليبية وما يرتكبه من أفعال ارهابية ادت الى تهريب البشر بشكل مرعب إلى أوروبا ليصبح هذا التهريب مصدر تمويل الإرهاب بصورة غير مباشرة.
كما أشار بالاج الى انه كنوع من علاج الأعراض يمكن تقديم المزيد من الإعانات للاجئين المقيمين في الدول المجاورة لسورية غير ان الحل الفعال الوحيد هو ان تستتب الأمور في سورية كي لا يجبر المزيد من الناس على النزوح بسبب الإرهاب.
وقال بالاج لم يعد بالإمكان حل الازمة في سورية عن طريق التفاوض لان بعض المجموعات المتطرفة ترفض أصلا المفاوضات وليس مصادفة انني في الأسابيع الماضية لم أصادف سوريا لم يفرح للعمليات العسكرية الروسية في سورية ونتيجة لهذه العمليات الفعالة والنشطة بشكل مبهر اضحت هناك بارقة أمل لأول مرة بان الأمور ستعود الى طبيعتها وتبدأ عملية إعادة الإعمار على الأقل في العاصمة والمناطق الغربية من سورية.
وأضاف.. ان القوى العظمى والقوى الإقليمية المتوسطة تستخدم سورية لزيادة نفوذها وفي هذا الإطار فإن المجموعات الإرهابية الممولة من قبلهم تتقاتل فيما بينها وما زلنا لم نتحدث عن عشرات آلاف الارهابيين الأجانب ونجم عن ذلك وجود عدة مئات من المناطق المنفصلة التي تحكمها مجموعات ارهابية تتصارع بين بعضها أضف إلى ذلك ان جزءا معتبرا منها لا يمثل أي نوع من الإيديولوجيا أو هدفا سياسيا فهم يسعون للحصول على الغنائم وانضموا إلى أمراء حرب او زعماء قبائل محليين الذين من الصعب اقناعهم بالتخلي عن فرض الأتاوات واختطاف الناس.
ولفت بالاج الى ان ما يدعو الى الاطمئنان أن معظم السوريين المشهورين بحسن الضيافة وفعل الخير ورغم صعوبة الوضع إلى حد هائل يصرون على التشبث بجذور حضارتهم الممتدة لعدة آلاف من السنوات ولا يميلون إلى التطرف.