نشاطات إنسانية مكثفة يقيمها الشباب المتطوع في الجمعيات الأهلية بمحافظة الحسكة

الحسكة-سانا

شهدت محافظة الحسكة خلال الشهر الماضي نشاطات مكثفة أقامتها الجمعيات الخيرية والأهلية كان محركها الأبرز الشباب السوري الواعي والذي انطلق من ضرورة ممارسة كل فرد لدوره في خدمة الوطن ولا سيما في المجال التطوعي وممارسة الأعمال الإنسانية التي تساهم في تخفيف آثار الأزمة على المجتمع المحلي ورسم البسمة والفرحة على وجوه الأطفال الذين افقدهم الإرهاب التكفيري بهجة الحياة وأمنها حيث أولت هذه الأنشطة أهمية خاصة للجانبين الثقافي والبيئي باعتبارهما مرآة للتميز الحضاري الذي وسم أبناء الشعب السوري منذ الأزل.

شبان وشابات يزرعون الأشجار في الساحات العامة ويرسمون على جدران المدارس علم الوطن ضمن لوحات تدعو الى المحبة والتآخي بين جميع مكونات المجتمع بالاضافة الى فعاليات أخرى متنوعة تضمنت زيارة الاطفال الذين تعرضوا لاعتداءات التنظيمات الإرهابية المسلحة للتخفيف عنهم وعن ذويهم وإقامة النشاطات الثقافية والمسرحية والتراثية بهدف تنشيط دورة الحياة في المحافظة .

وذكر عصام الحسين مدير الشؤون الاجتماعية لنشرة سانا الشبابية أن النشاط التطوعي كان منذ بداية الأزمة في محافظة الحسكة مميزا ولا سيما في المجال الاغاثي والخدمي وإيصال المساعدات الغذائية والطبية إلى المواطنين بالتعاون مع الجهات الحكومية والمنظمات الإنسانية بهدف التخفيف عن الأسر المهجرة بفعل الارهاب وتقديم يد العون لهم.

وأضاف الحسين إن النشاط الشبابي التطوعي و الذي راح يتأطر من مجموعات و فرق شبابية او جمعيات أهلية تعمل جميعها في المجالات الإنسانية بدأ مؤخرا يأخذ ملامحه الواضحة في ممارسة الشباب لدورهم الوطني والمساهمة في التصدي لما تتعرض له سورية من حرب كونية كل من موقعه وحسب قدرته فتنوعت هذه النشاطات لتشمل الفعاليات الثقافية والاجتماعية والبيئية والإنسانية إلى جانب زيارة الجرحى من المدنيين والعسكريين وتقديم الدعم لهم وهذا ما يؤكد دور الشباب في الدفاع عن الوطن وبنائه في الوقت
ذاته.

ومن أهم النشاطات التي أقيمت خلال الشهر الماضي بحسب الحسين قيام جمعية البر والخدمات الاجتماعية بالتعاون مع مركز مار آسيا بتوزيع الهدايا على 75 طفلا أصيبوا في اعتداءات التنظيمات الإرهابية المسلحة على المدينة حيث تمت زيارة الأطفال في منازلهم ومساندتهم وهو ما ترك اثرا جميلا لدى الطفل المصاب وذويه إضافة لقيام جمعية المودة الخيرية بتوزيع 350 صدرية مدرسية على الأطفال اليتامى في الأحياء الجنوبية من المدينة.

وتضمنت الأنشطة التي أقامتها كل من جمعيات البر والخدمات الاجتماعية و الوصل والإحسان بالقامشلي معرضا فنيا لرسوم الأطفال عرضت فيه أعمال مجموعة واسعة من الأطفال الذين عبروا عن حبهم للوطن وتقديسهم لعلمه عبر لوحات رسمت بعفوية لترصد جرائم الإرهاب كما قامت الجمعيات بزراعة 150 شجرة في حدائق مدينة القامشلي وساحاتها العامة.

وأشار الحسين إلى أن مجموعة سورية يا حبيبتي نفذت نشاطات متنوعة بينها رسوم على جدران المدارس شملت لوحات فنية معبرة عن حالة التعايش التي تجمع بين مكونات الشعب السوري وتعكس روح المحبة والإخاء بينهم بالإضافة إلى إقامة عمل مسرحي وعروض فنية وثقافية وتراثية منوعة كما قام عدد من الشباب المتطوع في جمعية حماية البيئة بزراعة 150 شجرة في الساحات العامة وسط مدينة الحسكة.

وعن دور الشباب ومساهماته أكد حمد الشيخ علي رئيس إدارة جمعية سورية يا حبيبتي أن دور الشباب السوري يأتي معززا لما تقوم به المؤسسات الحكومية من خدمة للمجتمع وتقديم كل مساهمة ممكنة في التصدي للارهاب منوها بان الشباب المتطوع توجه هذه المرة إلى شريحة الأسر المتضررة بمجموعة من النشاطات المجتمعية والثقافية والتراثية والبيئية.

وبين الشيخ علي أن جمعية سورية يا حبيبتي ركزت نشاطها على الجانب الثقافي ودوره في التصدي لثقافة الظلام الهدامة و البعيدة عن قيم وأخلاق المجتمع السوري الذي صدر للعالم أجمع أول أبجدية وكان منبع حضارة تشهد عليها أوابده الأثرية.

من ناحيتها أشارت الشابة بسمة عطية المتطوعة في جمعية حماية البيئة إلى أنها تقوم بالمساهمة بكل الاعمال الخدمية التي تضطلع بها الجمعية و تحاول أن تثبت وجودها كشابة سورية فاعلة رغم انها طالبة في كلية التربية بالحسكة مؤكدة أنها شاركت في نشاطات غرس الأشجار ضمن منصفات الشوارع والحدائق والساحات لتعزيز المظهر اللائق للمدينة وتقديم شيء بسيط لوطنها الذي رعاها واحتضنها منذ ولادتها.

نزار حسن