الشريط الإخباري

توسع الزراعات العطرية على حساب عدد من مساحات المحاصيل الاستراتيجية في الحسكة

الحسكة-سانا
شهدت محافظة الحسكة خلال الأعوام الماضية تراجعا للمساحات المزروعة بالمحاصيل الاستراتيجية لحساب المحاصيل العطرية قليلة التكاليف وعالية المردود الانتاجي.

ويبين مدير الزراعة بالمحافظة عامر سلو لنشرة سانا الاقتصادية أن المساحات المزروعة بالكزبرة خلال الموسم الحالي وصلت إلى 650ر50 ألف هكتار من المخطط البالغ 1976 هكتارا و بالكمون إلى 5370 هكتارا من المخطط البالغ 2214 هكتارا في حين تمت زراعة 1370 هكتارا بحبة البركة من المخطط البالغ 788 هكتارا فيما تقلصت المساحات المزروعة بالقمح إلى 716ر455 ألف هكتار مقارنة ب 843ر609 الاف هكتار لموسم 2010/2011 و 465ر2/ ألف هكتار شعير مروي مقارنة ب 26 الف هكتار في حين بلغت المساحات المزروعة بالقطن للموسم الحالي 7 آلاف هكتار.

ويعزو سلو أسباب تقلص المساحات المزروعة بالمحاصيل الاستراتيجية وعلى راسها محصول القمح الى فرق التكاليف الكبير بين الزراعات العطرية والمحاصيل الاستراتيجية إذ تؤمن الأولى انتاجا عاليا يجني من ورائه الفلاح مبالغ كبيرة في حين لم تواكب أسعار المحاصيل الاستراتيجية المتغيرات التي تشهدها تكاليف الانتاج حيث وصل سعر الكيلوغرام لكل من الكمون إلى 525 ليرة و للكزبرة 125 ليرة ولحبة البركة 800 ليرة و للحلبة 325 ليرة لافتا الى ضرورة  تغير الخارطة الزراعية بالحسكة والاسراع في إصدار الخطة الزراعية وتمويل الفلاحين بوقت مبكر بمستلزمات الانتاج خصوصا البذار والأسمدة والإعلان المبكر عن سعر شراء القمح مع بدء عمليات التمويل شريطة ان يكون مجزٍ ويساعد الفلاح في العودة إلى الالتزام بالخطة الزراعية.

ويرى رئيس دائرة الانتاج النباتي بالمحافظة رجب السلامة أن عدة عوامل اشتركت في تحول الفلاحين بالجزيرة السورية إلى زراعة النباتات العطرية التي تعطي مردودا عاليا ولا تتطلب مستلزمات للإنتاج حيث ترافقت هذه المتغيرات مع معاناة الفلاحين التراكمية التي باتت تتزايد مع بداية كل موسم زراعي حتى وصلت أوجها في الموسم الأخير مشيرا الى ان البداية كانت مع انقطاع وصول مادة الديزل وارتفاع سعرها ومخالفة المادة المعروضة في الأسواق للمواصفات القياسية ما تسبب في حدوث أعطال بالمحركات المخصصة للري وخدمة المحاصيل ما أضاف أعباء مالية اخرى على الفلاح.

ويتابع السلامة .. ترتب على هذه الظاهرة ارتفاع كل ما يتعلق بمستلزمات الانتاج الزراعي وعلى رأسها عمليات الفلاحة التي زادت إلى عدة أضعاف كما ساهم تأخر التمويل الزراعي وغلاء أسعار السماد والتأخر في إصدار الخطط الزراعية إلى بحث الفلاح عن زراعات بديلة تجنبه صعوبات تأمين مستلزمات الانتاج التي أصبحت موسمية فكانت الزراعات العطرية هي الحل الأمثل بالنسبة إليه.

ويؤكد أن المساحات المزروعة بالنباتات العطرية بدأت تتوسع على حساب المحاصيل الاستراتيجية قمح شعير قطن تدريجيا حتى أصبحت في الموسم الماضي الأكثر رواجا على الرغم من مخالفتها للخطة الزراعية لافتا الى تنظيم ضبوط بحق المخالفين للحد من التوسع بالزراعات العطرية التي تنمو وتتوسع على حساب المحاصيل الاستراتيجية والتي سيتم بموجبها تغريم الفلاح المخالف في المواسم القادمة التي يتقدم بها للاستفادة من التمويل الزراعي إلا أنها لا تعتبر كافية.

ويوضح الفلاح عبد الرزاق سيد علي أن تحوله للزراعات العطرية أتى بعد خسائر كبيرة لحقت به في المواسم السابقة حيث تسبب تأخر التمويل الزراعي وعدم القدرة على تأمين البذار في تأخر عمليات الزراعة ما انعكس سلبا على الانتاج إضافة إلى أن محصول القمح تعرض لانتكاسات خلال المواسم الماضية بسبب موجة الجفاف التي ضربت المنطقة في حين لا تتطلب الزراعات العطرية إلا القيام بنثر البذور وانتظار الأمطار الشتوية التي تساهم في عمليات الانبات مشيرا إلى أن النباتات العطرية تتميز بقدرتها على النمو والإنتاج في ظروف مناخية سيئة كما أنها لا تتطلب أكثر من رية أو اثنتين لتكمل دورة نموها.

كسار مرعي