صحيفة “زيدلنا”.. مبادرة شبابية لتشجيع المجتمع المحلي على القراءة الورقية

حمص-سانا

حبهم للمطالعة ورغبتهم في إعادة إحياء هذه الظاهرة الثقافية في مواجهة الهيمنة الواسعة لوسائل الاتصال والنشر الالكتروني دفع مجموعة من الشباب المتطوع في قرية زيدل في ريف حمص إلى إطلاق صحيفة ورقية تحمل اسم زيدلنا بهدف تفعيل هذا التقليد الثقافي والفكري العريق حيث تهتم الجريدة المحلية بنشر أخبار القرية والدعوة الى اقامة نشاطات انسانية وخدمية بالإضافة إلى نشر مواد تثقيفية عامة يضاف إليها عدد من التراجم لإحدث الإصدارات العالمية مما يستهوي الشباب ويشجع على العودة الى طقوس القراءة الورقية.

وأوضح ردين الأشقر رئيس تحرير الصحيفة في حديث لنشرة سانا الشبابية أن الفكرة جاءت على خلفية السطوة الكبيرة لوسائل الإعلام والاتصال الحديثة والتي جعلت الشباب السوري ينخرط في صخب المحطات الفضائية والعوالم الالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي على نحو مقلق حتى كادت المطالعة الورقية تنقطع تماما عن سلوك هذه الشريحة فكانت الصحيفة اشبه بشمعة صغيرة حاول الشباب الواعي انارتها لتلقي الضوء على جانب صغير من العلوم والمعارف المتنوعة.

وأضاف الاشقر عملنا على إصدار نشرة ورقية شهرية خاصة بقريتنا ننشر من خلالها أخبارا تحاكي الشارع المحلي بإيجابياته وسلبياته وهمومه اليومية وحرصنا فيها على تخصيص مساحة لتنمية مواهب الشباب بما يعيد الالفة مع الكتاب والرغبة بالقراءة والمطالعة وكان لمجتمع القرية المحب لمختلف النشاطات الاجتماعية والثقافية تأثير ايجابي في انجاز هذا العمل.

وأشار إلى أن أسرة اصدقاء زيدلنا وهي إحدى المجموعات الشبابية الفعالة في القرية تلقت الفكرة بحماسة كبيرة فكرست جزءا واسعا من وقتها ونشاطها لدعم النشرة بكل الإمكانات المتوفرة من خلال كادر متطوع أظهر كفاءة وتفانيا في العمل ما ساعد على وصول النسخة الأولى إلى أيادي القراء في القرية في السابع من تموز من العام 2013 لتتواصل الاصدارات الدورية حتى اليوم.

ويعمل كادر مؤهل مؤلف من 11 شابا على إصدار 500 نسخة شهرية توزع مجانا على أهل القرية حيث يقوم طاقم العمل حسب رئيس التحرير ببذل الكثير من الجهد المخلص مكرسا وقته وخبراته للبحث عن المعلومة وإعدادها وتنسيقها وتصميمها بحيث تصل إلى القراء بأبهى صورة ممكنة وهو ما جعل أهالي القرية يتفاعلون بجدية مع الصحيفة التي نالت استحسان ورضا المجتمع المحلي.

وتابع لم يكن هدفنا تقديم صحيفة ورقية وحسب بل كان لنا نشاطات مرافقة لإصداراتها كتخصيص يوم لتنشيط مواهب للأطفال وآخر لسينما الهواء الطلق بالإضافة إلى إعداد ندوات طبية وتنظيم أعمال تطوعية في مجال العمل الإغاثي والاجتماعي بالتعاون مع الهلال الأحمر كما يتميز هذا المشروع بمشاركته وحضوره الواسعين في مختلف المناسبات الاجتماعية كما كان الحال لدى تركيب شجرة عيد الميلاد بالتعاون مع اهالي القرية في ساحة الشهداء بارتفاع 7 أمتار وهو ما سيصبح تقليدا سنويا يتضمن تزيين القرية في كل الأعياد.

كذلك كان للقائمين على الصحيفة نشاطات أخرى بينها حملة لإنارة شوارع القرية حملت عنوان نورها حيث بين الاشقر أن الشباب المتطوع بدأ بإنارة ساحة الشهداء وسط القرية على حسابه الخاص بهدف تشجيع الجميع على المشاركة وقد لاقى المشروع ترحيبا واستجابة جيدة من قبل السكان وأعضاء لجنة أصدقاء زيدل وفريق عمل نشرة زيدلنا متمنيا أن تحقق هذه الصحيفة الورقية التميز والتفرد.

بدوره أشار شادي عبد العزيز أحد أعضاء الكادر التحريري في الصحيفة إلى أن الموضوعات التي يتم العمل عليها تتنوع لتشمل القضايا الثقافية والاجتماعية بالإضافة إلى التنمية البشرية حيث يتم اختيار الأفكار التي تعزز حس المبادرة الفردية والجماعية والاندفاع لخدمة المجتمع إلى جانب التحفيز على القراءة الورقية من خلال نشر المواد المتعلقة بتاريخ القرية وبعض الشخصيات المعروفة فيها.

وذكر عبد العزيز أن طاقم التحرير يعمل بتفان وإخلاص ليقدم الأفضل حيث يعتمد في نشر المواد على البساطة والايجاز لجذب القارئ منوها أنه وعلى الرغم من محدودية الإمكانات إلا أن الفريق المتطوع يعمل وفق قاعدة أن السعي المخلص والجهد الدؤوب من شأنه أن يعوض قصور الدعم والإمكانات المحدودة.

هنادي ديوب