الشابة آنا موسينيكو.. تبدع في صناعة إكسسوارات تجمع في تصاميمها بين الذوق الغربي والشرقي

اللاذقية-سانا

على مدى خمسة عشر عاما من زواجها بشاب سوري تمكنت الشابة الأوكرانية الأصل انا موسينيكو من التغلغل عميقا في زوايا المجتمع السوري منتقية اجمل ما في تراثه الفني من حرف يدوية مدهشة في تفصيلاتها وعناصرها الدقيقة فكانت صناعة الإكسسوارات الخاصة والمنزلية هي الفضاء الأرحب أمام الزوجة الشابة للانخراط عميقا في تلابيب الفنون الشعبية وخاصة أنها صاحبة موهبة أصيلة وذوق راق في هذا الجانب الذي ما لبث أن تحول من مجرد هواية إلى مصدر للرزق وابداع في ان معا.

أما هذه الموهبة الأصيلة فقد تم صقلها منذ الصغر وفق ما أشارت اليه آنا في حديثها لنشرة سانا الشبابية موضحة أنه في بلدها أوكرانيا يتم تعليم الفتيات الصغيرات منذ سنين الطفولة المبكرة مبادىء اساسية لفنون الخياطة والكروشيه والشك وشغل الصوف بالصنارة والصنارتين وهو ما ساعدها على الانطلاق في هذا الاتجاه لملء اوقات الفراغ بأعمال جميلة ذات جدوى اقتصادية وفنية كبيرة.

وأضافت.. سعيت إلى تصنيع الإكسسوارات وحلي الزينة نظرا لما تلاقيه هذه الحرفة من رواج وإقبال كبيرين في سورية وخاصة أن الشابة السورية التي تعتبر من أجمل نساء العالم هي امرأة تهتم بأناقتها ومظهرها وبكل ما يمكنه ان يستكمل ذوقها الراقي من اكسسوارات سعيت لانتقاء تصاميم خاصة لها بحيث تتحول كل قطعة منها الى تحفة فنية ذات قيمة عالية نظرا لجودة صناعتها وحرفية شغلها واتقانها ودقتها وجماليتها.

وأشارت انا الى انها تقوم بهذا العمل معتمدة على ذوقها الخاص في تشكيل أطواق وأساور متعددة الاشكال والاحجام باستخدام الخرز مع الاحجار والشرائط الملونة الى جانب الساتان مع الصوف والحرير وسواها من المواد والمفردات الجمالية التي من شأنها لفت النظر بسرعة بمجرد رؤيتها والتامل في جودة صناعتها.

ورغم أن آنا بدأت عملها هذا بهدف تمضية أوقات الفراغ الا انه ما لبث أن تحول إلى شغلها الشاغل وخاصة بعد أن بدأت منتجاتها تثير إعجاب صديقاتها وجاراتها كما بينت ممن رحن يطلبن منها صناعة أطقم مماثلة لتلك التي تتزين بها وشيئا فشيئا أصبحت تصنع إكسسوارات كثيرة بألوان وأذواق مختلفة فمنها ما يتسم بطابع عملي يناسب ألبسة النهار والعمل والتسوق ومنها ما خصصته للسهرات والمناسبات الاجتماعية الخاصة الى جانب اكسسوارات للاطفال وأخرى للسيدات كبيرات السن.

أما ما يميز شغل انا فهو مزجها بين الطابعين الشرقي والغربي والذي افرز منتجات مبتكرة استخدمت فيها عناصر زجاجية معروفة في أوكرانيا باسم كلاس هوبي جور بالاضافة إلى الأحجار الكريمة التي تستخدم على نحو واسع في الفنون الشرقية المختلفة حيث أوضحت الشابة المبدعة ان منتجاتها انتشرت بسرعة وبات زبائنها يقصدونها بشكل اساسي لتصميم وتشكيل وصناعة موديلات معينة مهما بلغت درجة تعقيدها وصعوبتها.

وتصنع الفنانة الشابة من الاكسسوارات ما يتلاءم ورغبات وأذواق الزبائن حيث تسعى لتقصي ما هو رائج في الاسواق لتصنع ما يماثله بطريقة اكثر حرفية واتقانا وبأدوات ومواد عالية الجودة دون أن تغفل عن إضافة لمستها السحرية الخاصة إلى جانب استعانتها الدائمة بمواقع الانترنت المختصة بهذا المجال التي تشكل بالنسبة لها على حد تعبيرها منبعا ملهما تستوحي منها بعض الافكار المميزة لصناعة أطقم واكسسوارات أكثر حداثة وعصرية.

وعن مراحل عملها أوضحت أنها تبدأ برسم قطع الاكسسوار على الورق ثم تنفذه بحرفية ودقة متناهية وتمزج أفكار صانعي الحلي القديمة مع الأفكار الحديثة لتبدع بذلك أجمل القطع موضحة ان العمل والتعلم في البداية يكون صعبا الى حد ما الا انه يصبح تدريجيا اكثر سهولة وسلاسة.

وترى انا أن مشروع صناعة الاكسسوارات يساعد ربة المنزل من الناحية المادية وخصوصا بوجود عائلة واطفال وهو من المشاريع السهلة والرابحة التي تتميز برواج منتجاتها والطلب الكبير عليها في السوق مشيرة الى ان سعر القطعة يعتمد على نوعية وتكلفة المواد والعناصر المستخدمة في التصنيع وان الاقبال يتزايد عادة على المنتجات عالية الجودة رغم ارتفاع سعرها.

وتعرض الشابة  آنا  جديدها من القطع الفنية المختلفة في عدد من المحال التجارية المتخصصة في بيع الاكسسوارات كما لفتت الى انها بدأت مؤخرا توزع مجموعات من منتجاتها الحرفية في بيروت بالاضافة الى مشاركتها في العديد من المعارض الفنية المحلية والتي تعتبر نافذة جيدة للبيع والتعرف على زملاء المهنة وعلى مهن وحرف يدوية اخرى بالاضافة الى التواصل مع زبائن جدد وخاصة من شريحة الشباب.

بشرى سليمان نعمى علي