اللاذقية-سانا
يعد نشاط “فتح كتاب” من أقدم أنشطة “مكتبة الأطفال العمومية” في اللاذقية والذي ما زال مستمرا لأكثر من سبع سنوات وقدم إلى الآن ما يزيد على 300 عنوان مختلف من روايات وقصص ومسرحيات لكتاب مختلفي الأسماء والجنسيات.
ويتوجه النشاط بشكل رئيسي لشريحة الكبار الذين يجتمعون بشكل دوري نصف شهري يوم السبت عند الساعة العاشرة صباحا في المكتبة لمناقشة كتاب اختاره احد المشاركين وكان أول كتاب فتح ضمن النشاط بتاريخ 8 آذار 2008 وعنوانه “كيف تتحدث إلى الصغار فيصغون إليك وتصغي إليهم”.
وتشير المهندسة عبير عمران منسقة الانشطة في مكتبة الأطفال العمومية إلى أن هدف النشاط يكمن في تشجيع القراءة الحرة عند الكبار على اختلاف مستوياتهم المعرفية واهتماماتهم وتنميتها كعادة ضرورية تشكل سلوكا مهما في تربية الأطفال بالقدوة الحسنة.
وتقول “شهد النشاط تنوعا لافتا في اهتمامات المشاركين واختصاصاتهم دون نسيان جو الألفة الاجتماعية السائدة بينهم والذي تجلى باقامتهم لبعض الأنشطة الترفيهية والرحلات القريبة بفترات متباعدة”.
تضم “جلسة فتح كتاب” في كل مرة يجتمع بها المشاركون عددا متفاوتا من الأعضاء يصل في بعض الأحيان إلى 15 مشاركا في الجلسة الواحدة ويبين المدرس شريف البري الذي شارك في هذه الجلسات منذ خمس سنوات أن دخول وجوه جديدة بين حين وآخر يؤثر على جلسات النشاط ويعطي حيوية وتجددا فالمشاركون ينتمون لشرائح مختلفة تتبادل معارفها وخبراتها ولاسيما أن اهتماما واحدا يجمعهم ألا وهو حب المطالعة وقراءة الكتب معتبرا أن فتح كتاب تجربة متميزة في حياته أعطته الفرصة لمعرفة أشخاص كثر أتوا برغبتهم للمشاركة متمنيا أن يزيد عدد المشاركين على اختلاف اختصاصاتهم لإعطاء زخم أكبر للجلسات والعناوين
المختارة.
أما المهندسة ليلى شما فأوضحت أن أهمية النشاط تكمن في هامش الحرية المعطى للمشاركين لاختيار العناوين التي يريدون قراءتها ما يمنح الحضور الفرصة للاطلاع على محاور يمكن ألا تلفت اهتمامهم سابقا كما يتعمم مفهوم تقبل الآخر وسماع مختلف الآراء دون وجود شرط الإعجاب بالعنوان المختار أو الرأي المطروح أثناء النقاش فالحوار الراقي المتميز صفة سائدة في النقاشات.
وقالت “قرأنا نوعيات مختلفة من الكتب من شعر وموسيقا وعلوم مختلفة ساعدتنا بالالمام بعدد كبير من العناوين لكن تبقى هناك ثغرة واحدة نتعرض لها تكمن في ان قراءة كل شخص لكتاب معين تكون من وجهة نظره الشخصية التي تختلف عن فهم الآخر لمضمون الكتاب ومحتواه العلمي أو الأدبي ففي أحيان كثيرة أعيد قراءة عنوان طرحه زميل لي برؤيتي الخاصة لأفمهمه بشكل مغاير للملخص الذي قدم أثناء الجلسة فمن الأفضل هنا تحديد كتاب وقراءته من عدة أعضاء لتقديم رؤى مختلفة لكل عنوان”.
بدورها قالت يسرا الجردي ربة منزل انها التزمت بجلسات فتح كتاب لأكثر من ست سنوات استطاعت من خلالها تاسيس حياة اجتماعية خاصة مع اشخاص تعتبرهم مقربين منها فكريا واجتماعيا ما ساعدها في توسيع افقها ومداركها والاهتمام بشكل اكبر باستعارة وشراء الكتب والمطبوعات لنقل الفائدة لها ولغيرها.
وذكرت الجردي انها كانت شخصا غير قارئ ولا تهتم بمعرفة اهم الكتب واحدثها لكن المشاركة في النشاط كان نقلة نوعية مهمة لها انعكست على حياتها اليومية.
وتوافقها في الرأي سلافة صقور التي كانت من اوائل المشاركين في “جلسات فتح كتاب” وكان لها اختيارات للطرح من كتب ميخائيل نعيمة وابراهيم عبد الرحمن وكتب اخرى عن الشخصية وروايات استعارتها من مكتبة الاطفال.
وقالت “كنت بعيدة عن القراءة بشكل كبير لكن النشاط اعطاني حافزا ثقافيا واجتماعيا للانخراط بها من جديد والعودة للمطالعة باسلوب لا يخلو من المتعة والفائدة”.
ياسمين كروم