طهران-سانا
قدم وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ورئيس منظمة الطاقة الذرية على أكبر صالحي صباح اليوم نص الاتفاق الشامل وملحقاته إلى مجلس الشورى الإسلامي في إيران للمصادقة عليه ويتضمن محصلة المباحثات النووية التي جرت بين إيران ومجموعة “خمسة زائد واحد”.
وأكد ظريف خلال كلمته أمام البرلمان الإيراني أن إيران حافظت على برنامجها النووي في حصيلة مفاوضات فيينا وستحتفظ بقدراتها الدفاعية وعازمة على المساعدة والتعاون في محاربة الإرهاب والتطرف.
وقال.. “نؤكد على حقوق البلد بالنسبة لاحتياجاتها الدفاعية والتعاون في مكافحة التطرف.. والجمهورية الإسلامية الإيرانية صرحت عن عزمها في المساعدة من أجل إقرار السلام وعلى وجه الخصوص في مواجهة التهديد المتزايد للإرهاب والتطرف وستستمر في العمل من أجل إزالة هذا الخطر ومستعدة للتعاون مع الجيران في هذا الخصوص وكذلك المجال الدولي”.
ولفت ظريف إلى إن إيران ستواصل إجراءاتها الضرورية لتعزيز أمنها قائلا.. “إيران تتخذ الإجراءات اللازمة من أجل تعزيز القدرات والقابلية الخاصة بها للحفاظ على استقلالها وسيادتها أمام أي اعتداء وكذلك التصدي لأي إرهاب وتهديد إرهابي في المنطقة.
وأشار ظريف إلى أن قرار مجلس الأمن كشف عن قبول عمليات تخصيب اليورانيوم وإلغاء الحظر على إيران بالكامل مبينا أن “القضايا العسكرية ليست من صلاحية مجلس الأمن” وأن قرار مجلس الأمن كشف عن قبول عمليات تخصيب اليورانيوم في إيران ويتضمن إلغاء الحظر ضد إيران.
وأوضح ظريف أن “استياء المعارضين لإيران وفي مقدمتهم الكيان الإسرائيلي من حصيلة المفاوضات النووية يثبت اقتدار إيران الإقليمي والعالمي” مضيفا “نحن لم نستغرب من غضب وسخط رئيس وزراء هذا الكيان ولجوئه إلى الكونغرس الأمريكي ليصوت ضد الاتفاق الذي يراه خطراً يهدده.. وإنه بعد الاتفاق بين إيران والدول الست انهارت خطة الكيان الإسرائيلي بجعل إيران خطراً امنياً”.
ولفت ظريف إلى أن ما حققته إيران في المفاوضات النووية نابع من اقتدارها الوطني وأن صمود الشعب الإيراني جعل الغرب مضطراً للقبول بإبقاء إيران على تشغيل أجهزة الطرد المركزي مشيرا إلى أن أعداء إيران أزعجهم ما حققته في المفاوضات النووية.
وأكد وزير الخارجية الإيراني أن إيران اكملت كل ما طالبت به الوكالة الدولية للطاقة الذرية مبينا أن عودة الحظر ضد إيران من شأنه أن يسرع عودتها إلى برنامجها النووي.
من جانبه وصف رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي ما حققته إيران في المفاوضات النووية بـ “إنجاز كبير جدا يبعث على الفخر”.
وأوضح صالحي خلال كلمته أن المباحثات لم تكن أمرا سهلا ولكن بإرادة الشعب الإيراني والأرضية التي أوجدتها الثورة استطاعت إيران أن تصل إلى هذا الاتفاق لافتا إلى أنه خلال 12 عاما من التحدي “استطاع الشعب الايراني أن يصل إلى المحطة الأخيرة بالعزة والرفعة” مضيفا.. “الشيء الذي حصلنا عليه اليوم يعطي مسؤولية شرعية ووجدانية وعرفية وهو إنجاز كبير جدا والتاريخ سوف يظهر هذا الشيء”.
وبين صالحي أن التعامل السياسي على الصعيد العالمي سيتغير وإيران استطاعت أن تكون بلدا متطورا ومتقدما أمام القوى العظمى في العالم وعليها أن تثمن عاليا هذا الإنجاز وترى آفاقا أبعد من ذلك.
وتبنى مجلس الأمن الدولي أمس قرارا بالإجماع برقم “2231” يصدق على الاتفاق النووي التاريخي الموقع بين ايران ومجموعة دول “خمسة زائد واحد” ويسمح بسلسلة من التدابير التي تؤدي إلى إنهاء العقوبات ضد إيران وأنه سيتم وقف العمل تدريجيا بسبعة قرارات صادرة عن المجلس منذ 2006 تتضمن حظرا على إيران ويدعو الى تطبيق كامل للجدول الزمني الوارد في الاتفاق المبرم في فيينا ويحث الدول الأعضاء على تسهيل العملية.
روحاني: إيران ستبقى ملتزمة بتعهداتها النووية شريطة التزام الطرف الاخر بتعهداته
إلى ذلك أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني أن إيران ستبقى ملتزمة بتعهداتها النووية شريطة التزام الطرف الاخر بتعهداته أيضا مشددا على أن العنصر الأساس لحل الكثير من المشاكل يكمن في “بناء الثقة” للعمل بالالتزامات.
وقال روحاني خلال لقائه وزير الاقتصاد والطاقة مساعد المستشارة الألمانية زيغمار غابريل أن “العلاقات الاقتصادية والتجارية أحد السبل الكفيلة بتعزيز وتنفيذ الاتفاق النووي بين إيران ومجموعة “خمسة زائد واحد” “.
وأشار “روحاني” إلى أهمية وتأثير العلاقات بين ايران والمانيا في القضايا الإقليمية مؤكدا أن التنمية الاقتصادية والرقي الثقافي ركيزتان لانقاذ المنطقة من الإرهاب الذي لا يمكن القضاء عليه بمجرد التعاون الاستخباري او تحليق الطائرات والقاء القنابل وتشكيل التحالفات العسكرية.
ودعا الرئيس الايراني الى القيام بأنشطة تمهيدية لتحصين المجتمع امام فيروس التطرف والعنف وجعله أكثر مقاومة وأن لا ينجذب الشباب إلى التنظيمات الإرهابية عبر التوعية الثقافية وتوفير فرص العمل المناسبة لهم.
في سياق متصل حذر رئيس مجلس الشورى الاسلامي الايراني علي لاريجاني خلال لقائه “غابريل” من ان استمرار اعمال التنظيمات الإرهابية يمثل خطرا يواجه جميع بلدان العالم مشددا في الوقت ذاته على العزيمة الدولية لايجاد حل جذري لهذه المشكلة.
وفيما يتعلق بالاتفاق النووي بين ايران ومجموعة “خمسة زائد واحد” أوضح لاريجاني ان نهج طهران حيال الاتفاق مرتبط بسلوك الغربيين أنفسهم مشيرا إلى أن الاتفاق يمكنه ان يشكل مفتاحا للتعاون او ان يجري استغلاله بصورة سيئة.
واعتبر لاريجاني أن التعاون بين إيران وألمانيا سيكون مؤثرا على صعيد إيجاد حلول للمشاكل الراهنة وارساء الاستقرار والهدوء في المنطقة.
من جهته أكد غابريل أن الأزمة الراهنة في المنطقة هي نتيجة لتدخل بلدان من الخارج معتبرا أن الغزو الأمريكي للعراق كان خطأ وقال” إن بلاده رفضت أي تدخل عسكري في أي بلد وتؤمن بأن التدخلات العسكرية تؤدي إلى زعزعة الأمن”.
وأعرب غابريل عن ارتياحه للاتفاق النووي بين إيران ومجموعة “خمسة زائد واحد” مشيرا إلى أن الجانبين يستطيعان تنمية تعاونهما السياسي والاقتصادي والتوصل الى حلول للمشاكل الإقليمية والدولية”.
بدوره شدد وزير الخارجية محمد جواد ظريف خلال استقباله غابريل على أن الإرهاب والتطرف في المنطقة أحد أكثر التهديدات الجدية لافتا الى انه من اولويات السياسة الإيرانية تطوير التعاون والتعاطي مع بلدان المنطقة.
من جهته أكد الوزير الالماني ضرورة تعزيز التعاون بين البلدين خاصة في المجالات الاقتصادية.
وكان مجلس الامن الدولى تبنى امس قرارا بالاجماع يصدق على الاتفاق النووى التاريخي الموقع بين ايران ومجموعة دول “خمسة زائد واحد” وسمح القرار الذى حمل رقم/2231/ بسلسلة من التدابير التي تؤدي إلى إنهاء العقوبات ضد إيران.