دمشق درع الأمة وقلعتها الأخيرة-صحيفة تشرين

بعد المؤامرة الكبرى على العراق وتدمير بنيته الاقتصادية والعسكرية وخبراته العلمية, وبعد إسقاط بعض العواصم العربية فريسة للجماعات المسلّحة المتطرفة, وتحويلها إلى دول فاشلة, فإن سورية بتصديها للمشروع الاستعماري الغربي وقوى التطرف والتكفير تقود المعركة بالنيابة عن كل العرب, وتعدّ آخر قلعة عربية صامدة.

فنحن اليوم نعيش إرهاصات حرب عالمية ثالثة, تدور رحاها على أرض الشام بين قوى الاستكبار العالمي الغربي وقوى المقاومة الشعبية العربية الرافضة لهذا الاستكبار.

والجمهورية العربية السورية بقيادتها الصلبة تقود قوى المقاومة العربية من جهة, ومن جهة أخرى تقود الولايات المتحدة الأمريكية بقيادتها الخبيثة قوى الاستعلاء ولكن بثوب جماعات إرهابية تحظى بتأييد ودعم وغطاء غربي خفي مثل داعش والنصرة والجيش الحر …الخ.

هذه الحرب هدفها تقسيم الوطن العربي من جديد بعد تقسيم سايكس بيكو عام (1915), تقسيم المقسّم وتجزيء المجزّأ, والهيمنة عليه, وسورية تخوض الحرب وتدفع الفاتورة وحيدة, فأين العرب وأين الجيوش العربية ؟! .

أتعجب عندما أرى سورية تقاتل وحيدة ولا أرى إلى جانبها الجيش العربي المصري, ففي الأمس كانت سورية أحد الأسباب الرئيسة لانتصار أكتوبر(1973) عندما دخلت الحرب جنبا إلى جنب مع مصر, ولولا دخولها لما كان هناك نصر.

أتعجب عندما أرى سورية تقاتل وحيدة ولا أرى جيوش دول الخليج إلى جانبها, ففي الأمس موقف سورية الأخلاقي الشجاع كان له الأثر الكبير في تحرير الكويت, بل المصيبة الأكبر إن ما تعانيه سورية اليوم يأتي بدعم وتشجيع بعض دول الخليج!

أتعجب عندما أرى سورية تقاتل وحيدة ولا أرى جيشياً عربياً حياً يقاتل إلى جانبها, وسورية هي التي دعمت المقاومة اللبنانية البطلة التي حررت لبنان من الاحتلال الإسرائيلي, بل المصيبة الأعظم ان بعض اللبنانيين هم من يتسببون في ألم سورية اليوم.

أتعجب وأتعجب كثيراً, ولكن رغم كل هذا الخذلان فسورية صامدة بفضل الله عز وجل ثم بفضل شعبها الأصيل وجيشها الوفي وقيادتها الشجاعة, وستنتصر إن شاء الله تعالى, فهي حقا القلعة العربية الأخيرة الصامدة, ويجب أن تبقى صامدة, لأن بعدها سيكون الطوفان «لا سمح الله»!

بقلم: معن الجربا-كاتب سعودي