الشريط الإخباري

الوحش قادم…؟-صحيفة الثورة

يفيد آخر ما أعلنه الرئيس الأميركي باراك أوباما: أن القضاء على داعش يحتاج حرباً مختلفة وطويلة الأمد مستبعداً إمكانية تمكن التحالف الذي يقوده من تحقيق النصر، مؤكداً الحاجة إلى تعاون دولي آخر لمواجهة التنظيم الارهابي الخطير.

لا يمكن أن يتجاهل الوحش القائم القادم إلا جاهل. ولا يمكن أن يستهين بوحشيته إلا عديم الإدراك. دم الضحايا تجاوز الميدان المختار للمعركة في الشرق «سورية.. العراق.. فلسطين.. اليمن.. مصر.. تونس… الجزائر… إلخ« ووصل عمق الغرب بشكل ما. يتذكر السيد كاميرون، رئيس وزراء بريطانيا، الأعمال الارهابية التي وقعت في بريطانيا العظمى قبل عشر سنوات وتجاوز عدد ضحاياها الخمسين، غداة استقباله جثث ثلاثين سائحاً بريطانياً قادمين من تونس.‏

لا ما يتذكره ويذكر به السيد كاميرون، ولا ما تفضل به الرئيس أوباما يظهر أي جديد من الدولتين العظميين ومعهم الغرب بكامله لمواجهة الوحش الارهابي، بل هم مستمرون في السياسة نفسها تحت عنوان:‏

ما زالت النار بعيدة عنا… وبالتالي لندعها تستمر أطول..!!؟؟…‏

منذ كان الهجوم الداعشي صورة جديدة لتطوير الحرب الارهابية على دول في المنطقة، سورية والعراق في مقدمتها، كانت هذه النغمة: الوحش قادم ولن يخسر معركته في الظروف الراهنة…؟! ترددت النغمة على كل وسائط الاعلام والاتصال بشكل مقصود ليتكامل مع سياسة متعمدة لنشر الرعب الذي يحدثه سلوك الارهاب – داعش وغيرها – عن طريق الذبح والحرق والتمثيل في جثث القتلى، .‏

الوحش خطير وهو قادم إلى الجميع، فماذا أعد الغرب وأدواته لمواجهته :‏

استمرار حصار سورية، المقاتل الأول في المعركة ضد الارهاب !‏

استمرار تزويد الارهاب بكل ما يحتاجه إما عبر الغرب مباشرة وإما عبر أدواته !‏

تحالف واشنطن لشن هجمات جوية عاجزة على داعش.‏

تحالف آخر تقوده « سبع البرومبا» السعودية لتدمير اليمن وتحسين بيئة النشاط والعمل للقاعدة هناك.‏

لكن الرئيس اوباما يعرض تدريب وتسليح المعارضة المعتدلة في سورية وهو يقرّ أنه ليس من السهل ايجادها وتنظيمها وتدريبها وأن المعركة سيطول أمدها.. ! وما يتفق عليه أبطال مكافحة الارهاب بالنظارات والتنظير في واشنطن ولندن وباريس وغيرها هو… عدم التنسيق مع سورية… رغم النصائح المتتالية لهم من قبل روسيا ومن داخل بلدانهم.‏

لأول مرة في تاريخ قتال الوحوش يعلن الوحش عن قوته ووحشيته. لأن الإعلام بات سلاحاً ماضياً في المعركة. والرعب أكثر منه مضاءً !!‏

مثل هذه السياسة مورست بوقاحة وعدوان اعلامي رخيص من قبل الاتحاد الأوربي ضد الشعب اليوناني لإثنائه عن سيادته على قراره. نبهوه مراراً إلى مخاطر الخروج من منطقة اليورو… الحكومة اليوناني لم تطرح أبداً هذا الأمر… فلماذا التلويح به في وجه قرار الشعب اليوناني ؟!‏

لكن الشعب السوري ماضٍ في قتاله للإرهاب… والشعب اليوناني ماضٍ في حرية القرار… ومعهما روسيا والعديد من دول العالم… فلا يظن الوحش أنه ينفرد بنا .‏

بقلم: أسعد عبود