دمشق-سانا
غيلان الدريس شاعر تمكن من كتابة القصيدة بأنواعها المختلفة بعد أن كون ثقافة امتزجت بعبق الصحراء وبتاريخ الأدب العربي الذي درسه ولما أسعفته الموهبة حصد العديد من الجوائز الأدبية.
وفضلا عن ذلك بوسع الدريس أن يعتبر نفسه صاحب تجربة مختلفة في إعداد وتقديم البرامج الثقافية ذلك لأن برنامجه الصالون الأدبي يعتبر أول برنامج تلفزيوني أدبي متخصص على الساحة الإعلامية وعنه يقول في حوار لـ سانا: أحسست بأهمية الدفاع عن الهوية الأدبية العربية التي باتت تفقد صبغتها الأصلية وعبر ذلك ولدت لدي فكرة الصالون الأدبي على ان يكون هذا البرنامج حاملا فكريا وروحيا نغسل من خلال مفرداته أرواحنا التي أدمتها يد الإرهاب.
وأضاف.. أنا اعمل في قناة تلاقي لأنها تؤمن بأن الادب هو ثوب من الأصالة لا يجوز التنكر له أو إغفاله أو حتى عدم إعطائه المساحة الكافية وان كل هذه الأمور مجتمعة جعلت من الأفكار الموضوعة لإطلاق برنامج أدبي غير نمطي وبإيقاع بعيد عن الرتابة التي أبعدت المشاهد العربي عن هذه البرامج دون إعفاء المشاهد العربي من جريمة الابتعاد عن أدبه الذي هو جوهر ثقافته.
ويوضح أنه يحاول في إعداد البرنامج البحث في نقاط الضعف التي تمتلئ بها البرامج الأدبية العربية وعن أسباب عزوف المشاهد العربي عنها والتي تكون غالبا عبارة عن حوار طويل بطريقة التحقيق مع الضيف هي سبب كبير لإحساس المشاهد بالملل فعملت على تقسيم الساعة المخصصة للصالون الأدبي إلى نوافذ متعددة ومختلفة وذات روح واحدة ويغلب عليها العامل البصري بتحويل الروايات و القضايا الأدبية والقصائد إلى حالة منظورة عبر الجرافيك.
وتابع: استضاف الصالون الأدبي على مدار حلقاته أهم الأدباء والمحلليين والنقاد والأكاديميين من سورية وفلسطين واليمن وفي ذات الوقت و إيمانا منّا كفريق بأهمية الأخذ بيد الشباب الموهوب فعملنا على الجمع بين من لهم باع طويل في الحقل الأدبي وبين هؤلاء الشباب.
وعن بداياته الشعرية قال الدريس انها كانت مع الجواهري فقرأت مجموعاته الشعرية الكاملة في مكتبة منزلنا وكنت وقتها في الصف السادس ثم تبع ذلك قراءات كثيرة لأهم الدواوين الشعرية وبدأتها تراتبيا من شعراء العصر الجاهلي وصولا لشعراء معاصرين وكان لوالدتي الدور الأكبر في دعمي.
وربما لأجل هذه الأسباب يتمسك الدريس بالشعر العمودي الذي يعتبره يمثل الأصالة مع التأسيس عليها لبناء أدب يواكب الحداثة والمواضيع المستجدة في الحياة لكنه لا يجد أن تفضيله للقصيدة الكلاسيكية يعني أنه ضد قصيدة التفعيلة لأنه يكتبها و بكثرة لكن لديه موقف حاد من شعر النثر.
ويعتبر أن شعر النثر فتح الباب أمام المستشعرين و المتسللين والدخلاء على الأدب فأنهكوا بنيانه بالكثير من التعابير الغريبة والبعيدة عن الشعر بحجة أن النثر هو الشكل الأحدث / للقصيدة/ وأن القصيدة الكلاسيكية أكل عليها الدهر و شرب ولكن في الواقع كما يرى الدريس فهؤلاء لا يعرفون بحور الشعر.
برغم ذلك فإن الدريس ليس متشائما ويقول طالما ان هناك من يلبسه الشعر مساما من شعراء شباب أؤكد بأن هؤلاء هم من سيحمل ذاك الإرث النقي من الأدب.
والحداثة عند الدريس تتجلى في روح القصيدة الكلاسيكية من خلال الصورة والموضوع وليس بالضرورة الوقوف على الأطلال ووصف الناقة مشيرا إلى ان الحداثة لا تعني التخلي عن الاصالة لذلك يخال القارئ عندما يطالع قصيدة كتبتها بأنها قصيدة تفعيلة تقع على بحر ليفاجأ بأنها قصيدة كلاسيكية الشكل.
وتابع: قمت بالعديد من النشاطات الأدبية و الفكرية والثقافية خلال تواجدي في المغترب حاملا رسالة سورية اصيلة إلا أن المفاجأة كانت تفاعل المغتربين مع هذه النشاطات وهناك صحوة حقيقية في المغترب بأهمية الأدب العربي والعمل على رفع سويته ومن هذه النشاطات جلسة شعرية أقمتها في المركز الثقافي التونسي بنيويورك ولقاءات فكرية وثقافية حول الهوية السورية وكذلك أمسية شعرية في لندن برعاية جمعية الشعر العربي.
وعن الجوائز التي حصدها خلال مسيرته القصيرة اوضح ان فوزه بالعديد من الجوائز الشعرية والتي وصلت إلى أكثر من خمس عشرة جائزة ليس مقياسا لشاعريته أبدا إنما هي تقييم من قبل لجان تحكيم متخصصة لكن سعادته هي في الوصول إلى أكبر عدد من القراء العرب.
وعن نظرته للنقد بين ان له نوعان احداهما يهدف إلى رفع سوية النصوص الأدبية وتصويب الخطأ والتأكيد على المتميز بل والشد على يد كتاب هذا النص والنوع الاخر فهو النقد الذي لا يشذب الشجرة بل يبترها وهو نقد لأجل النقد فقط يهدف إلى إحباط حالة أدبية معينة.
وان الحالة النقدية في المرحلة التي تلت فترة التسعينيات من القرن المنصرم بحسب ما اوضحه أخذت بالانحدار شيئا فشيئا وذلك بالتوازي مع الانحدار في البنية الأدبية.
غيلان الدريس من مواليد محافظة الحسكة عام 1984 حاصل على شهادة معهد إعداد مدرسين قسم لغة إنكليزية وإجازة في الإعلام وشهادة إل إي إل تي إس بإتقان اللغة الإنكليزية من المجلس البريطاني الأعلى وهو معد ومقدم لبرنامج الصالون الأدبي على قناة تلاقي الفضائية حاصل على العديد من الجوائز منها جائزة القامشلي الأدبية 2006 وجائزة القنيطرة الأدبية 2006 وجائزة إشراقات 2007 وجائزة دمشق عاصمة الصمود 2011 وجائزة في البحث السياسي مسابقة المالكية 2004 جائزة كتابة المقال في اتحاد شبيبة الثورة 2005.
محمد الخضر