اللاذقية-سانا
أميرة 13 عاما طفلة سورية من محافظة حلب أجبرتها الحرب الإرهابية على سورية إلى ترك مدينتها والقدوم إلى اللاذقية كما اضطرتها الظروف إلى التسرب من المدرسة والعمل لمساعدة أسرتها.
مشكلة أميرة ليست فردية و لا تخصها وحدها بل تشمل عدداً كبيراً من الأطفال السوريين الذين يعانون من مسألة التسرب من المدارس والتوجه للعمل لإعالة أسرهم وهو ما دفع دائرة العلاقات المسكونية والتنمية التابعة لبطريركية انطاكية وسائر المشرق للروم الإرثوذكس إلى إقامة نشاط ترفيهي للإضاءة على هذه المشكلة.
ويوضح مايك عوض متطوع في دائرة العلاقات المسكونية والتنمية لنشرة سانا “سياحة ومجتمع” إن “هذا النشاط يعتبر عملا رمزيا يساعد على إيصال صرخة الأطفال بحقهم في اللعب والتعليم وأن مكانهم على مقاعد الدراسة التي لا يحق لأحد حرمانهم منها” مشيرا إلى أن النشاط يركز على اللعب بشكل كبير لما له من آثار نفسية ايجابية على نفسيات المشاركين فتضمن ألعابا تفاعلية وأخرى للتسلية تناسب أعمار الأطفال الذين أشرف على كل مجموعة منهم اختصاصيون من متطوعي دائرة العلاقات المسكونية يعملون بشكل دائم على ترسيخ مبدأ التعلم بواسطة اللعب بشكل منظم ومدروس.
ويشير عوض إلى تزامن هذه الفعالية مع مناسبة اليوم العالمي لمكافحة عمالة الأطفال التي تصادف الثاني عشر من حزيران لافتا إلى أن العديد من الجهات والمنظمات الرسمية والأهلية تعمل لمكافحة عمالة الأطفال في سورية منها دائرة العلاقات المسكونية والتنمية.
ودعمت دائرة العلاقات المسكونية هذه القضية الإنسانية من خلال تبني مجموعة من الأعمال تصب في صالح الاطفال المتسربين أهمها إقامة مدرسة صيفية تم إطلاقها بالتعاون مع جمعية “موزاييك” تضم 75 طفلا متسربا من المدرسة بعضهم منقطع عن الدراسة لمدة تزيد على ثلاث السنوات بالتوازي مع محاضرات التوعية التي تستهدف ذوي الأطفال والمجتمعات التي يعيشون فيها والتي تلقى صدى لدى الأهالي وتحصد ثمارها تدريجيا عبر إعادة الأطفال إلى المدرسة.
من جهتها تحدثت المتطوعة كارلا بولص “اختصاصية دعم نفسي” عن أهمية اختيار الأنشطة التي من شأنها التعرف على مشاعر الأطفال المتعددة ودفعهم للتعبير عنها بشكل صحيح ومشاركتها مع الآخرين.
وتقول بولص “بدأنا نشاطنا بالتعارف وكسر الجليد بين الأطفال وقسمناهم لمجموعات صغيرة تتكون كل منها من 10 إلى 15 طفلا وطفلة مع دفع الأطفال ليرسموا بعضهم البعض وطلبنا منهم التحدث عما رسموه إضافة لتدوين أحلامهم وأمنياتهم على الكرتون وساعدناهم في ثنيها على شكل طائرة ورقية عمل الأطفال على جعلها تطير لندع الطفل يفكر بأحلامه ويسعى بجد إلى تحقيقها بالعلم والمعرفة أما النشاط الأخير فهو عبارة عن مسرح تفاعلي يركز على أهمية اللعب والتعليم للطفل وموجه ضد عمالة الطفولة”.
التفاعل الكبير من قبل الأطفال كان طاغيا طوال مدة تنفيذ الأنشطة المختلفة التي استغرقت ثلاث ساعات متواصلة حيث بينت المتطوعة راما الخش أن المتطوعين استطاعوا تحقيق تواصل وأثر إيجابي كبير لدى الأطفال الذين عمل القائمون على الأنشطة على توزيعهم ضمن مجموعات تراعي شرائحهم العمرية وبذلك تواصل الطفل بشكل اكبر مع أقرانه و مع من هم أكبر منه سنا فلعبوا ومرحوا وأدركوا أن دورهم لا يقف عند اللعب فقط بل يكتمل بشكل حقيقي على مقاعد الدراسة.
ياسمين كروم