تجارب فنية للشباب واليافعين ضمن فعاليات مهرجان “ارسم حلمي” باللاذقية

اللاذقية-سانا

يؤسس مهرجان ارسم حلمي التشكيلي الأول والذي انطلقت فعالياته أول أمس في دار الثقافة في اللاذقية لحالة فنية متميزة تتيح المجال للشباب واليافعين لتقديم ابداعاتهم الفنية وعرضها أمام الجمهور بغية تقييمها وانتقاء الأفضل منها من قبل لجنة فنية متخصصة بما يشكل حافزا لأبناء هذه الشريحة لمواصلة ابداعهم وتكريس أفكار فنية جديدة من نوعها لجهة الفكرة والأسلوب والتقنيات المستخدمة في خطوة تمهيدية للانطلاق بخطوات واثقة نحو آفاق فنية متنوعة تثري المشهد المحلي بدماء جديدة.

تنوع التقنيات المستخدمة في اللوحات التي تضمنها معرض فئة الشباب كان واضحا وجليا ولاسيما أن المشاركة اتيحت للجميع من داخل الجمعية وخارجها بهدف خلق جو من المنافسة الفنية بين شباب لديهم تجارب متشابهة إلى حد ما حيث أكدت الشابة زينب يوسف الحائزة على الجائزة الأولى في معرض سابق أقامته الجمعية العام الماضي أن مستوى المشاركين لهذا العام متميز حيث استطاع كل منهم إظهار شخصيته ضمن اعماله المشاركة ما جعل المنافسة أقوى مشيرة إلى أنها اختارت المشاركة بلوحتي بورتريه رسمتهما بقلم الرصاص الذي تعتبره من الأدوات التي تحتاج جهدا عاليا لإظهار جميع التدرجات وتناسق الظل والنور كأساس لأي عمل فني.

الطبيعة الصامتة التي تظهر في تفاصيل البيت الريفي البسيط صورتها اعمال الفنان الشاب علي معمار الطالب في كلية الفنون الجميلة والذي أشار إلى استخدامه تقنيات التلوين الزيتي لإعطاء الخلفية والعناصر اللونية الملائمة لجوهر اللوحة.

وقال.. كانت لدينا حرية اختيار المواضيع للوحات التي رسمناها خصيصا للمعرض لكنني لم امتلك الوقت الكافي لرسم شخصيات أو انتقاء محاور اكثر تعقيدا فاكتفيت بالطبيعة الصامتة حاليا ولا اعتقد أن تخصصي في مجال الفنون الجميلة سيعطيني افضيلة على باقي المشاركين كون الموهبة هي الفيصل والحكم اولا واخيرا.

أما الشاب علي برهوم فقد اكتفى بتقديم لوحة واحدة في المعرض حملت الكثير من الرموز والرسائل التي تتحدث عن سورية والتضحيات التي يقدمها أبناؤها فجسدها على شكل امراة رسمها بدقة عالية وقام بتظليلها بطريقة المثلثات مع تظليل الخلفية باللون الأسود مشيرا إلى أن “التظليل المتقطع في اللوحة يجسد الأرض التي تتعرض للإرهاب كما أن اليد المجروحة النازفة تعطي هالة بيضاء كدلالة على أرواح الشهداء حيث أطلق على اللوحة اسم عشتار آلهة الحب والحرب إلا أنه جسدها بطريقة حديثة تضمنت احساسه ورؤيته الخاصة لها كامرأة”.

الأطفال واليافعون ايضا كان لهم حضور بارز ضمن فعاليات المهرجان الفني فطغت الالوان الزاهية والمواضيع المبهجة على لوحاتهم اضافة لوجود افكار ناضجة في بعضها الاخر ولاسيما لدى اليافعين فلوحات المشاركة انجي دريوس تمحورت حول دمشق القديمة وحاراتها العتيقة والتي رسمتها بدافع من حب عميق في قلب كل سوري لهذه المدينة التاريخية التي زينتها دريوس بألوان دافئة تناسب وقع هذه البقعة من الأرض في الروح والوجدان السوري.

أما انجي جركس فرسمت لوحتين عن الطبيعة الصامتة باستخدام الألوان المائية التي وجدتها سهلة الاستخدام بالنسبة لها كمبتدئة في مجال الرسم كما انها تفننت على حد قولها بمزج الألوان وتقديم توليفات جديدة في هذا المجال ضمن لوحاتها.

بدوره شارك اليافع وجد سعيد بلوحة صور فيها جانبا من الطبيعة السورية الساحرة دعمها بالالوان الزيتية مشيرا إلى أن تقنياته تطورت بشكل كبير هذا العام بحيث بات بامكانه الدخول في منافسة ابداعية مع اقرانه وخاصة ان وجود منافسين من خارج الجمعية جعل التحدي اكثر متعة بالنسبة له.

وحاز النحت والمشغولات الصلصالية على اهتمام الجمعية التي تفردت عن غيرها بتعليم تقنياته للأطفال حيث اشار النحات ماهر علاء الدين وهو المشرف على تعليم النحت في الجمعية إلى أنه تم افساح المجال امام الاطفال من سن أربع سنوات وحتى 12 عاما لتقديم مشغولاتهم في المعرض والتي أنجزوها باستخدام الطين وقاموا بنقل النماذج التي وضعت امامهم بدقة عالية بالإضافة إلى ابتكارهم اشكالا من مخيلتهم الخاصة.

وقال “يفرغ الطفل طاقته بتشكيل عجينة الصلصال ويبتكر الكثير من الاشكال الجميلة التي عرضناها بكاملها في ركن خاص ضمن المعرض فهي تستحق أن تظهر للجمهور ولاسيما انها مقاربة للمعايير الفنية الخاصة بالنحت إلى حد كبير مع مراعاة عمر الاطفال وحداثة عهدهم في هذا المجال”.

ياسمين كروم – مي قرحالي

انظر ايضاً

أهمية الفن التشكيلي في حياة الطفل بمحاضرة ضمن مهرجان “ارسم حلمي” باللاذقية

اللاذقية-سانا تناولت المحاضرة التي ألقتها الفنانة التشكيلية هيام سليمان ضمن فعاليات مهرجان “ارسم حلمي” في …