حمص-سانا
أصيب الجندي البطل أحمد يحيى سكيف أثناء تأديته لواجبه المقدس في مواجهة الإرهاب في حلب حيث أدت الإصابة إلى شلل في أطرافه السفلية ورغم أنه لم يكن يفكر بمن يرد له جزءا من هذه التضحية الغالية إلا أن جمعيات أهلية عديدة سعت إلى تقدير هذا العطاء الكبير لتتكفل بعلاج هذا البطل المغوار وتأمين مورد مادي له يجنبه طلب الحاجة من الآخرين.
وأشار سكيف في حديث لنشرة سانا الشبابية إلى أن الجمعيات الأهلية في محافظة حمص أولته كل اهتمام ورعاية حيث بادرت إلى احتضانه بدفء عارم إذ تبنت جمعية كريم الخيرية علاجه الكامل من خلال فريقها الطبي الشبابي الذي قام بمعالجته فيزيائيا في منزله فكان الفريق يقوم بزيارات منتظمة تضمنت احضار كافة الأدوية اللازمة لمتابعة العلاج مجانا وهو الأمر الذي ساعده ورفع من معنوياته إلى درجة كبيرة.
وأضاف.. كان لا بد لي من البحث عن مصدر للعيش لاكون قادرا على النهوض بحاجيات أسرتي وهذا لم يكن سهلا في ظل وضعي الصحي الصعب وهنا تجلى دعم الجمعية بصورة أبهى إذ سعت إلى تمويلي لافتتاح مشروعي الخاص وهو عبارة عن محل لبيع المواد الغذائية والتموينية فكان هذا العمل هو وقود حياتي الجديدة والتي لم تكن لتستمر بيسر دون هذا العطاء الكبير خاصة أن الجمعية قامت بالاضافة الى كل ما سبق بتأمين مكان لي ولزوجتي للاقامة إذ لم يكن لدينا منزل يؤوينا.
ورغم أن سكيف ما زال بحاجة الى عملية مكلفة لعودة أطرافه إلى الحياة وهو ما يتمناه ليتمكن من مزاولة حياته بشكل طبيعي مرة أخرى إلا أنه كما ذكر قد قطع حتى الآن شوطا كبيرا نحو التأقلم مع وضعه الجديد إذ أن مجرد القدرة على العمل والانتاج هو أمر كفيل بعودة الثقة والتفاؤل إلى نفسه مؤكدا أن زوجته تساعده يوميا في المحل وتقوم باحضار المواد اللازمة من محلات بيع الجملة كما أن عددا من أصدقائه يتكفل يوميا بفتح المحل وإغلاقه وتأمين مستلزماته وهي مبادرات عنت له الكثير وشكلت حافزا للاستمرار.
ورغم أن مشروع الجندي البطل لم يزل حديث العهد إلا أن سكيف يستبشر به خيرا لافتا إلى أن هذا العمل سيمكنه من إعالة نفسه واستعادة روح السعي والبذل وممارسة حياته بشكل أقرب إلى الطبيعي ولا سيما أن العمل بدأ خلال اشهر قليلة يمنحه مردودا معقولا وهو ما يولد لديه الرغبة بتطويره بين مرحلة وأخرى ليكون أساس حياته القادمة.
فاتن خلوف