حمص-سانا
طالما شكلت فرقة المسرح الجامعي في حمص رافدا مهما للحركة الفنية في المحافظة قبل أن تتحول خلال سنوات الأزمة الراهنة إلى محرك وحيد للعمل المسرحي بعد توقف الفرق الأخرى بما فيها المسرح الجامعي نفسه حيث تابعت عملها خارج حمص مثرية المشهد المحلي في عدد من المدن السورية عبر عروض متنوعة شكلت متنفسا لجمهور الطلبة لطرح قضاياهم ومشاكلهم قبل أن تشهد الأشهر الأخيرة انطلاقة جديدة للمسرح الجامعي في حمص بعد غياب سنوات لتعود الفرقة إلى حضن المؤسسة التي انبثقت منها.
وعلى الرغم من المعوقات الكبيرة التي تعترض عمل الفرقة إلا أن أعضاءها يواصلون تدريباتهم وبروفاتهم في أصعب الظروف حسب ما ذكره حسن ناصر المسؤول عن المسرح الجامعي في حديث لنشرة سانا الشبابية مؤكدا أن الفرقة تمتلك تجربة عريقة تمثلت في سلسلة من العروض المسرحية التي عرضت لسنوات على خشبات مسارح حمص والمحافظات السورية حيث عكست نبض الشباب الجديد وعبرت عنه بصورة خلاقة.
وأشار ناصر إلى أن عودة الفرقة إلى العمل داخل حمص هو مؤشر لعودة الحياة الإبداعية إلى سابق عهدها إلى جانب استعادة الدور المهم لهذه الفرقة في تهيئة الكوادر الشبابية وتنمية مواهبها وتحضيرها للانتقال إلى مسرح المحترفين.
ولفت إلى ضرورة دعم الفرقة من قبل المؤسسات الثقافية الرسمية والأهلية ولاسيما من حيث توفير أماكن للتدريب والعرض نظرا لعدم وجود مسرح مجهز حاليا ضمن الحرم الجامعي وهو ما يعتبر من أكبر التحديات التي تواجهها الفرقة بالإضافة إلى حاجتها لكثير من الدعم المالي لتستمر في عملها كمرآة لواقع المدينة وشرائحها الشبابية.
من ناحيته اعتبر الطالب خالد محفوض من أعضاء الفرقة أن هذا التجمع الفني الشبابي هو فضاء خصب للعديد من الشباب المسرحي الصاعد في حمص والذي يواصل بحثا دائما عن موطئ قدم له و يتوق للاستفادة من الفرص والخبرات التي تقدمها له الفرقة رغم إمكانياتها المادية المتواضعة والتي تعيق توسع عمل الفرقة رغم القدرات الفنية المتميزة ضمن كوادرها.
أما الشابة آلاء وداعة من أعضاء الفرقة فأشارت إلى أن انطلاقة الفرقة المتجددة من خشبة جامعة البعث فيها كثير من الخصوصية بالنسبة للكادر التمثيلي حيث يعود الجميع اليوم إلى المهد الذي انطلق منه يحدوه الأمل بالاستمرار ضمن مدينته لنقل صورة الواقع فيها.
الأمر نفسه عبرت عنه الممثلة الشابة نيكول درويش حيث رأت في هذه العودة مساحة جديدة لمزيد من الإبداع الشبابي إذ يتحصن كل عضو من أعضائها بقدر كبير من الذكريات التي تشده إلى مدينته والتي تفرز في الوقت نفسه مقاربة شفافة للواقع من حوله.
وفي السياق نفسه ذكر الشاعر والناقد طالب هماش أن المسرح الجامعي هو أحد المؤسسات الثقافية التي ترفد شريحة الشباب وتقدم لها فرصة التجلي الإبداعي و لذلك فإن الدور الذي يؤديه من خلال الفرقة ينطوي على رسالة فكرية مهمة يتم توجيهها عبر خطاب بصري يؤثر في المتلقي ويعيد صياغة الشخصية الإنسانية في قالب ثقافي فني ومعرفي.
ولفت إلى أن الحياة هي صراع مستمر بين التراجيديا والكوميديا وربما يكون المسرح هو أفضل من يجسد هذا الصراع بمقولاته الفكرية والفنية لفهم الواقع والشخصية الإنسانية باعتباره فنا يجمع حوله جمهورا واسعا لا ينحصر بالنخبة.
واختتم هماش بالإشارة إلى أن المسرح الجامعي يتبنى غالبا الواقع الذي يخص طلبة الجامعة بالإضافة إلى ميله نحو التجريب المدرسي وتأثيره في الأعمال المسرحية الحديثة وبالتالي فإن من المهم تطوير أساليبه البصرية والارتقاء بها لتبقى وثيقة الصلة بكل الفنون الأخرى وبينها التشكيل والشعر والقصة والرواية.
صبا خيربيك