محلل سياسي تشيكي: الدول الامبريالية تحصد النتيجة المرة لسياستها المتمثلة بالمحاولات الفاشلة لتغيير الأنظمة في الدول العربية

براغ- سانا

أكد المحلل السياسي التشيكي اوندرجيه كوسينا أن الدول الامبريالية في حلف الناتو ولاسيما فرنسا وبريطانيا تحصد الآن من خلال تدفق المهاجرين غير الشرعيين إليها النتيجة المرة لسياستها التي تمثلث بالمحاولات الفاشلة لتغيير الأنظمة في الدول العربية الامر الذي أدى إلى نشر الفوضى واليأس والفقر وإلى استفادة التنظيمات الإرهابية وفي مقدمتها تنظيم “داعش”.

وأوضح كوسينا في مقال نشره اليوم موقع قضيتكم الالكتروني أن أغلب اللاجئين يأتون من دول قامت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وتركيا ودول الخليج بتخريبها ما يعني منطقيا أن هذه الدول هي التي  يتوجب عليها الاهتمام واستقبال هؤلاء اللاجئين.

وأشار كوسينا إلى أن “بريطانيا وفرنسا هما اللتان قصفتا ليبيا وساعدتا على الاطاحة بالنظام السابق وجعلتا من ليبيا دولة مدمرة ومفككة كما أن نفس الدولتين ساهمتا مع تركيا والسعودية وقطر في تسليح وتمويل المجموعات الإرهابية في سورية الأمر الذي تسبب بمأساة إنسانية بأبعاد لا سابق لها”.

ولفت إلى أن ليبيا تحولت بسبب ما قامت به الدول الامبريالية إلى مرتع للإرهاب وحالة عدم الاستقرار وأيضا إلى المكان الذي يفر عبره جميع الأفارقة وغيرهم من المحبطين إلى أوروبا مشددا على أنه لا توجد  في ليبيا حكومة مركزية قادرة على إيقاف هؤلاء المهاجرين ومنع وصولهم إلى أوروبا.

وانتقد كوسينا السياسة التي ينتجها بعض القادة الغربيين  في موضوع تدفق المهاجرين الى أوروبا موضحا أنهم وبدلا من أن يبحثوا  في الاسباب التي تجعل اللاجئين يتركون بلادهم فانهم يركزون على النتائج ويريدون اشراك بقية أوروبا في تحمل المسؤولية عن إيجاد حل لهذه  المشكلة التي أسهموا في تفاقمها.

في السياق نفسه قال رئيس الحكومة السلوفاكية روبرت فيتسو أن ليبيا تحولت إلى مقر للتنظيمات الإرهابية موضحا أن المشكلة التي تواجه الاتحاد الاوروبي في موضوع مواجهة تدفق المهاجرين غير الشرعيين تكمن في أن التصدي للقوارب التي تنقلهم يتطلب التعاون مع الأطراف المعنية.

وأضاف أن حالة الانقسام السياسي التي تعيشها ليبيا تجعل من الصعب تحديد الجهة التي سيتم التفاوض معها بهذا الخصوص معتبرا ان وجود التنظيمات الارهابية في هذا البلد يجعل من حل مشكلة المهاجرين غير الشرعيين عبره الأمر اكثر الحاحا الآن بالنسبة لأوروبا وخصوصا أن 90 بالمئة من المهاجرين غير الشرعيين يصلون إليها من ليبيا رغم أنهم ليسوا ليبيين.

وأشار فيتسو إلى أن سلوفاكيا لن تقدم سفنا حربية للنشاطات العسكرية التي سيقوم بها الاتحاد الاوروبي في البحر المتوسط غير أنها مستعدة للمساهمة في الإجراءات الوقائية في إطار التضامن بين دول الاتحاد.

وكانت الدول الاوروبية شهدت جدلا واسعا بخصوص موضوع المهاجرين  غير الشرعيين وتدفقهم المتواصل نحوها وذلك بعد غرق المئات منهم الأسبوع الماضي قبالة السواحل الليبية الأمر الذي دفع قادة هذه الدول إلى عقد قمة طارئة أول أمس طلبوا خلالها من وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبى فديريكا موغيريني “البدء  فورا بالأعداد لمهمة عسكرية محتملة لمواجهة تهريب المهاجرين”.

فيما أعلن الرئيس الفرنسى فرنسوا هولاند أن العمل بين القادة الأوروبيين “جار” لتقديم قرار إلى مجلس الأمن “يسمح بتدمير مراكب المهربين فى المتوسط قبل نقلها المهاجرين”.

انظر ايضاً

محلل سياسي تشيكي: سورية حققت نصراً استراتيجياً

براغ-سانا أكد المحلل السياسي في إذاعة راديو جورنال التشيكية يان فينغرلاند أن سورية حققت نصرا …

اترك تعليقاً