صنعاء-سانا
أعلنت وزارة الصحة اليمنية ارتفاع أعداد ضحايا العدوان السعودي والدول المتحالفة معه على اليمن إلى 951 قتيلا بينهم 143 طفلا و 59 امرأة بالاضافة إلى 3943 جريحا معظمهم من النساء والأطفال.
وحذرت الوزارة في إعلانها اليوم “من الكارثة الإنسانية المحدقة باليمن جراء العدوان الغاشم” داعية اليمنيين إلى التنبه من أنه “رغم إعلان السعودية وقف العدوان يجب الحذر حتى تثبت الساعات والأيام المقبلة صدق النوايا”.
وأشارت الوزارة إلى خطر انتشار الأمراض والأوبئة ما يهدد بحدوث كارثة إنسانية لا تقتصر على حدود اليمن وحده بل يمكن أن تمتد إلى دول الجوار محذرة في الوقت نفسه من أن جميع المشافي في اليمن مهددة بالإغلاق نتيجة تردي الوضع الأمني واستهداف الغارات السعودية العديد منها بشكل مباشر والنقص الحاد في الأدوية والكادر الطبي ولا سيما بعد مغادرة 95 بالمئة من الأطباء والممرضين الأجانب ما تسبب بضغط كبير على الكادر الطبي المحلي.
ورغم أن السعودية والدول المتحالفة معها أعلنت أمس في بيان وقف عدوانها على اليمن الذي بدأ منذ 26 آذار الماضي أكدت وسائل إعلام اليوم نقلا عن مراسليها في اليمن أن العدوان السعودي طال مناطق عدة في تعز جنوب البلاد.
حركة أنصار الله تطالب بالوقف الكامل لـ “العدوان”
من جهتها حركة أنصار الله اليمنية جددت من جانبها اليوم تأكيدها على أن “العدوان الشامل والغاشم الذي يشنه التحالف السعودي الصهيوأمريكي على الشعب اليمني تعد سافر وانتهاك خطير للسيادة الوطنية” وتدخل غير مبرر في الشؤون الداخلية لليمن مطالبة بضرورة “إيقاف العدوان بشكل نهائي وتام وفك الحصار عن الشعب اليمني بشكل كامل ليتسنى استكمال الحوار السياسي من حيث توقف”.
وقال الناطق الرسمي باسم الحركة محمد عبد السلام في بيان أصدرته إدارة المركز الإعلامي للحركة “طالبنا بإيقاف العدوان السعودي فورا واستمرارا لهذا الموقف فإننا نؤكد ضرورة إيقاف العدوان بشكل نهائي وتام وفك الحصار عن الشعب اليمني بشكل كامل وهو ما لم يحصل حتى الآن حيث الغارات الجوية مستمرة والحصار مستمر”.
وبشأن موقف الحركة من الحوار الوطني وحل الخلافات السياسية وفق التفاهمات والحلول السياسية وروءيتها للحلول المقترحة أكد عبد السلام أن الحركة تؤمن بأن الحوار والتفاهم يعد مبدأ أخلاقيا ودينيا ووطنيا وهو منهج التزمت به في مواجهة المشاكل والأزمات وأن مشاركتها في مؤتمر الحوار الوطني كانت إيجابية ومثمرة وبناءة كما وصف ذلك جمال بن عمر مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن.
وأضاف “إن الحركة بالرغم من جرائم الاغتيالات التي وقعت أثناء انعقاد مؤتمر الحوار الوطني وبعده ارتضت الاستمرار في الحوار لكونه الحل الأمثل لأي مشكلة غير أن قوى أوعز إليها النظام السعودي هي من تسببت في عرقلة الحوار وذلك بإعلان عبد ربه منصور هادي استقالته لتدخل البلاد في فراغ دستوري ليتمكن تنظيم القاعدة أثناءه باحتلال المعسكرات وممارسة جرائم القتل الجماعي والتحضير لعدوان أشمل يجري التحضير له وهو ما حدث”.
وأشارعبد السلام إلى أن الحركة تعتبر جهود الأمم المتحدة في اليمن جهودا إيجابية ومواقفها المعلنة ظلت الى جانب دعم الحوار الوطني ولقاءات التفاهم ورفض الحرب العدوانية على اليمن ولهذا نرحب بأي جهود من قبل الأمم المتحدة تقف إلى جانب الحلول السلمية مضيفا “نطالب وبعد التوقف التام للعدوان الغاشم على اليمن وفك الحصار الشامل على الشعب باستئناف الحوار السياسي برعاية الأمم المتحدة من حيث توقف جراء العدوان”.
ولفت عبد السلام إلى أن مخرجات مؤتمر الحوار الوطني التي تم التوافق عليها لا تزال تمثل مرجعية توافقية وتطبيقها هدف من أهداف ثورة 21 أيلول وأن اتفاق السلم والشراكة الذي تم التوافق عليه من قبل كل الأطراف السياسية وبرعاية مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن يمثل اتفاقا مهما فيما يخص معالجة الاختلالات والتجاوزات لمخرجات مؤتمر الحوار الوطني والذي تضمن معالجات مهمة في إطار السلم والشراكة وشكل الدولة وغيرها من القضايا ذات البعد الوطني. وقال إن “التحالف ارتكب جرائم بشعة بحق الشعب اليمني سقط خلالها آلاف الشهداء والجرحى معظمهم من النساء والأطفال إضافة الى فرض حصار غاشم على شعب أعزل من كل المواد الغذائية والمشتقات النفطية والأدوية وغيرها من متطلبات الحياة في انتهاك صارخ لكل القوانين والأعراف الدولية ولهذا فإننا نطالب بإدانته وتجريمه”.
وأوضح عبد السلام أن الحركة تؤكد “أنه لا حق لأي دولة أو جهة في العالم أن تنتهك سيادة اليمن ولا أن تعلن الحرب عليه تحت أي مبرر ولا قبول لأي مسوغ ولا شرعية لأي عدوان وأي تحرك عسكري يستهدف اليمن ويفرض عليه حصارا فهو عدوان غاشم وسافر وغير مقبول إطلاقا وسوف يواجه عملا بحق الدفاع عن النفس” كما تؤكد ذلك الشريعة السماوية ومواثيق الأمم المتحدة الضامنة لكل دولة حقها في الدفاع عن سيادتها وكرامة شعبها ووحدة أراضيها وأما الادعاء بأن الشعب اليمني يمثل تهديدا لأحد فهو ادعاء باطل بل ما ثبت هو العكس تماما وهو أن تلك الدول التي تدعي تهديدا يستهدفها هي التي تمثل تهديدا وخطرا حقيقيا على اليمن وشعبه حيث شنت حربا شاملة عليه.
وأوضح عبد السلام أن “الدعم المالي والعسكري لتنظيم القاعدة من قبل مخابرات إقليمية على رأسها النظام السعودي تحت غطاء قبلي يؤكد أن النظام السعودي يجعل من هذا التنظيم المجرم سلاحا بيده لتغذية الصراعات الطائفية والمناطقية وينفذ بشكل مباشر أطماع الهيمنة السعودية على اليمن” مشددا على أن الصراع مع تنظيم القاعدة لا يحكمه حوار ولا اتفاقات ولا معاهدات وسيظل الشعب اليمني يواجه هذا الخطر لأنه يمثل تهديدا لليمن ولأمنه واستقراره وثبت بالتجربة قدرة الجيش والأمن واللجان الشعبية على مواجهة ذلك الخطر بكل كفاءة واقتدار.
وجدد عبد السلام التأكيد على استعداد الحركة للتنسيق مع الجنوبيين لتسوية أوضاع وإدارة شوءون المحافظات الجنوبية بما يحقق الأمن والإستقرار وعدم ترك الساحة للقاعدة مشددا على أنه لو لم يتحرك الجيش والامن واللجان الشعبية المسنودة بموقف شعبي قوي لكان اليمن ساحة لعناصر القاعدة و”داعش” ولحصل من الجرائم بحق اليمنيين ما يحصل في بلدان أخرى ولهذا فإن واجبنا الوطني والاخلاقي والديني يفرض علينا مواجهة أي خطر يستهدف حياة اليمنيين وأمنهم واستقرارهم.
لاريجاني: تأييد الأمم المتحدة “للعدوان السعودي” على اليمن يعتبر فضيحة لهذه المنظمة
من جانبه انتقد رئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني الأمم المتحدة لتأييدها العدوان السعودي على اليمن معتبرا هذا التأييد “فضيحة للمنظمة الدولية” وساخرا في الوقت ذاته من إعلان السعودية وقف “العدوان” كونها حققت اهدافها وبدء ما سمته إعادة الامل بالقول “يعنى هذا ان القصف الجوي مهد الأرضية للأمل”.
وأكد لاريجاني خلال كلمة ألقاها اليوم في المؤتمر الأول للتعبئة الطلابية بطهران ان الأزمات التي تعاني منها المنطقة بدأت قبل عدة سنوات بسبب تخبط بعض الدول في سياساتها وسوء تقدير بعض الاطراف وكذلك مؤامرات ودسائس القوى الكبرى لافتا الى ان الاعداء يثيرون النعرات الطائفية والعرقية بهدف إفساح المجال للكيان الصهيوني لالتقاط الانفاس وإهدار فرص العالم الإسلامي.
ووصف لاريجاني الجماعات الإرهابية بانها احد عناصر الاحتراق السياسي في المنطقة مضيفا ان هذه الجماعات الإرهابية تستنزف طاقات المسلمين وهذا الشيء الذي يريده الصهاينة.
وأوضح لاريجاني أن إيران لا تنوي التدخل في شؤون الدول الأخرى ولا تريد انشاء امبراطورية لان عهد الامبراطوريات ولى وهو فكر متخلف مؤكدا أن إيران تؤمن بوحدة المسلمين وتعتبرها عامل قوة كما انها ترفض هيمنة الدول الكبرى على المنطقة.
ورد لاريجاني على تصريحات بعض المسؤولين الامريكيين حول عدم الثقة بايران بالقول “إن القضية النووية الايرانية مليئة بالخداع الأمريكي وبعض القوى في الغرب كما أن إيران تمكنت وبصمودها من الحصول على التكنولوجيا النووية والتوصل إلى التخصيب بنسب مختلفة”.
وفي السياق ذاته أكد رئيس منظمة تعبئة المستضعفين في ايران العميد محمد رضا نقدي ان نظام آل سعود الصهيوني ذاق مرارة الهزيمة في اليمن.
وقال نقدي خلال كلمة له في الملتقى نفسه إنه “ينبغي تكريم ذكرى 150 طفلا شهيدا للشعب اليمني المقاوم وكذلك مئات التلاميذ الشهداء في هذا البلد والذين ضحوا بأرواحهم من أجل إذلال الاعداء والاستكبار أمام شعوب العالم” معتبرا أن الجرائم التي ارتكبت في اليمن كانت نتيجة لشعور اميركا والكيان الإسرائيلي بالاحباط وآل سعود باليأس من إمكانية استمرار البقاء في السلطة.
وقال نقدي “إن الحكومات المعتدية ومنها نظام آل سعود تتبع قائدا ومقر قيادة واحد يتمثل بالنظام الاميركي الإجرامي المتوحش لكن شعوب العالم الحرة ستنتقم يوما من أميركا الظالمة”.
وشدد نقدي على أن الشباب اليمني والإيراني والعراقي والسوري والفلسطيني أذلوا العدو اليوم أمام نهضتهم الواسعة ومقاومتهم بوجه المعتدين مشددا على أن الأعداء رغم امتلاكهم لثروات هائلة واسلحة فتاكة ووسائل إعلام كثيرة إلا أنهم وقفوا عاجزين أمام إصرار الشعوب وإرادتها الحرة.