اللاذقية-سانا
يتم يوميا في محافظة اللاذقية وسواها التخلص من مخلفات تقليم الأشجار التي يتم ترحيلها مع المخلفات الأخرى إلى مكبات القمامة أو يصار في أحيان كثيرة إلى حرقها لتتسبب بتلوث البيئة بكامل عناصرها الأمر الذي وجد فيه نادي الباحثين الشباب التابع للمعهد العالي لبحوث البيئة في جامعة تشرين نتيجة منطقية لتدني المستوى المعرفي لدى شريحة من المجتمع بإمكانية الاستفادة من هذه المخلفات عبر تحويلها إلى سماد بيئي نظيف ولا سيما في ظل الارتفاع المتزايد لأسعار الأسمدة العضوية والمعدنية.
من هنا أطلق النادي مؤخرا مبادرة حملت اسم “مخلفات اليوم سماد الغد” بهدف نشر الوعي بأهمية إنتاج وفوائد سماد الكومبوست المستخرج من البقايا النباتية وإمكانية تطبيقه المستدام من قبل طلاب جامعة تشرين حيث أوضح الدكتور حسين جنيدي نائب عميد المعهد العالي لبحوث البيئة والمشرف على تطبيق المبادرة في حديث لنشرة سانا الشبابية أن تنفيذ العمل سيتم من قبل فريق تطوعي تابع للنادي ومؤمن بأهمية عمله في تنمية المجتمع فهو فريق يمتلك قدرات ومزايا تساعده على تحقيق أهداف المبادرة من خلال العمل الحقلي المنظم و تفعيل مهارات الإقناع والحوار وخاصة أن المتطوعين ينتمون لشريحة الشباب ما يمكنهم من التواصل بسهولة مع طلاب الجامعة المستهدفين من هذا المشروع.
وأضاف جنيدي إن المبادرة تستهدف 200 طالب وطالبة من جامعة تشرين وتعتبر واحدة من المبادرات الخمس التي نتجت عن ورشات العمل البيئية التطوعية المنفذة نهاية العام الماضي في جامعة تشرين بالتعاون مع اليونيسيف ووزارة البيئة حيث أسست هذه الورشات لتشكيل نواة للعمل البيئي التطوعي وسمحت بتقديم مبادرات شبابية تطوعية ليصار إلى تنفيذها في الجامعة بتمويل من اليونيسيف وإشراف مباشر من وزارة البيئة.
أما المراحل التحضيرية الأولية للمبادرة فقد انطلقت في وقت سابق عبر تحديد أماكن النشاط حيث تم البدء بالعمل في موقعين الأول بالقرب من مباني كليات الهندسة في الجامعة والثاني قريبا من كلية الزراعة بالتنسيق مع المكتب الهندسي في الجامعة لنقل مخلفات تقليم الأشجار ونواتج قص الكازون على شكل كومات إلى مكان النشاط بالإضافة إلى التدرب على التنفيذ الحقلي حيث لفت الدكتور جنيدي إلى أن المبادرة ركزت على الحوار والنقاش مع الطلاب والإجابة على مختلف اسئلتهم المتعلقة بهذا المجال.
وأوضح أنه بالنسبة للمرحلة التنفيذية الأولى للمبادرة والتي انطلقت بدايات الشهر الحالي فقد قام المتطوعون خلالها بعرض آلية تحضير الكومات النباتية للتخمير وكيفية تحضير المادة الأولية للسماد وعمليات الخلط والترطيب الخاصة به من خلال شرح مترافق مع التنفيذ أمام جموع الطلاب التي أتت نتيجة الإعلان عن المبادرة التي سعى الطلاب لنشرها داخل الجامعة وعبر مواقع التواصل الاجتماعي وقام المتطوعون بعد العرض بترحيل خلطات المخلفات الزراعية إلى موقع النادي لإتمام إجراءات التخمير اللاحقة.
وبعد أسبوع بدأت المرحلة الثانية من التنفيذ حسب جنيدي وذلك بهدف الاطلاع على التغييرات الحاصلة للكومات التي تم تجهيزها أمام جموع الطلاب وترحيلها إلى المكان المخصص للنادي خلف كلية الزراعة حيث قامت المجموعة باستقصاء نتائج عملية التخمير من خلال معاينة الكومات المجهزة والمعرضة لعمليات تخمير تشمل قياس الحرارة والتقليب والترطيب وإعادة التجميع من أجل متابعة عمليات التخمير المطلوبة.
ولفت جنيدي إلى أن الطلاب الخمسة عشر المشرفين على تنفيذ المبادرة قاموا بالتعريف بمبادرتهم بأسلوب إبداعي كما قام المتطوعون بتقييم أثر المبادرة من خلال استمارات تم فيها استبيان آراء الطلاب حول أداء النادي والأسلوب المتبع في تنفيذ المبادرة ومضمونها والتغيير الذي أحدثته فيهم من الناحية المعرفية.
واختتم الدكتور جنيدي حديثه بالقول.. يمكننا التأكيد على أن فكرة المبادرة تسهم في رفع الوعي المعرفي لدى شريحة واسعة من الطلاب بطريقة تصنيع سماد الكومبوست و الاستفادة من مخلفات التقليم بطرق صديقة للبيئة ليقوموا بدورهم بنقل هذه المعارف إلى مناطقهم للاستفادة من المخلفات الزراعية كقيمة مضافة بدلا من ترحيلها إلى مكبات القمامة لتشكل عبئا بيئيا إضافيا.
ياسمين كروم