السمنة تحمي من الخرف وتزيد أمراض السكري والقلب والمفاصل

السويداء – سانا

في وقت يواصل فيه العلماء ومراكز البحوث تحذيراتهم من السمنة في ظل دراسات تؤكد ارتباطها بزيادة أمراض القلب والأوعية الدموية والسكري تظهر دراسة بريطانية نتائج صادمة إذ تثبت أن الأشخاص الذين يعانون من السمنة في منتصف حياتهم هم أقل تعرضا للإصابة بالخرف.

ويرجح الباحثون القائمون على الدراسة التي نشرت مؤخرا في مجلة لانسيت للسكر والغدد الصماء أسباب النتائج إلى أن الفيتامينات والمواد الغذائية التي يخزنها الأشخاص البدينيون قد تكون سبب حمايتهم من الخرف.

والسمنة حسب اختصاصي الجراحة العامة الدكتور عدنان الطويل أنها زيادة الوزن عن الحد الطبيعي نتيجة تراكم الدهون في مناطق مختلفة من الجسم وتعود لاختلال توازن الطاقة بين السعرات الحرارية التي تستهلك من جهة والتي ينفقها الجسم من جهة أخرى.

وتحدث السمنة كما يوضح الدكتور الطويل نتيجة اعتماد أنظمة غذائية تتضمن تناول الدهون والسكريات والأطعمة عالية السعرات الحرارية بكثرة واللجوء للأكل بين الوجبات وسلوكيات خاطئة تتمثل بقلة المشي وممارسة الرياضة والجلوس لفترات طويلة.

ويلفت الطويل إلى أسباب أخرى للسمنة منها نفسية تؤدي إلى الإكثار من الطعام كرد فعل على اضطرابات القلق والاكتئاب ووراثية جراء وجود استعدادات جينية كامنة لدى بعض الأسر وفيزيولوجية كاضطرابات الغدد مثل زيادة إفراز هرمون الغدة الدرقية وتناول بعض الأدوية كالكورتيزون.

وتؤدي السمنة حسب الدكتور الطويل إلى ازدياد احتمال الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية والسكري وارتفاع ضغط الدم ونسبة الكوليسترول وحدوث التهابات المفاصل وآلام الظهر وضيق التنفس والشعور بالإجهاد وحصول بعض أنواع السرطانات لافتا إلى وجود علاقة بين سمنة الطفولة وزيادة احتمال الوفاة المبكرة أو ظهور حالات العجز في مرحلة الكهولة.

ويذكر الطبيب أن السمنة عند الرجال تصيب وسط الجسم ويظهر ما يسمى الكرش وهذا النوع من السمنة أكثر خطورة ويؤدي إلى أمراض السكري وضغط الدم وتصلب الشرايين بينما السمنة عند النساء قد تصيب الأرداف وهي أقل خطورة بكثير من السمنة في الوسط ولكن تأثيرها أكثر على المفاصل.

ويركز علاج السمنة كما يوضح الاختصاصي على الوصول إلى وزن معتدل يتناسب مع عمر الإنسان وطوله وما يبذله من مجهود تتضمن طرق منها تطبيق الحمية الغذائية وممارسة الرياضة واستعمال العقاقير الطبية في بعض الحالات بناء على رأي الطبيب أو اللجوء للعمل الجراحي عند السمنة المفرطة وفشل طرق العلاج الأخرى.

ويرى أن الجراحة التنظيرية أفضل أنواع التدخلات الجراحية لعلاج السمنة وتجري بعدة طرق منها استئصال المعدة الطولي أو عملية حزام المعدة القابل للتعديل أو ما يسمى بالحلقة إلا أن استخدامها في الوقت الحالي قليل إضافة لطريقة زرع بالون في المعدة وتجرى عن طريق التنظير الهضمي العلوي من قبل اختصاصي الأمراض الهضمية.

وينصح الدكتور الطويل لتجنب السمنة ممارسة التمارين الرياضية والمشي بشكل منتظم ودوري وتنظيم مواعيد الطعام والتخفيف من وجبة العشاء والإقلال من تناول المواد الدسمة واللحوم والسكاكر وتناول المزيد من الخضار والفواكه والبقول والحبوب.

ويشير الاختصاصي إلى ضرورة نشر الوعي بمخاطر السمنة وتشجيع الأمهات على تطبيق أساليب التغذية الصحيحة سواء قبل وأثناء فترة الحمل أو بعد الولادة وتجنب إهمال وجبة الإفطار للأطفال كون ذلك يدفعهم للمأكولات المصنعة والمعلبة والمشروبات الغازية أثناء وجودهم بالمدرسة والتي تحتوي كميات عالية جدا من الدهون والسعرات الحرارية العالية.

وحسب تقديرات منظمة الصحة العالمية سيعاني نحو 3ر2 مليار بالغ من فرط الوزن بحلول عام 2030.

يذكر أن دراسة أجريت في جامعة بنسلفانيا ونشرت نتائجها خلال الأسبوع الماضي وجدت أن الأشخاص الذين يعانون من البدانة أو زيادة الوزن غالبا ما ينظر إليهم على أنهم “أقل كفاءة في العمل مقارنة بزملائهم”.

عمر الطويل

انظر ايضاً

دراسة أسترالية: الأطفال الذين يعانون من السمنة أكثر عرضة للإصابة بالخرف

كانبرا-سانا حذرت دراسة أسترالية من أن الأطفال الذين يعانون من السمنة أكثر عرضة للإصابة بالخرف.