دمشق-سانا
بعد أكثر من ثلاثة عشر عاماً يعود كورال الفيحاء الوطني اللبناني إلى دمشق محملاً بالحب والسلام، لينثرهما طرباً وفرحاً بقيادة المايسترو بركيف تسلاكيان على خشبة مسرح الدراما في دار الأسد للثقافة والفنون.
واختص الكورال بتقنية “الأكابيلا” التي تعتمد على ركنين أساسيين هما: الغناء دون موسيقا والأداء الجماعي، بتعدد الأصوات التي تميزت بقوة العرب الصوتية، حيث توظف تقنيات الغناء الجماعي بحرفية وإتقان بالتركيز على التوزيع الصوتي للمفردة، وبتدرجات طبقات الصوت ومقاماته بالغناء الإفرادي، ليخلق تناغماً بين تقطيع الجملة بين الذكور والإناث وتجزيء الكورال.
وتنقل الكورال خلال الأمسية بين التراث السوري بشقيه الحلبي والشامي، حيث بدأها بأغنية “هالأسمر اللون” التي تصدرت برنامج الأمسية، لتكون بمثابة إهداء للجمهور السوري، وتابعوا بأغنية الفنان اللبناني الكبير زكي ناصيف “هلا يا هلا”، وانتقلوا بعدها إلى التراث السعودي بأغنية عبد الرب إدريس “ليلة لو باقي ليلة”، التي سلم فيها قيادة الكورال لأسامة خلف، الذي تخرج على يد تسلاكيان كقائد لفرقة موسيقية.
وحضرت أغنية “حنا السكران” للسيدة فيروز و”آه يا زين العابدين” لصباح في الأمسية، وتصاعد الإحساس العالي بالأناشيد الدينية والتراتيل، ووشحت الأمسية بأغان أرمينية، واختتمت بأغاني الميجانا التي ما زالت تتغنى بها بلاد الشام.
“دار الأسد للثقافة والفنون اعتادت على استضافة أجمل وأرقى الفرق التي تقدم ما تتميز به الثقافات العربية والعالمية، الأمر الذي يصب في صلب دورها وعملها”، هذا ما قالته وزيرة الثقافة الدكتورة لبانة مشوح في تصريح للصحفيين، وأشادت بالأداء المتميز الذي يقدمه كورال الفيحاء الوطني اللبناني من خلال الهارموني الذي تنسجه الأصوات الأربعة، ووضعه ضمن مساره بالتراث وبإطار الفن الراقي الملتزم للارتقاء بالفكر والذائقة الفنية.
“أتينا لسورية التي تعني لنا الكثير بفضل ما قدمته للبنان بمبدئها ووفائها للأمة العربية”، هذا ما أكده وزير الثقافة اللبناني محمد وسام المرتضى في تصريح مماثل، مشيراً إلى الدور الذي يلعبه كورال الفيحاء الوطني اللبناني في تعزيز دور الثقافة في شتى المجالات، ونشر ثقافة الوعي والعيش المشترك والتلاحم تحت سماء الوطن، وإبراز صورة لبنان الواحد الجامع لأبنائه بمختلف فئاتهم وأطيافهم.
المايسترو بركيف تسلاكيان عبر عن سعادته بالغناء أمام الجمهور السوري الذواق الذي اعتبره شريكاً أساسياً في نجاح الأمسية، وتغنى بمسارح دار الأسد للثقافة والفنون بأنها من أروع الصالات حول العالم، لافتاً إلى أن كورال الفيحاء اشتهر كأول فريق في العالم يؤدي الموسيقى العربية على طريقة الأكابيلا ويتضمن برنامجه أغاني من التراث الموسيقي العربي، كما يؤدي مقطوعات بلغات عالمية كالأرمنية والإنكليزية وغيرها، وهو يعتبر المرجع الأول في العالم للأكابيلا العربية الموزعة.
أماني فروج
متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency