القدس المحتلة-سانا
حصار مشدد يواصل الاحتلال الإسرائيلي فرضه على مدينة أريحا ومنطقة الأغوار الشمالية في الضفة الغربية، تسبب بمفاقمة معاناة الفلسطينيين الذين يتحكم بمصيرهم على حواجزه، حيث يقوم بعرقلتهم أو إعادتهم من حيث أتوا، فضلاً عن التنكيل بهم والاعتداء عليهم بمن فيهم المرضى، وذلك بهدف خنقهم وفرض واقع جديد يهدد بفصل أريحا والأغوار بالكامل عن باقي الضفة الغربية.
وفي تصريح لمراسل سانا أوضح محافظ أريحا والأغوار جهاد أبو العسل أن الحصار الذي يفرضه الاحتلال على الأغوار منذ 31 يوماً وعلى أريحا منذ 16 يوماً، كبد الفلسطينيين خسائر كبيرة جداً فأريحا تعد شريان الحياة الاقتصادية في الضفة الغربية، مشيراً إلى أن إغلاق المداخل والطرق الرئيسية والفرعية يترافق مع اعتداءات مستمرة للمستوطنين وقوات الاحتلال، أسفرت عن استشهاد 9 فلسطينيين واعتقال 137، وهدم 12 منزلاً منذ بداية العام الجاري.
وناشد أبو العسل المجتمع الدولي ومؤسساته الحقوقية لرفع حصار الاحتلال الظالم عن أريحا والأغوار، ووقف عمليات التهجير القسري للفلسطينيين وخاصة في الأغوار التي تشكل مساحتها ثلث مساحة الضفة الغربية.
وبين المزارع محمود بشارات من الأغوار حجم المعاناة الإنسانية، حيث تغلق قوات الاحتلال الحاجز الذي تقيمه في منطقة الحمرا على مفرق طرق يربط مدن الضفة الغربية بالأغوار الوسطى والجنوبية والشمالية، كما تغلق حاجز تياسير وغالبية الطرق التي يستخدمها المزارعون للوصول إلى أراضيهم الزراعية، ما يعيق سير الحياة اليومية للفلسطينيين، فضلاً عن كونها ممرات أساسية لإيصال المنتجات الزراعية وتسويقها في باقي مناطق الضفة الغربية، ما تسبب بأضرار بالغة وخسائر فادحة، لافتاً إلى أن هذه الكارثة الإنسانية تزداد قسوة مع اقتحامات المستوطنين واعتداءاتهم على الفلسطينيين بهدف الاستيلاء على أرضهم.
بدوره أشار الباحث الحقوقي عارف دراغمة إلى أن الاحتلال يسابق الزمن لفصل الأغوار وأريحا بشكل كامل عن باقي الضفة الغربية، بهدف تفتيت الجغرافيا ومنع إقامة الدولة الفلسطينية على خط الرابع من حزيران عام 1967، وخاصة أن الاحتلال يواصل توسيع 36 مستوطنة في الأغوار وأقام سبع بؤر استيطانية جديدة منذ بداية العام الجاري.
ولفت دراغمة إلى أنه بالتزامن مع الحصار المستمر على منطقة الأغوار، تم توثيق 157 اعتداء لقوات الاحتلال ومستوطنيه على المنطقة، موضحاً أن الاحتلال يستمر بسرقة ثروات الأغوار التي تشكل سلة غذاء الفلسطينيين وفي مقدمتها المياه، ويستولي على مساحات واسعة من الأراضي لتسليمها للمستوطنين لإقامة بؤر استيطانية جديدة عليها، ما جعله يسيطر على 82 بالمئة من مساحة المنطقة الإجمالية.
من جانبه حذر منسق اللجان الشعبية لمقاومة الاستيطان صلاح الخواجا من خطورة بدء الاحتلال بتطبيق سياسة فصل أريحا والأغوار عن باقي الضفة واستمرار تهجير الفلسطينيين، بهدف تصفية وجودهم فيها وإقامة مستوطنات عليها وبالتالي الحؤول دون إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة المتصلة جغرافيا وفق ما تنص عليه قرارات الأمم المتحدة.
الخارجية الفلسطينية أكدت أن الحصار الذي يفرضه الاحتلال على أريحا والأغوار شكل من أشكال العقوبات الجماعية على الفلسطينيين، وخاصة أن أريحا هي بوابة فلسطين ويتنقل منها وإليها الفلسطينيون من جميع المدن والبلدات بمن فيهم الأطفال والنساء وكبار السن والمرضى، محذرة من أن الحصار يضع العراقيل أمام متابعة الأعمال والمشاريع الصناعية والزراعية والسياحية وغيرها، ما يهدد بضرب الاقتصاد ما يتطلب من المجتمع الدولي الضغط على الاحتلال لرفع حصاره الظالم الذي يشكل انتهاكا صارخا للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.
محمد أبو شباب
متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency