الشريط الإخباري

وراء التصعيد في أوكرانيا… أرباح هائلة تجنيها الصناعات العسكرية الأوروبية

لندن-سانا

مع استمرار التصعيد الغربي على الجبهتين العسكرية والسياسية في أوكرانيا، تنتظر شركات تصنيع الأسلحة الأوروبية تحقيق أرباح بعشرات مليارات الدولارات من استخدام الدبابات والمدرعات القتالية الرئيسية، التي دفعت بها دول حلف شمال الأطلسي “ناتو” إلى كييف وفقاً لصحيفة ديلي تلغراف البريطانية.

وانضمت الولايات المتحدة وألمانيا إلى بريطانيا في قرار إرسال دبابات ومدرعات إلى النظام في كييف، لتكون دبابات “تشالنجر 2 أس” البريطانية ودبابات “أبرامز” الأميركية و”ليوبارد 2 أس” الألمانية في مسرح العمليات العسكرية المباشرة، رغم تأكيد العديد من الخبراء والمحللين العسكريين أن هذه الخطوة لن تغير من الواقع شيئا ولن تقلب مجريات الأحداث على الأرض.

شركات الصناعات العسكرية الأوروبية تتوقع وفقاً لديلي تلغراف أن يؤدي استخدام الدبابات الغربية في مواجهة الدبابات الروسية للمرة الأولى في أوروبا إلى زيادة الطلبيات ومبيعات تلك الأسلحة لكثير من الدول التي تريد تعزيز قدراتها الدفاعية، حيث إن هذه الدبابات والمدرعات لم تختبر مباشرة في ميدان قتال أوروبي كالذي صممت من أجله.

شركات تصنيع الأسلحة في أوروبا ترى في زج منتجاتها بأوكرانيا استعراضاً وإعلاناً ترويجياً لأسلحتها، يجعل كثيرين يقبلون على الشراء.

شركة راينميتال الألمانية التي تصنع دبابات ليوبارد تتوقع حسب صحيفة تلغراف أن يكون العرض العملي لمنتجاتها حافزاً لمزيد من المبيعات، ورجح الرئيس التنفيذي للشركة “أمرين بابنجر” أن تتضاعف مبيعات الشركة منها، لتصل إلى 12 مليار يورو أو ما يعادل 13 مليار دولار في غضون ثلاث سنوات.

وأبلغت شركة رانميتال المستثمرين فيها أنها تتوقع أن تلجأ الدول التي تقدم أسلحة إلى كييف إلى إعادة بناء مخزوناتها منها، إضافة إلى التوسع في التسليح من قبل تلك الدول وغيرها، في ظل زيادة التوتر الجيوسياسي في أوروبا.

هذا التوتر الذي هندسته الولايات المتحدة وزعماء أوروبا نفسها فسح المجال أمام عسكرة بلدان القارة العجوز، والتحرك نحو زيادة الإنفاق العسكري، فقد أعلن المستشار الألماني أولاف شولتز زيادة الإنفاق العسكري لبلاده إلى 100 مليار يورو، فيما طالب بابنجر رئيس شركة راينميتال الحكومة الألمانية بسرعة إعلان تفاصيل الزيادة في الإنفاق العسكري، كي تستطيع شركته وضع خطط التوسع في العمل وتحديد خطوط الإنتاج التي ستضيفها إلى مصانعها.

وكإجراء استباقي وظفت الشركة ألفي عامل جديد لمواجهة زيادة الطلبيات والمبيعات المتوقعة.

وليست الشركة الألمانية الوحيدة التي بدأت تنفيذ خطط التوسع استعداداً لزيادة الطلبيات والمبيعات، بل هذا ما تفعله كل شركات الصناعات العسكرية في دول “ناتو”، فمجموعة “بي إيه إي سيستمز” البريطانية تلقت طلبيات من الحكومة البريطانية لتصنيع قذائف المدافع، كما تلقت شركة “ساب” السويدية طلبيات من بريطانيا والسويد لتوريد القذائف المضادة للدبابات من نوع “نلو”، وتقدمت ألمانيا بطلبية شراء 35 طائرة مقاتلة من طراز “اف-35” التي تنتجها شركة “لوكهيد مارتن” الأمريكية للصناعات الدفاعية في صفقة، بقيمة بلغت نحو ثمانية مليارات دولار.

ولا يقتصر الأمر على الشركة الألمانية بل إن الحاجة إلى تعويض المخزونات وزيادة التسليح عامة ستفيد كل شركات الصناعات العسكرية الغربية ربما لعشر سنوات قادمة.

ومع نهاية العام الماضي كشفت مجموعة “بي إيه إي سيتسمز” البريطانية للصناعات الدفاعية عن تلقيها طلبيات من الحكومة البريطانية في الأشهر الـ 10 الأولى من العام الماضي بقيمة 28 مليار جنيه استرليني، ولم يسع الرئيس التنفيذي للمجموعة تشارلز وودبيرن إلا الإعراب عن تفاؤله بنمو العائدات والأرباح، نتيجة تلك الطلبيات المتزايدة على إنتاجها وخصوصاً مع استمرار الأزمة في أوكرانيا.

كما أن الشركات الأمريكية للصناعات العسكرية تعد من أكبر المستفيدين مع زيادة الطلبيات على إنتاجها، لتعويض فاقد المخزونات من الأسلحة والذخيرة التي ترسل إلى أوكرانيا.

وفي الخريف الماضي نقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” قوله: “إن المخزونات الأمريكية من الذخيرة وخصوصاً طلقات المدفعية 155مم وصلت إلى مستويات غير مريحة ومقلقة، وذلك بعدما شحنت الولايات المتحدة 806 آلاف خزنة طلقات مدافع لأوكرانيا.

وخلال عام 2022 الماضي أقبل المستثمرون على أسهم شركات الصناعات الدفاعية، متوقعين استمرار زيادة عائداتها وأرباحها في السنوات المقبلة، حيث ارتفع سعر سهم شركة “نورثروب غرومان” بنسبة 20 بالمئة، وارتفع سهم شركة “لوكهيد مارتن” بنسبة 17 بالمئة، بينما ارتفعت قيمة سهم شركة “رايثيون” بنسبة 11 بالمئة على الأقل.

باسمة كنون

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency

انظر ايضاً

بيسكوف: لا اتصالات حتى الآن بين روسيا والولايات المتحدة

موسكو-سانا أعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميترى بيسكوف أنه لم يتم إجراء أيّ اتصالات بين