اللاذقية-سانا
يتعايش نحو 350 مليون شخص حول العالم مع أحد أنواع التهاب المفاصل ويؤكد الخبراء أنها ليست مجرد مشكلة بسيطة بل قضية تحمل الدول أعباء صحية ومادية كبيرة وتحد من القدرة على العمل أكثر مما تفعل أمراض القلب والسرطان والسكري.
ويذكر اختصاصي الأمراض العظمية الدكتور محمد عثمان أن التهاب المفاصل ليس مرضا واحدا بل مشكلة صحية يندرج ضمنها نحو 100 آفة مختلفة تصيب المفاصل والأنسجة التي تربطها كما أنها لا تقتصر على كبار السن بل تصيب الأشخاص من مختلف الفئات العمرية بمن فيهم الأطفال.
ويبين الاختصاصي أن إهمال الأشخاص للأعراض الأولى لأمراض المفاصل والانزعاج البسيط الذي قد يشعرون به وتأخرهم بطلب المساعدة الطبية يؤدي إلى تطور المرض وتسببه بأضرار معقدة وآلام مبرحة وقد يصل الأمر إلى التشوه الذي كان من الممكن تلافيه في حال المعالجة المباشرة.
وفيما يخص أنواع التهاب المفاصل يلفت الدكتور عثمان إلى أنها متنوعة ومنها التهاب المفاصل الرثياني الذي يصيب سائر مفاصل الجسم والنساء أكثر بثلاثة أضعاف من الرجال ويظهر عادة بين العشرين والخامسة والثلاثين من العمر وتتمثل أعراضه بضعف عام وحمى وانقطاع الشهية وانخفاض الوزن مصحوبة في كثير من الأحيان مع الاكتئاب.
ويوضح الدكتور عثمان أن الالتهاب الرثياني غالبا ما يأتي عقب خمج أو عملية جراحية أو انزعاج عاطفي وقد تحدث الهجمة فجأة فتقعد المصاب بسبب الآلام المبرحة وبعد عدد من الهجمات يحدث تشوه مفصلي.
والفصال العظمي حسب الاختصاصي من أشكال التهاب المفاصل التي تصيب النساء بصورة رئيسية حيث يؤدي الاجهاد أو الإصابة أو الخمج إلى تلف الأنسجة الناعمة للمفاصل والوسائد الغضروفية بينها والإصابة بتآكل الغضروف حول المفصل أو زواله تماما مما يسبب احتكاك العظم عند المفصل فتتضخم نهاياته لافتا إلى أنه آلة خفيفة ونادرا ما تكون معقدة ولا تنتشر في سائر مفاصل الجسم.
وعن التهاب المفصل الرئوي يقول اختصاصي العظمية إنه التهاب شديد يصيب البطانة الداخلية للمفصل ويمكن ان يسبب بقاء الإصابة أو تكرارها إلى تدمير الغضروف وعظم المفصل ما يؤدي إلى تشوهه وقد يصيب بين 15 إلى 20 مفصلا في آن واحد.
ويشير الدكتور عثمان إلى نوع آخر من الالتهاب يسمى بالذأب الحمامي ويقوم الجسم المصاب به بإنتاج جسيمات اضداد تهاجم ذاتها ومفصلا واحدا أو عدة مفاصل في الوقت ذاته وقد يصيب الالتهاب الكليتين والجملة العصبية المركزية وأعضاء أخرى.
فيما يصيب التهاب المفاصل الرثوي الشبابي حسب الدكتور عثمان مفصلا الركبتين عند الكبار والأطفال وتبدأ الإصابة بارتفاع حرارة وظهور طفح جلدي وفي كثير من الحالات يشفى الأطفال منه ويتجاوزونه مع تقدمهم بالعمر.
ويشدد الدكتور عثمان على ضرورة معالجة التهاب المفاصل ومراجعة الطبيب المختص دون الرجوع إلى وصفات غير معروفة المصدر مبينا أن الطبيب يعالج المصابين كل حسب إصابته ويصف لكل حالة الأدوية المناسبة وفي الغالب تكون لتخفيف الألم والالتهاب إلى جانب ممارسة الرياضة.
سلوى سليمان